اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
علي عليان

علي عليان



لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Empty
مُساهمةموضوع: لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل   لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Icon-new-badge30/5/2011, 18:27

بحث عن بعض عقائد الإمامية

مقدمة:
الحمد لله يخلق ما يشاء ويختار، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسوله المصطفى المختار، وعلى آله وصحبه الأخيار الأبرار.
أما بعد:
فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، أرسله الله على حين قد بدلت الشرائع وأسند كل قوم إلى آرائهم وأهوائهم؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فأشرقت الأرض بنور رسالته بعد ظلمتها، وتألفت لها القلوب بعد تفرقها، وفُرق بين الحق والباطل والهدى والضلال، ولم يمت رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى بين للناس جميع ما يحتاجون إليه، فتركهم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ بعده عنها إلا هالك.
واعتصم أصحابه بعده بكتاب ربهم وسنة نبيهم، فكان ذلك حائلاً بينهم وبين الوقوع في التنازع والتفرق المذموم، فأصبح المسلمون أمة واحدة وجماعة واحدة متألفة، على عقيدة واحدة ومنهج واحد أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, وبعد مقتل الخليفة الراشد الثاني بدأت الفتن تطل برأسها، ولا يزال أهل الشر يسعون في الغواية حتى قُتل ثالثُ الخلفاء عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم توالت الفتن وتتابعت، وبدأت فرق الأهواء والبدع في الظهور، وافترقت الكلمة وبدأ الانشقاق في جماعة المسلمين، مصداقاً لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة وأنس بن مالك وعوف بن مالك وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن مسعود وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. أنه قال: { افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: ومن هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي}([1]).
قال الشيخ المحدث المباركفوري عند شرحه للحديث المذكور: " قال الألقمى: قال شيخنا: ألّف الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي في شرح هذا الحديث كتاباً قال فيه: قد علم أصحاب المقالات أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد بالفرق المذمومة المختلفين في فروع الفقه من أبواب الحلال والحرام، وإنما قصد بالذم من خالف أهل الحق في أصول التوحيد، وفى تقدير الخير والشر، وفى شروط النبوة والرسالة، وفى موالاة الصحابة وما جرى مجرى هذه الأبواب؛ لأن المختلفين فيها قد كفر بعضهم بعضاً، بخلاف النوع الأول فإنهم اختلفوا من غير تكفير ولا تفسيق للمخالف فيه، فيرجع تأويل الحديث في افتراق الأمة إلى هذا النوع من الاختلاف.....الخ([2]).
وكان أول الفرق ظهوراً: الخوارج، ثم الرافضة، ثم حدث في أواخر عصر الصحابة رضوان الله عليهم القدرية، وذلك في آخر عصر ابن عباس وابن عمر، ثم حدثت المرجئة قريباً من ذلك.
وهذه الفرق الأربع هي أصول البدع كما قال الإمام الشاطبي: "وقال جماعة من العلماء: أصول البدع أربع وسائر الثنتين والسبعين فرقة عن هؤلاء تفرقوا، وهي: الخوارج، والرافضة، والقدرية، والمرجئة" ([3]).
وكان من أعظم هذه الفرق على الإسلام والمسلمين ضرراً فرقة الروافض؛ لما تختص به من اعتقادات هي كفر في كفر، مثل: الطعن والسب والشتم والتصريح بكفر وارتداد خير القرون، الذين زكاهم الله وأثنى عليهم في كتابه وبشرهم بالحسنى.
واعتقاد تحريفهم القرآن، والقول بأنهم سيرجعون إلى الدنيا ويقام عليهم الحد. وغير ذلك من العقائد الباطلة التي أخذوها عن أسلافهم من اليهود والمجوس والنصارى، التي لا يكاد يعرفها إلا القليل من الناس؛ لأجل التقية التي تمنعهم من إبراز عقيدتهم أمام من يخالفهم (( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ))[التوبة:32].
وقد قسمت البحث إلى مقدمة وفصلين وخاتمة، ثم المصادر والمراجع فالفهارس.
وأما المقدمة ففي بيان أصل تفرق الأمة وبيان أول الفرق ظهوراً بما فيهم الرافضة وغيرها.
وأما الفصل الأول ففي الكلام على الشيعة. ويحتوي على خمسة مباحث:
المبحث الأول: تعريف كلمة الشيعة لغة واصطلاحاً.
المبحث الثاني: استعمال لفظة الشيعة في العصر الأول، والفرق بين الشيعة الأولى وشيعة اليوم.
المبحث الثالث: ذكر فرق الشيعة وتعريف الرافضة لغة واصطلاحا.
