الاّن فقط وبعد أن أصبحت وحدي فوق هذا الركـــام من الأيام.. بـــــدأت أتساءل: كم سنة غفوت بها في كهفكـــ ..المظلم؟ وأين الذين مروا من هنا ووضعوا ورودهم الى جانبــــي؟ كيف..لم توقظنــي أصوات أقدامهم وهم يرحلون مكبلين بسلاسل رفضي وغروري بك؟
كم مرة قلت لك فيها : اني أحبـــــك وكم مرة سألتك فيها : هل تحبنـــي؟ يــــا الله ما أغباني ... حين ظننت ان الحب كلمة تقال وأنها حين تقال ..تُعنى ..!!
عندما سمعت صوت صفير القطار الأخير بحثت عنك برعب واستعجـــال .. كي لا يفوتني اّخـــــر القطارات وبعد أن ابتعد القطار عنــي... وبقيت فوق محطة الحب الاخيرة لمحتك تطل من نافذته الخلفية تلوح لـــي مودعـــاً.. عندها أدركت ان المقعد الشاغر الى جانبك... شغلته اّخـــــــــرى!!
ارحــــــــل فلن انتظر قميصك الملطخ بدم الذئب ولن أنصت الى حكاية الذئب الذي أكلك على غفــــلة منــي .. ولن أبحث عنك في غيــاهب الحب.. ولن انتظر البشير ياتي ببشارة عودتــك ولن أحلم بقميصكــ.. يلقى على عين قلبي فيرتد بصيراً.. فكل مافي وسعي فعله الاّن ياسيدي هو انـــهاء الحكاية واغلاق الستــــائر.. والتصفيق على وجه الحكايــة وحدي..
كلانا لا يحصي عدد المرات التي بكـــى بها خلف الاخر .. لأنني ..بكيــت كثيراً فكيف أحصي الكثير الذي لا يحصـــــى ولأنك لم تبكِـــ أبـــــــــــداً فكيف تحصي العـــــــــــدم؟!؟
من اخبرك ان الانثى حين تحب لا تخون ... وأنها حين تخون لا تحب؟ فكم من امرأة خانت وهي في قمــــة الحب وكم من امرأة أحبت وهي في قمة الخيـــــانة .. فما لا تعلمه يا سيدي .. أن الخيانة قد تكون وليدة الحب كما ان الحب قد يكون أحياناً وليد الخيانة...
حاولت هذا المســـــاء أن أتذكر لون عينيــــــك.. ففشلـــــــــــــــــــــــــــــت... لا أعلم هل ماتت ذاكرتي في عينيك أم ماتت عيناك في ذاكرتــــي ..؟
احساس جميلٌ جداً ان تجد نفسك بعد بحـــث طويل عنها واحساس مرير جداً أن تفقد نفسك بعد أن وجدتها هكذا كان لقائي بك .. وهكذا كان ..وداعـــي لك
منـــــــذ عام مضى كنت اكثر رومانسية ... ربما لأنني منذ عام مضى كنــت معك؟؟
لست امراة متشائمة حين اكتب عن الفـــــــــراق .. أو حين أصف ألم الرحيل انني فقــــــــط.. أحاول ان أهمس في أذنيك أن فراقك اّلمنــــــي أكثر مما توقعت وأن رحيلك خذلني اكثر مما تصورتــــــ...
وأريد ان اهمس في أُذنيك أيضاً.. ان هذا الشعور با لألم وهذا الاحساس بالخذلان قد تلاشيا تماماً وأصبحا مجرد فقاعة مليئة بالهواء الســام...
وختامـــــــــــاً... شكــــراًسيـــــــــــــــــدي لأن ذكرى رحيــــــــــلكــــ مازلت تبث الحياة في قلمـــــــــي..