خرجت من المجال المغناطيسي للمكان.......
وخرجت من المجال التاريخي للزمان......
فوجدت نفسي أعيش حالة الحب..نعمة الحب..
ضيف عزيز ساحر فتحت له كل الأبواب والنوافذ..
ضيف جميل انتظرته بشغف مفتوح الذراعين..فأتى كالحلم..
إنه شيء شفاف لا تراه العين..ولكن يدركه القلب..
الحب إحساس صاف، نقي، تتضح آثاره في الشعور، وتنعكس على التصرفات بين المحبين فيظهر مدى تعلق أحدهما بالآخر.. هو أعذب نعمة..وهو العذاب العذب..
هاجمني بجماله كالعاصفة واقتلعني من هدوئي ورماني خارج نفسي فوجدت بعدها كل شيء جميلا..وبدأت أعيش حالة العطاء والبذل والتضحية والإيثار..
الحب قطرة الغيث الصافية التي أنبتت في قلبي رحمة على رحمة وبرا على بر وإحسانا على إحسان..
إنه النور الذي أضاء قلبي بمزيد من الوفاء والإخلاص..
إنه سر إلهي عميق..لذا، فإِنَّ كنهه لا يدرك.. ولا يكشف.. ولا ينكشف إلا للقلوب العاشقة التي خصّها الله بنعمة الحب الأبدية.. الحب الروحي الخالد..
إنه يفترض الثنائية، باعتبارها شرطا أساسيا لإمكان قيامه.. ففيه علاقة بين حدين لا يتمايز الواحد منها عن الآخر إلاّ لكي يساند أحدهما الآخر، انه يرفع ولا يخفض، ولا يدع المرء كما كان.. بل يحول الناقص كاملا، والنزق عاقلا، إنه الحكمة في أكبر معانيها.. وأعلى قمة في جبل الحكمة..
الحب يخلق جميع الفنون..ويصنع السلام بين البشر.. يهدئ عواصف البحر..ويجرد الإنسان من البغض..ويملأ قلوبنا بالعطف.. يمطر الخير والوداعة على الأرض..تفر من وجهه سائر الميول الخشنة وتهلك.. انه سلسلة من التضحيات، بلا مقابل..
الحب حق شرعي وواجب مقدس..انه درة يتيمة وجوهرة لا تقدر لها قيمة، وتراث ثمين لا يباع ولا يشتري ولا يوهب ولا يوصى به ولا يوقف ولا يورث..
الحب.. نعمة السماء الباقية..حلوى الفردوس المنتقاة المصفاة في كأس الحيـاة المُرَّة..
هو الطريق الذي يصعد بنا عن طريق الانجذاب، درجة بعد درجة نحو ينبوع كل ما هو موجود بعيد عن الأجسام والمادة..إنه عشق الخلود في النفس والجسد.. وتصور المثال الأعلى والشعور به.. فينبغي علينا أن نحب كل شيء يقرب من المثال الأعلى.. ونطلبه في كـل زمان ومكان..
الحب..أشعة كونية كبرى.. فهو الذي يحرك الشمس وباقي الأجرام السماوية..
إنه قطب الوجود..ومحور الكون..ومادة الحياة.. وري خميلتها الغنّاء.ونسيمها المنعش.. ومخضل ثراها وعصير شجرتها المباركة.. ومعسول جناها..ونفح طيبها..وأريج رباها..
الحب..شمس الحياة الثانية..كلما أشرق أضفى على الإنسانية معاني الفضيلة.. هو الرعشة الروحية التي تسري من روح إلى روح.. ومن عين إلى عين.. ومن قلب إلى قلب..ومن وجدان إلى وجدان..
الحب لقاء مشاعر، واتفاق اختيارات، وعقد عاقل على الجنون المشترك الجميل..
إنه تاج الإنسانية، وقانونها المقدس، وشعارها الذهبي الذي يربطنا بواجبنا.. الحب عاطفة إنسانية نبيلة.. هو الولادة الثانية للإنسان.. هو شحنة قوية من الضوء والحرارة، قد تغشي أبصارنا وتحرقنا، إن لم نعرف كيف نحولها إلى ضوء هادئ، ينير حاضرنا ومستقبلنا.. إنه يغسلنا من الحقد ولا يقودنا إلى الحقد..
الحب شيء يعيش في الخفاء..لا يظهر إلا في العيون الفرحة وعلى الشفاه الباسمة..
إنه صانع المعجزات ولولاه لما مارسنا التضحية والصبر.. فهو العطاء بلا حدود.. دون انتظار المكافأة.. إنه لحظة أمان وحنان وإيمان.. قوة خلاقة تربط الكون بعضه إلى بعض.. ويصنع معنى الحياة..
الحب جسر يضيء من المشاركة والتفاهم ويمتد بين إنسانيْن فيقهر المستحيل ويحطم الحواجز، ويقتل اليأس.. إنه شعلة لا تدخل القلب حتى تطهره..إنه أقوى قوة في العالم..ومع ذلك فهو أكثر تواضعا..
