يا شقيقَ الرُّوحِ منْ جَسَدي أهوىً بي منك أم لَمَمُ ؟
(2)
ضِعْتَ بين العَذْلِ والعَذَلِ
وأنـا وَحْـدي على خَـبـَلِ
ما أرى قلبـي بمُحْـتـَمـِلِ
(3)
ما يريـدُ البـَيـْنُ من خَـلَدي وهو لا خَـصْـمٌ ولا حَـكَـمُ
(4)
أيـها الظَّـبْيُ الذي شرَدَا
تَرَكَـتْني مُـقْـلَتاك سُـدى
زَعَـمـوا أنّي أراكَ غـدا
(5)
وأظـنُّ الـمـوتَ دونَ غـدِ أينَ مني اليومَ ما زعموا ؟
(6)
ادْنُ شـيـئـاً أيُّـهـا القـمـرُ
كـادَ يمحـو نورَك الخَفَرُ
أَدَلالٌ ذاك أم حَـــــذَرُ
(7)
لا تَخَفْ كيدي ولا رَصَدي أنتَ ظبيٌ والهوى حَرَمُ
(
يـا هشـامَ الحُسْـنِ أيُّ جَــــــوى
يـا هــوىً أَزْرى بــكــلِّ هـــوى
لـم أجــدْ مذْ غِبْــ ــتَ عــنــه دوا
(9)
عََلَّـمَـتْـكَ النـَّفْثَ في العُقَََـدِ لََـحـظـاتٌ كـلّـُهـا سَـقََـمُ
(10)
هـل بِـــشــــوقـي رَدْعُ كلِّ صَبــــا
تَجْتَلـــيهـــــــــــا آيـــةٌ عَجَبــــــــا
حين أشـدوهـــــا بِـكُـمْ طَـرَبــــــا
(11)
يا نسيمَ الروحِ من بلدي خَبِّرِ الأحبابُ كيفَ هُمُ
هذا لون جديد من ألوان الشعر العربي تدرسه للمرّة الأولى ، وكما تلاحظ فإنّ شكله وترتيب أبياته يختلف عن شكل القصيدة التقليدية وترتيب أبياتها ، ويسمّى هذا اللون من الشعر (الموشّحات) ، ويسمّى ناظمها (الوشّاح) .
نشوء الموشّح:
ولد الموشّح ونما وترعرع في ظلّ حضارة عربية إسلامية عظيمة ، عنيت بالفن عامة والغناء خاصة .
ومن أشهر الوشّاحين:
عبادة بن ماء السّماء
الأعمى التُّطيليّ
ابن زهر الإشبيليّ
ابن سهل
لسان الدين بن الخطيب
وقد اخترنا لك موشّح ”يا شقيق الروح“ ، وهو للشاعر الأندلسي ابن زُهرِ الإشبيليّ ، والإشبيلي اسم منسوب إلى اشبيلية ؛ مدينة الغناء والطرب في الأندلس .
(1) يا شقيقَ الرُّوحِ منْ جَسَدي أهوىً بي منك أم لَمَمُ ؟
* شرح البيت :
أيُّها الحبيب أنت شقيق روحي تعيش في جسدي ، فهل أهواك أصابني جنون؟
ضِعْتَ بين العَذْلِ والعَذَلِ
وأنـا وَحْـدي على خَـبـَلِ
ما أرى قلبـي بمُحْـتـَمـِلِ
* شرح الأبيات :
لقد ضعت بسبب حبي لك بين لوم اللائمين وكثيري الملامة
وأصبحت وحيداً فاسد العقل
إنّ ما أراه أنّ قلبي لا يحتمل هذه الحال
(4)
أيـها الظَّـبْيُ الذي شرَدَا
تَرَكَـتْني مُـقْـلَتاك سُـدى
زَعَـمـوا أنّي أراكَ غـدا
* شرح الأبيات :
أيها الظبي الذي ابتعد عنّي
تركتني عيناك الجميلتان ضائعاً
لقد ادعوا أنني سألقاك غداً
(5)
وأظـنُّ الـمـوتَ دونَ غـدِ أينَ مني اليومَ ما زعموا ؟
* شرح البيت :
أعتقد أنّ موتي سيكون اليوم قبل لقاء المحبوبة ، فزعمهم أني سألقاها اليوم أمر بعيد
(6)
ادْنُ شـيـئـاً أيُّـهـا القـمـرُ
كـادَ يمحـو نورَك الخَفَرُ
أَدَلالٌ ذاك أم حَـــــذَرُ
* شرح الأبيات :
- يلتمس من محبوبته الجميلة أن تقترب منه
- إن جمالك كاد أن يُذهب الحياء
- يتساءل : أدلالٌ بعدُك عني أم حرصٌ وخوف مني
(7)
لا تَخَفْ كيدي ولا رَصَدي أنتَ ظبيٌ والهوى حَرَمُ
* شرح البيت :
يلتمس من محبوبته أن لا تخشى مكره وخداعه ومراقبته ، فهي جميلة كالظبي وحبه لها حب شريف مقدس فلا يمكن أن يؤذيها
(
يـا هشـامَ الحُسْـنِ أيُّ جَـــــــوى
يـا هــوىً أَزْرى بــكــلِّ هـــوى
لـم أجــدْ مذْ غِبْــ ــتَ عــنــه دوا
* معاني المفردات :
هشام الحسن : الهشام : الجود ، والمقصود فائقة الجمال
جـوى : حرقة الحب
أزرى : عابه ، احتقره
دوا : دواء ، سقطت الهمزة لضرورة الوزن
* شرح الأبيات :
- يا فائقة الجمال ، أي حرقة حُبُّ أكابدها
- إن هواك تعالى على كل الهوى
- لم أجد مذ ابتعدت عني دواء لمعاناتي
(9)
عََلَّـمَـتْـكَ النـَّفْثَ في العُقَََـدِ لََـحـظـاتٌ كـلّـُهـا سَـقََـمُ
* شرح البيت :
إنّ اللحظات الأليمة التي يعانيها من حبها كان لها أثر السحر في نفسه
(10)
هـل بِـــشــــوقـي رَدْعُ كلِّ صَبــــا
تَجْتَلـــيهـــــــــــا آيـــةٌ عَجَبــــــــا
حين أشـدوهـــــا بِـكُـمْ طَـرَبــــــا
* شرح الأبيات :
يتساءل : هل أشواقي سبب في دفع ريح الصّبا ، التي تكشفها علامة عجيبة حين أشدو هذه الموشحة طرباً من أجل المحبوبة ؟
(11)
يا نسيمَ الروحِ من بلدي خَبِّرِ الأحبابُ كيفَ هُمُ
* شرح البيت :
يرسل أقصر رسالة إلى حبيبه : ينادي النسيم الذي يهب من بلده أن يخبّره : كيف الأحباب ؟
* خصائص الأسلوب
الالتزام بخصائص الموشح
الإكثار من أسلوبي النداء ، والاستفهام
التنويع في القوافي
الألفاظ سهلة عذبة مغناه
التأثر بأسلوب القرآن الكريم
محاورة محبوبته
جاء الموشّح تامّاً
ظهور عناصر الصوت واللون والحركة