المبحث الرابع: ذكر بعض أسمائها وبيان سبب التسمية.
المبحث الخامس: نبذة عن نشأتها.
وأما الفصل الثاني: ففي بعض عقائدها، ويشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الأول: عقيدتهم في القرآن.
المبحث الثاني: عقيدتهم في الصحابة وأمهات المؤمنين.
المبحث الثالث: عقيدتهم في الإمامة.
المبحث الرابع: الغلو.
المبحث الخامس: تكفير أهل السنة.
وأخيراً الخاتمة.
والله أسأل أن يبارك لي في هذا البحث، ويهدى وينفع المسلمين به، إنه الهادي إلى سبيل الخير والرشاد، وصلى الله وبارك على عبده ورسوله الأمين.
الفصل الأول
في الكلام عن الشيعة وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: تعريف الشيعة لغة واصطلاحاً
الشيعة في اللغة: أنصار الرجل وأتباعه، وكل قوم اجتمعوا على أمر يتبع بعضهم رأي بعض فهم شيعة، وجمعهم شيع وأشياع([4]).
وأصل الشيعة: من المشايعة والمطاوعة.
وأما الشيعة في الاصطلاح: فهم المتشيعون لعلي وأهل بيته.
قال الأظهري: " الشيعة قوم يهوون هوى عترة النبي صلى الله عليه وسلم ويوالونهم" ([5]).
وقال الشهرستانى: " الشيعة هم الذين شايعوا علياً رضي الله عنه على الخصوص، وقالوا بإمامته نصاً ووصية، إما جلياً وإما خفياً"([6]).
ولقد وردت كلمة الشيعة في القرآن الكريم لكن بمعانيها اللغوية لا الاصطلاحية، كما في قوله تعالى: (( فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ .. ))[القصص:15] فورودها في هذه الآية بمعنى الأتباع والأنصار والأعوان، ووردت أيضاً بمعنى الفرقة: كما في قوله تعالى: (( ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ))[مريم:69]، وقوله: (( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا .. ))[القصص:4] أي: فرقاً كما قال الزجاج. وغير ذلك من الآيات التي وردت فيها هذه اللفظة.
وإنما أردت أن أنبه على ذلك؛ لما رأيت وسمعت من استدلال بعض أهل هذه الملة المنحرفة لبعض العوام، الذين لا علم لهم بالعربية فضلاً عن تفسير القرآن، بأن ورودها في كتاب الله مما يدل على حسن وسلامة فرقتهم.
المبحث الثاني:
استعمال كلمة الشيعة في العصر الأول، وبيان الفرق بين الشيعة الأولى والشيعة اليوم
قال الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله: "فلم يكن استعمال هذه اللفظة في العصر الأول من الإسلام إلا في معناه الأصلي والحقيقي هذا، كما لم يكن استعمالها إلا لأحزاب سياسية وفئات متعارضة في بعض المسائل التي تتعلق بالحكم والحكام، وقد شاع استعمالها عند اختلاف معاوية مع علي رضي الله عنهما بعد استشهاد عثمان رضي الله عنه. فكان يقال عن أنصار علي رضي الله عنه وأتباعه: شيعة علي، وهؤلاء: أي: شيعة علي، كانوا يرون علياً رضي الله عنه الخليفة الراشد الرابع والأحق بالخلافة من معاوية، فكانوا يشايعونه ويناصرونه في حروبه مع معاوية، كما كان شيعة معاوية رضي الله عنه يرون الأمر بالعكس للجوء قتلة عثمان بن عفان إلى معسكر علي وتحت كنفه حسب زعمهم"([7]).
واستمرً قائلاً: "كما أطلقت هذه اللفظة على حزب سياسي موحد لبنى علي وبني العباس بتركيب شيعة آل محمد مقابل شيعة بني أمية، ولم يكن إطلاقها إلا لرأي سياسي فيمن يتولى الحكم وفيمن يحق أن يتولاه ([8]).
فلذلك ترى أنه لم يكن بين القوم خلاف ديني يرجع إلى الكفر والنفاق والإسلام، كما تجد ذلك واضحاً بيناً في كتاب نهج البلاغة في بعض خطب علي رضي الله عنه مخاطباً جنده عن معاوية وعساكره.
نعم لا ننكر على أن هناك قوماً في الفريقين تأثروا بدسائس يهودية وأفكار مدسوسة، وخرجوا عن الجادة المستقيمة وأعطوا الخلاف صبغة دينية، أمثال: السبئيين وغيرهم الذين يؤججون نار الفتنة كلما خبئت نيرانها فهذه بداية هذه اللفظة([9]).
