أنا أكتب ... أنا موجود
بقلم : محمد ابوتم الحذفيد
يوم 7/7/2008 وبالتحديد في الثالثة بعد الظهر , كنت في حضرة الطبيب الاخصائي لعلاجي من المرض الخبيث
فبادرني بالكلام ضاحكا ً : " أنت معجزة تسير على الارض , صورة الرنين المغناطيسي MRI ممتازة , رغم عدم وجود
علاج كيماوي منذ ثلاثة اشهر بالتمام والكمال " .أجبت من فوري: هذا بإرادة الله عز وجل يا دكتور ,
فأقرّ معي محركا ً رأسه بالموافقة : نعم ثم أردف قائلا ً : معجزة أن استطعت أن تتحمل وتصبر على كل أنواع
الكيماوي , أنت مجاهد ,وأعدت القول : الله عز وجل وحده هو الذي يمدني بالصبر والتحمل .استذكرت في هذه البرهة
وانا استل من جيبي هاتف الخلوي لأبشر زوجتي بالامر , كلام صديقي العزيز الاديب الناقد عبدالله رضوان عندما
شاهدني في الصباح دون تردد : قاوم يا صديقي قاوم , ولا ينفع غير ذلك .وربطت بين جانبي الحديث , فالتحمل والصبر
على مقاومة المرض هي عزيمة يستمدها المرء من ارادة الخالق عزّ وجلّ وكل الامور تسير بارادة الله تعالى ....فعندما
امسك قلما ً لأكتب كلاما ً , يؤكد الموقف كينونة الانسان ووجوده " أنا أكتب إذن أنا موجود " رهنا ً بالنزعة
الوجودية " أنا أفكر إذن أنا موجود " .فالكتابة انتعاش لارادة وعزيمة الكاتب , رغم مضانها ومشاق دروبها ,
لا يأبه بمعاناتها ... فهي لذة الحياة عند الكتاب والادباء , وأرزعة الأمل والتفاؤل في دواخلهم ... مؤكدين
وجوديتهم في هذا الكون