أخذت هدى الشامسي معلمة الرياضيات على عاتقها مسؤولية مواجهة مشكلة الدروس الخصوصية بالإمارات، فدشنت موقعًا على الإنترنت لتشرح عبره مادة تمثل عقدة لعدد كبير من الطلاب.
وتروي هدى المعلمة في مدرسة زينب برأس الخيمة، قصة إنشاء الموقع بالقول: "وجدت مدى حرص طلاب الجيل الحالي على استعمال الإنترنت، فأردت أن استثمر وقتهم في شيء مفيد، وشعرت أن بإمكاني إفادتهم بتنمية قدراتهم على التعلم ذاتيًّا، فبدأت بالتواصل إلكترونيًّا مع الطالبات قبل 5 سنوات، وكان ذلك عبر (الماسنجر)".
وتتابع: "عندما وجدت إقبالاً منهن، كان لا بد من عمل موقع لي يضم أوراق عمل وتدريبات لمراحل الإعدادي والثانوي، وأتواصل به مع طالباتي في المدرسة، وأجاوب عن أسئلتهن المتعلقة بالمنهج"، حسب صحيفة "الخليج".
"وبعد ذلك –تستطرد- تطورت أكثر، وأنشأت منتدى. وكنت أحدد لهن ساعة واحدة يوميًّا من الخامسة إلى السادسة، أدخل فيها على الإنترنت، وأرد على استفساراتهن. وكنت أضع أسماء المتفوقات اللاتي تفاعلن معي عبر المنتدى".
وحفز هذا روح المنافسة بينهن، وصار لدى معظمهن الرغبة في دخول المنتدى والتفاعل، حتى يجدن أسماءهن مكتوبة في المرة المقبلة.
وتطور الأمر بعد ذلك فأنشأت موقعًا إلكترونيًّا بعنوان "بصمات واعدة"، ولم تعد تنتظر دخولهن لمعرفة من لديها مشكلة؛ فعن طريق جهاز "آي فون" تستلم الرسائل عبر البريد الإلكتروني في أي مكان، وترسل الإجابات في وقتها.
وردًّا على سؤال حول مدى فاعلية دور الموقع، تقول: "أرى أن هناك ارتفاعًا في مستوى تحصيل الطالبات. ونتائجهن تشهد بذلك، كما أنني لا أطورهن علميًّا فقط، بل أخصص جزءًا من وقت الحصة لتطويرهن ذاتيًّا أيضًا؛ فأناقش معهن لمدة 5 دقائق بعض العبارات عن تطوير الذات، وأحاول أن أشرح لهن كيفية تطبيقها في الحياة العملية. وأجد طالباتي لديهن اعتزاز بالنفس وثقة بالآخرين".
وعن قدرة الموقع على حل مشكلة الدروس الخصوصية، تقول: "أعتقد أن ذلك كان الهدف الرئيسي من إنشائه؛ حتى لا نزيد العبء على أولياء الأمور، ويضيع وقت الطالب أو الطالبة في حضور الدرس".