ثم اختص بكل من يوالي علياً وأولاده، ويعتقد الاعتقادات المخصوصة والمستقاة من دسائس عبد الله بن سبأ اليهودي وغيره، من الذين أرادوا هدم الإسلام ([10]).
كما قال ابن الأثير: "أصل الشيعة، الفرقة من الناس. وقد غلب هذا الاسم على كل من يزعم أنه يتولى علياً رضي الله عنه وأهل بيته، حتى صار لهم اسماً خاصاً، فإذا قيل: فلان من الشيعة عرف أنه منهم" ([11]).
ولعل ما ذكر قبل يكفي في التفريق بين الشيعة في العصر الأول والتي خلفتها؛ لأن الشيعة الأولى لا يختلفون عن الآخرين في العقائد والأفكار، كإنكار القرآن واعتقاد تحريفه وتغييره، وإنكار السنة النبوية على صاحبها، كما لم يكونوا مكفرين لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنكري فضلهم خاصة الخلفاء الثلاثة، وأزواج النبي أمهات المؤمنين، كما لم يكن لهم مذهباً خاصاً غير مذهب المسلمين العامة، فكانوا يصلون بصلواتهم وخلفهم، ويحجون بحجهم وتحت إمارتهم، كما كانوا يصاهرونهم يزوجونهم ويتزوجون منهم قبل الحرب وبعده، وقبل الحوادث الأليمة وبعدها؛ إلا من تأثر بأفكار ودسائس يهودية كالسبئيين([12]).
فالأولون على ذلك حتى بعد شهادة الحسين رضي الله عنه تمسكوا بنفس الأفكار التي تحملها السبئية وبث سمومها اليهودية والمجوسية وغيرهما من الفرق الباطلة الهدامة للأمة الإسلامية، فاعتنقوها، فعلى قدر الإغراق والتمسك بهذه الأفكار زادوا في الضلالات.
وعلى أي حال فالمقصود هنا الإشعار بأن تغير الشيعة الأولى على ما هم عليه لم يكن إلا لإدخال الأفكار اليهودية والمجوسية المتمثلة في عبد الله بن سبأ اليهودي لعنة الله عليه.
المبحث الثالث:
فِرق الشيعة وتعريف الرافضة لغة واصطلاحاً
ذكر الأشعري في المقالات أن الشيعة ثلاثة أصناف:
1- غالية: وهم الذين غلوا في علي رضي الله عنه، وقالوا فيه قولاً عظيماً([13]).
2- رافضة: سيأتي تعريفها إن شاء الله.
3- زيدية: وهم الذين بقوا مع زيد بن علي لما رفضته الرافضة، لنهيه إياهم عن الطعن في أبى بكر وعمر رضي الله عنهما([14]).
ولكل من هذه الأصناف عقائد ومقالات، بل كل صنف منها يتفرع إلى فرق، إلا أن جميع هذه الفرق يجتمعون مع الرافضة في أكثر اعتقاداتها ومقالاتها الباطلة، في الصحابة والقرآن وغير ذلك، باستثناء طوائف يسيرة من الزيدية.
والمقصود في هذا المقام بيان عقيدة الرافضة فيما يلي:
1- القرآن.
2- الصحابة وأمهات المؤمنين.
3- الإمامة.
4- الغلو.
5- تكفير أهل السنة.
وهذا يستدعي التعريف بالرافضة في اللغة والاصطلاح.
تعريف الرافضة في اللغة:
ذكر أهل المعاجم أن كلمة (الرافضة) مشتقة من الرفض، بمعنى الترك؛ يقال: رفض يرفض رفضاً، إذا ترك. ورفض الإبل، إذا تركها تتبدد في مرعاها. ورفض الإبل رفوضاً، إذا رعت وحدها، والراعي ينظر إليها، فهي إبل رافضة([15]).
وقال الجوهري: الروافض جند تركوا قائدهم وانصرفوا ([16]).
تعريف الرافضة في الاصطلاح:
هي طائفة ذات آراء اعتقادية، أخطرها تكفير أكثر الصحابة، والطعن في خلافة الشيخين أبى بكر وعمر رضي الله عنهما، والقول بأن الخلافة في علي وذريته من بعده.
وقال عبد الله بن أحمد: "قلت لأبي من الرافضة؟ قال: الذي يشتم ويسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما"([17]).
المبحث الرابع:
سبب تسميتها بالرافضة
ذكر العلماء أقوالاً في سبب تسميتهم بهذا الاسم، منها:
1- سموا بالرافضة لرفضهم إمامة أبى بكر وعمر رضي الله عنهما.ذكره الأشعري([18]).