الحب..هو ما يحيي أيامنا، ويزينها وردا وزهرا..إنه ليس هبة تهبط علينا من السماء، بل هو جهد جميل، نتطور به من أجل أن نقترب الاقتراب الذي به يصبح كل منا ضرورة للآخر، وهو ليس مجرد علاقة، بل هو هذه اللحظة أو تلك بما حوته من كلمات وأفعال، بل حتى بمجرد صمتها الرائع..
الحب.. لا يبحث أبدا عن نفسه، ولا يهتم بنفسه، ولكنه خلق ليسعد الآخرين..
فهو أقدس حقوق الروح، إنه الحلقة الذهبية التي تربطنا بالحق..
الحب.. يقظة تتناول الموت والحياة، وتبتدع منهما حلما أغرب من الحياة، وأعمق من الموت..
إنه معرفة علوية تنير بصائرنا.. هو مفتاح السعادة، ولولاه ما تذوقنا غبطة الوجود، ولا انتشينا بغمرة الحياة..
الحب الحقيقي، هو تيار الحياة الذي يتمكن الإنسان من خلاله متابعة العيش…
إنه ليس انفعالا، ولا مجرد نزوة عابرة جامحة تخبو على مر الزمن..
إنما هو عاطفة مليئة بالشعور المستمر المبني على أسس حقيقية..
الحب الصحيح، عاطفة تلهب فينا خصائص القوة، من حيث لا ندري..
الحب كالحياة، ليس هدفا نبلغه وننتهي عنده، بل هو ممارسة مستمرة وكفاح من أجل الاحتفاظ بما حصلنا عليه من قبل، ومن أجل ما يمكن أن نحصل عليه في المستقبل..
الحب.. لغة جميلة، بحاجة إلى من يفهمها ويستطيع التعامل معها..
الحب.. كالأمل الحلو، الذي يشرق على القلوب الحزينة فيسعدها..
الحب لوحة الرسم، تزوّدها الطبيعة، ويوشيها الخيال..
الحب..يطهر القلب من الأثرة ويمنح الخلق قوة ورفعة، ويوجّه الحياة في جميع الأعمال إلى المقاصد الشريفة، ويزيد الرجل والمرأة كلاهما قوة وشرفا..
الحب.. زهرة النفس، جمعها القدر من شهوة الربيع..
الحب هو الذي جمع الذرة إلى جوار الذرة، فصنع منها جزيئا، وهو الذي جمع الجزيئات فصنع منها مادة، وهو الذي جمع بين النجوم والكواكب في أفلاك دوارة لا ينفرط عقدها منذ الأزل..
الحب..هو أسمى العواطف البشرية..وهو أقوى من تقلبات الزمن وظلم الأيام..إنه جنة الدنيا وفردوس الحياة. هو الإيمان والنور الذي يبيد ظلام قبة هذا الهيكل الذي نسميه العالم..
إنه لحن جميل يوقع أنغامه على أوتار القلوب..وهو النعيم الذي يرجوه كل إنسان، والسعادة التي ينشدها..
هو الساحر العجيب الذي لا تكاد أصابع يده الرقيقة تحس الكائنات الذابلة، أو تلمس الأرواح الخامدة حتى تنتعش وتدب فيها الحياة..
الحب.. عاطفة ممكنة في عمق قلب الإنسان، وهو الشريعة العظمى لطبيعة الإنسان التي جادت بها السماء على البشر..
الحب.. هو أن تكون مصنوعا من التهذيب والإيمان وحفظ العهد والوداعة والصبر والطهر..
الحب.. وريد يصل بين قلبين ويغذيهما ليزهرا معا..
الحب.. هو بداية كل شيء ووسطه ونهايته..إنه كلمة جميلة ينطق بها كل إنسان.. شراعها الأمل والتفاؤل..
الحب كالنور كلما زدته ضياء زادك نورا..والحب لا يعرف اليأس لأن اليأس كفر بنعمة الحياة..
الحب..روحان في جسد، أو روح في جسدين..
إنه شجرة يغرسها الأمل في القلب، ثم يغذيها بمائِهِ وهوائه، إنه مدرسة روحية ومنهل ثقافي لمن يريد أن يرقى في مدارج الكمال الروحي..
الحب الطاهر، أجسام متباعدة على الأرض، وأرواح متعانقة في السماء..
إنه شعاع ينبثق من أعماق الذات الحساسة، وينير جنباتها فترى العالم موكبا سائرا في مروج خضراء، والحياة حلما جميلا منتصبا بين اليقظة والنوم..
الحب هو الألف والياء في قصة الحياة والقيمة الوحيدة التي تخلع على سائر القيم كل ما لها من قيمة..
إنه أساس الحياة وحِلْيَةُ الكون وزينة الدنيا..
الحب هو القوة المعنوية التي تجعل من الظلام نورا، ومن اليأس أملا، ومن الشتاء ربيعا..
إنه القوة التي تدير عجلة الزمن.. إنه حنين إلى أرض خضراء تتفجر فيها مياه العفة والحياة.. بذورها الإخلاص للانتماء، وثمارها استمرار البقاء..
الحب عدالة..إنه إيمان النفس بكائن طاهر..
إنه باختصار..مصدر خير وخير مصدر لكل خير