سعاد وقبري والسماء
للشاعر (ماجد الزيد)
بَدَأتُ عَلَى مَا كَانَ مِنّي و ما بِيَا=وَيَجْري عَلى الأيَام ِ قَوْلاً لِسَانيا
فَيَبْكي على خير القتيلينِ كلّما=تراءت لي الأفلاكُ والقفرُ خاليا
وأبكي دهوراً فوق أطلال ما مضى=أيبْني على غرِّ الدّهورِ هوافيا
وأسعى إلى موتي حثيثاً وخاطباً=أكفَّ المنايا راغباً عن زمانيا
فما نال منّي الموتُ والحزنُ نالـَني=أ ليثاً يُسام الظيمَ والكلبُ عاليا
زمانٌ أرى فيه الهجاريس سُلطت=على ليث غاباتٍ منيع المكانيا
زمانٌ إذا ما جاء يوماً لفاتـك ٍ=لتشكي أكفُّ البيدِ جدْع الحصانيا
زَمَانٌ بِهِ ِ دَالَتْ مِنَ الذُّلِّ دَوْلَةٌ=وَ قَامَتْ بِهِ ِ أُخْرَى وَ أُولَى تُعَاوِيَا
تَرَى فِيهِ حُكُامَاً صِغَارَاً ،عُرُوشُهُمْ=عَليْهَا بَغَايَا مِنْ صَلائَبِ زَانِيَا
فَفِي الرُّوم ِ دَقَّوا للمَلاحِمِ رَجْرَجَاً=لَهُ فِي بِلادِ العُرْبِ صَوْتاً مُدَاويَا
وَ سَارُوا عَلَى أَمْر ٍ ثَمَانِينَ غَايَةٍ=مِنَ الألْفِ أَلْفاً فِي جَحَافِلِ عَادِيَا
أَنَوْمَاً بِنِّو قَوْمِي ثََمَانِينَ حُجَّةً =وَ فِي مُلْهِيَاتِ الدَّهْرِ قَوْمِي غَوَافِيَا
فَصَاحَتْ بِبَطْنِ الأرْض ِ بِنْتٌ عَزِيزَةٌ=وَ تَنْخَى شَرِيفَاً مِنْ قُرَّيْشٍ فآتِيَا
وَ تَنْخى بَنِي عَدْنَانَ هُبُّوا لنَجْدَة ٍ =بِأسْيَاف ِ صِدْق ٍ كُلَّ أَعْبَسَ ضَامِيَا
وَ نِيرَانُ كِسْرَى قَدْ تَأجَّجَ شَرُّهَا=أَضَاءَتْ بِفَآرَانٍ رُؤُوسَ العَوَالِيَا
بِنَوْمِي رَأَيْتُ الشَّرَ عِمْلاقَ قَدْ نَهَض=فَيَا وَيْلُ مَنْ لَمْ يَتّقِّ بِالنَّزَارِيَا
زمانٌ كأن العزَّ فيهِ محرمٌ=ويقتادني رُغْماً إلى الجُرْمِ غاويا
وإنّي على ذنبٍ عظيم ٍ وقاتل ٍٍ=ويُسقي بكاساتِ الذنوبِ فؤاديا
أصبُّ على الغاوينَ ذنبي فيذنبوا=تَراهُم سكارى يشربونَ قوافيا
وإنّي ولو أنّي من الناسِ لحظةً=تناسيت حزناً جاءني اليومُ ثانيا
فما بين معتركٍ ومعتركٍ أرى=أيادي المصائبَ قد شددنَ عنانيا
وإنَّ شفائي طفلةٌ عربيةٌ=أقول لها عن داهيات الدواهيا
عريبيةٌ تربا و حوراءُ عينُها=من الزّعفرانِ الجسمَ مخلوقَ راويا
وريقٌ لها لو جاء في البحرِ بعضُهُ=لصارَ الأُجاجُ الملحُ عذباً وحاليا
تقرّبت منها عاشقاً ألفَ ليلةٍ =فلمّا بلغتُ الوصلَ قالت حذاريا
وانّي لأرجوها على النفسِ طفلةً =وحق ِ الذي أبدى إليَّ بما ليا
وإنّي لها الركنُ الشديدُ فما هوت=وإني لها ما للمقامِ اليمانيا
عطوفٌ عليها مشفقٌ عند رأسها=لها أقطفُ الجوزاءَ عند التراضيا
رؤوفٌ رحيمٌ كلما جاء ذِكرُها=وإنْ كُنتُ جباراً وهولاًً حساميا
وانّي لها روحٌ ونفسٌ وخافقٌ =فمالي أعزُّ الدّمعَ عنّها علانيا
سعادٌ عنت نفسي وإنّي نهرتُها=فصاحت كطفلٍ جاءَهُ الموتُ دانيا
تحنُّ إلى لقياكِ نفسي وأصطبر=فأرمي بِها ليلي وليلي رمانيا
إذا ما بدا منْكِ جفاءٌ وقسوةٌ=وأنيابُ دهري كُشّرت لي ثمانيا
رميتِ بنفسي ياسعادُ لمقتلي=ينوحُ علي الليلُ لمّا نعانيا
فياليت نفسي حينَ جئتُك ِغاضباَ=أتاني لنفسي الموتُ حتّى طوانيا
فيطوي على أضلاعِ صدري حبائلاً=يلوّي بها روحي وتُلْوى الأمانيا
سعادٌ على أضلاعِكِ قد تعلّقت=أكفّي فترجو الصّفح مما دهانيا
دهاني فراقٌ ليس واللهِ مثلُهُ=فراقاً وقبري ياسعادُ ندانيا
سعادٌ يصيح القبرُ لي في ثلاثةٍ=وإنّي مجيبٌ داعياً قد دعانيا
تعلّقتُ مابينَ السماء ِ وبينَها=قتيلاً لها مالي عليَّ بواكيا
فأبكي فراقَ الأهلِ يوماً و أصطرخ=فراقي سعادُ الدهّرَ ماعشتُ باكيا
فَيَا رَبِّ قَرَّبْنِي لَها عِنْدَ مَقْتَلِي=شَهِيدَاً وَ نَفْسِي مَهْرُهَا يَا إِلَهِيَا
وَ يَا رَبِّ لا تَجْعَلْ عَلَى الأرْضِ حُفْرَتِي=بِبَحْر ٍ دَنَا بَحْرَاً عَنِ النَّاسِ خَافِيَا
أَطُوفُ بِجَوْفِ الخُضْرِ فِي كُلِّ جَنَّة ٍ=وَ أُمْسِي بِعَرْشِكَ يَا إِلَهِي رَاضِيَا
إِلَهِي إِلَهِي يَا إِلَهِي وَ خَالِقِي=دَعَوْتُ فَحَقِّقْ يَا إِلَهِي دُعَائِيَا
فَإنِّي إِلَهِي قَدْ بَدَأْتُ مَقَالَتِي=َدَأْتُ عَلَى مَا كَانَ مِنِّي وَ مَا بِيَا