2- ذهب بعض المحققين إلى أن هذه التسمية إنما لزمتهم لرفضهم زيد بن علي عندما خرجوا معه في جملة المتشيعين له، عند خروجه على هشام بن عبد الملك بن مروان في سنة إحدى وعشرين ومائة (121هـ). فأظهر بعض أصحابه الطعن على أبى بكر وعمر فنهاهم عن ذلك، فتفرقوا عنه ولم يبق معه إلا مائتا فارس، فقال لهم: رفضتموني؟ قالوا: نعم، فسموا رافضة لذلك، وسمي من بقي معه زيدية([19]).
3- وقيل لرفضهم الدين. ويشهد عليه قول نعمة الله الجزائري أحد كبار علماء الرافضة ما نصه "إنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس بربنا ولا ذلك النبي نبينا"([20]). فقد يقول القائل: في الأقوال تعارض؛ والحقيقة ليس فيها تعارض.
فالأول خاص لمن رفض زيد بن علي لتوليته الشيخين (أبي بكر وعمر) رضي الله عنهما.
وأما الثاني فإنه عام لكل من يبغض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
وأما الثالث فإنه نتيجة تكفيرهم للصحابة رضي الله عنهم. والقول الثاني هو الراجح([21]).
ويسمون بالإثني عشرية؛ لقولهم بالإمام الثاني عشر وهو محمد بن الحسن العسكري.
كما يقال لهم: الجعفرية؛ لميلهم وأخذهم بفتاوى جعفر الصادق في الفقه.
وقد سموا أنفسهم بالخاصة، وغيرهم من أهل السنة بالعامة والنواصب والمخالفين وغير ذلك.
المبحث الخامس:
نشأة الرافضة
لم تكن الحادثة التي حدثت بين زيد بن علي وشيعته أول فكرة الرفض ونشأتها، بل هي أقدم من ذلك بزمن غير يسير، يرجع إلى زمن ذلك اليهودي الملعون وهو عبد الله بن سبأ، فإنه أول من أتى بفكرتها، إذ إنه أول من أسس وأظهر الطعن في الصحابة، بدعوى غصب وانتزاع الخلافة من علي رضي الله عنه.
وكان من مقالته التي دعا إليها أن قال لأتباعه: محمد خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء، ثم قال بعد ذلك: من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووثب على علي وصي رسول الله، وتناول أمر الأمة؟ ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان أخذها بغير حق، وهذا وصي رسول الله، فانهضوا في هذا الأمر فحركوه، وابدءوا بالطعن في أمرائكم)([22]).
وقال النوبختى الرافضي في حديثه عن ابن سبأ ما نصه: وهو أول من أشهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه. فمن هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية)([23]).
ولعل ما سبق ذكره يكفي في فهم منشأ الرفض، وأنه قبل أن يجرى لزيد وشيعته ما جرى، بل كان هذا المعتقد متأصلاً في قلوبهم قبل ذلك بزمن طويل، ولهذا طلبوا من زيد أن يوافقهم في معتقدهم المبني على الهوى، فخيب آمالهم، فانفصلوا عنه، فاشتهروا لذلك.
وقد ذكر أصحاب الفرق والمقالات كالأشعري: أنها خمس عشرة فرقة([24]).
وذهب البعض إلى أنهم يصلون إلى أربع وعشرين فرقة([25]).
الفصل الثاني
دراسة خمس من عقائد الرافضة.
ويشتمل على خمس مباحث:
المبحث الأول:
عقيدتهم في القرآن
اعلم رحمك الله! أن جميع فرق الشيعة الرافضة متفقون على أن هذا القرآن الذي بين أيدينا، والذي قال الله في حقه: (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))[الحجر:9] قد غير عما كان، ووقع فيه الزيادة والنقصان من قبل الصحابة، وأنهم حذفوا منه فضائحهم وفضائل أعدائهم من أهل البيت. كما يزعمون أنه لا اعتماد على هذا القرآن الذي عمل على جمعه الخلفاء؛ لأنه مبدل ومحرف، وأن المصحف الحقيقي المحفوظ من التغيير والتبديل هو مصحف فاطمة، الذي جمعه أمير المؤمنين علي عليه السلام وخطه بيده، وهو الذي يأتي به القائم -أي: مهديهم- عند خروجه.
ولا غرو كما لا عجب في هذه الدعوة إذ إن وراء الأكمة ما وراءها؛ لأن حيلتهم لا تقل عن إسقاط كلمة التكليف الشرعي عن أنفسهم.
وإليك شاهد ذلك من كتب فقهائهم المعتمدة، وأقوال مجتهديهم متقدميهم ومتأخريهم.
