يحب أن يرى نموذجاً فذاً ، فإن لم يجد صنعه من خياله.
[ إن كنت من هواة صناعة الأصنام فــ الوصفة سهلة جداً ] ،
أحضر الشخص وضعه أمامك في مكان عال .. فوق الدولاب مثلاً , ثمَّ حدد المساحة التي يتحرك فيها بحبل أحمر..
وَ قـم بالآتي :
برر كل خطأ يقوم به قائلاً: "بالتأكيد لم يكن يقصد"، وإياك أن تطالبه بإيضاح ما حدث. فكما تعلم.. بالتأكيد بالتأكيد لم يكن يقصد.
طالب الآخرين بتفسير ما يقوله والبحث عن تأويل له إن كانت عباراته غير مفهومة أو يجب أن يتراجع عنها، إياك أن تطالبه هو بالتفسير. دعه فوق الدولاب ولا تزعجه.. قم أنت بدورك.. استخدم مقولة "لقد فُهم كلامه خطأ"، وإياك أن تقول: "كلامه لم يكن واضحاً".. فالأفضل أن تغير الجموع طريقة استيعابها لكلامه لا أن يوضح هو كلامه !!
بالغ في وصف كل عمل صالح يقوم به، لتظهره كأنه معجزة أو أمر فوق طاقة البشر
انسب صفة التواضع إلى أعماله العادية.. انظروا... إنه يأكل بين الناس، ويشرب أيضاً.. أما المفاجأة فهو يقضي حاجته في الحمام مثلنا... يالتواضع الآلهة !!
إذا حاول بعضهم مساءلته بجدية أو محاسبته فأشر سريعاً إلى الحبل الأحمر.. وقل "ممنوع الاقتراب أو التصوير". طبعاً بعد ذلك سمهم بالقلة المندسة أو المأجورة أو أي شيء من هذا القبيل، لتصبح المساءلة جريمة وقلة أدب..
تمتم دائماً بتعويذة.. كلنا بشر كلنا يخطيء.. لتظهر للناس أنه بشر عادي، لكن إياك أن تنتابك الشجاعة للإشارة إلى خطأ واحد يؤكد بشريته. فكل عمل أو قول لا بد أنه صحيح، والخطأ يتم تأويله ليصبح عين الحكمة، وضرورة اللحظة التاريخية.
بذلك تكون قد صنعت صنماً في ست خطوات، وبإمكانات بسيطة جداً.. إنسان ودولاب وحبل أحمر.. حافظ عليه جيداً...
لكن اعلم أنه له تاريخ صلاحية سينتهي يوماً... نعم .. بالضبط ... الدولاب لن يتحمله كثيراً !! لأنه لن يجامل أو يغض الطرف عن وزنه المتزايد !!
؛
لذلك إن كنت تٌقَدر شخصاً فـ إحرص ألا يتحول إلى [ صنم ] ؛ لأن مصيره الحتمي هو الكسر .. !