من هم الصحابة؟
الصحابي هو: كل من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، ورآه أو اجتمع به في حياته، ومات على الإيمان، فيدخل فيهم من ارتد، ثم رجع إلى الإسلام كالأشعث بن قيس.
وعدد الصحابة في أصح الأقوال مائة وأربعة عشر ألفًا.
أما التابعي فهو من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، والتقى بصحابي وتعلم منه، وهم درجات فمنهم الدرجة العليا كسعيد بن المسيب، فإن معظم رواياته عن الصحابة، والطبقة الوسطى من التابعين مثل: عكرمة، وقتادة، وعمر بن العزيز، والحسن البصري وغيرهم، والطبقة الصغرى، وهم من أخذوا أحاديث قليلة من الصحابة، ويوجد من يُسمّى بالمخضرم، وهو من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ولم يره، كالنجاشي.
ويُجمع علماء الجرح والتعديل أن كل الصحابة عدول فكل ما قالوه حق، ربما يكون خطأً، لكنه ليس فيه كذب، ولا خيانة، ولا تدليس، وقال العلماء:
لا تضر الجهالة مع صحابي.
أي أنك إذا علمت أن فلانًا من الصحابة، ولا تعرف عنه أي شيء إلا يقينك بصحبته، وقال جملة ما، فما قاله صحيح لا كذب فيه، فهذا هو تعاملنا مع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن ثًمّ فلا يجوز على الإطلاق الطعن في أحد من الصحابة، وإذا فعل أحد من الصحابة فعلًا، ويحتمل هذا الفعل نيّتين، فيُحمل الأمر على الأحسن، وحسن الظن مطلوب في حق كل المسلمين، وفي حق الصحابة أَوْلى.
وإذا تبيّن خطأ أيٍّ من الصحابة نقول: اجتهد فأخطأ فله أجر.
وقد كثر الطعن في كثير من الصحابة كما نعرف كمعاوية رضي الله عنه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول عنه:
اللَّهُمَّ اجْعَلْهَ هَادِيًا مَهْدِيًّا.
وكثيرٌ ممن يطعن في معاوية رضي الله عنه إذا ظل يعمل طوال حياته فلن يفعل ما فعله معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من الخير في سَنَة واحدة، وقد هدى الله على يديه الأمم الكثيرة.
ولا يدفعنا كرهنا لعقائد الشيعة، ووضعهم الأحاديث أن نقلل من قدر علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أو من قدر الحسين، أو من قدر السيدة فاطمة، أو من قدر أحد من أهل البيت رضي الله عنهم، فإن لهم في الإسلام مكانة عظيمة، ولكن لا إفراط ولا تفريط.