روى شيخهم ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني الرازي (ت 328) عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن سلمة قال: [[ قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام -وأنا أستمع- حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كف عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم، فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حد، وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام، وقال: أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه، فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم وآله، وقد جمعته من اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه. فقال: أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبداً، إنما كان عليَّ أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه ]]([26]).
وروى شيخهم النعماني في كتاب الغيبة (ص:318) عن علي عليه السلام قال: [[ كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل، قلت -أي الراوي-: يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل؟ قال: لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله؛ لأنه عمه ]]([27]).
وقال أبو الحسن العاملي في مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار (36) ط – دار التفسير: "إن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام، وهكذا إلى أن وصل إلى القائم عليه السلام (المهدي) وهو اليوم عنده صلوات الله عليه "([28]).
ويقول من أسموه بفيلسوف الفقهاء المولى محسن الملقب بالفيض الكاشاني في (تفسير الصافي المقدمة السادسة 1/44 ط الأولى 1979 مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت لبنان): "المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام، أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير محرف، وأنه قد حذف عنه أشياء كثيرة، منها: اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها: لفظة آل محمد غير مرة ومنها أسماء المنافقين في مواضعها وغير ذلك، وأنه أيضاً ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله"([29]).
ويقول الطبرسي في كتابه المعروف (بالاحتجاج -ج-1/ 254 ط. الأعلمي بيروت): "ولو شرحت لك كل ما أسقط وحرف وبدل وما يجري هذا المجرى لطال، وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء"([30]).
من الأمثلة على التحريف: ما ذكره شيخهم علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ج 1ص37 دار السرور - بيروت: وأما ما هو محرف فهو قوله: ((لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون))[النسا:166].
وقوله: (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته))[المائدة:67].
وقوله: ((إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم))[النساء:168].
وقوله: ((وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون))[الشعراء:227].
وقوله: ((ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت))[الأنعام:93] ([31]).
والأمثلة على ذلك كثيرة جداً فالمجال ليس كافياً في إحصائها.
وكذلك عدد الأدلة الدالة على نقصان القرآن العلامة المحقق الحاج ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي في كتابه (منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة) مؤسسة الوفاء – بيروت ج 2 المختار الأول ص 214- 220. حيث ذ كر بعض الأمثلة على أنواع النقص:
1- نقص سورة الولاية.
2- نقص سورة النورين.
3- نقص بعض الكلمات من الآيات.
ثم قال: إن الإمام علياً لم يتمكن من تصحيح القرآن في عهد خلافته بسبب التقية، وأيضاً حتى تكون حجة في يوم القيامة على المحرفين والمغيرين ([32]).
وقد أورد هذا الخبيث في كتابه هذا (ج2 ص:217)، وكذلك المجلسي في كتابه تذكرة الأئمة (ص:19-20) باللغة الفارسية منشورة مولانا – إيران، سورة من السور المحذوفة بأكملها، ما نصها: ((يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي والولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى صراط مستقيم، نبي وولي بعضهما من بعض، وأنا العليم الخبير، إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم، والذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبين، فإن لهم في جهنم مقاماً عظيماً إذا نودي لهم يوم القيامة أين الضالمون المكذبون للمرسلين. ما خلفهم المرسلين إلا بالحق، وما كان الله لنظرهم إلى أجل قريب. فسبح بحمد ربك وعلي من الشاهدين))([33]).
هذه بعض تصريحات علماء الشيعة بأن القرآن ناقص ومحرف، والقول بالتحريف من ضروريات مذهب التشيع، فقد ألف علماؤهم في القديم والحديث كتباً مختصة بهذا المعتقد الخبيث، منهم: شيخهم وعلامتهم ومتبحرهم الميرزا حسين بن الميرزا محمد تقي بن الميرزا علي بن محمد النوري الطبرسي، الذي ألف كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه ألفي رواية تنص على التحريف، وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين؛ حيث قدم الكتاب بثلاث مقدمات:
المقدمة الأولى: في ذكر الأخبار التي وردت في جمع القرآن وسبب جمعه، وكونه في معرض النقص بالنظر إلى كيفية الجمع، وأن تأليفه يخالف تأليف المؤمنين.
المقدمة الثانية: في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن، والممتنع دخوله فيه.
المقدمة الثالثة: في ذكر أقوال علمائنا في تغيير القرآن وعدمه([34]).
إذاً: فالسؤال هنا هو: لماذا يقرءون هذا القرآن أمام المسلمين بعد اعتقادهم نقصه وتحريفه؟
ج- قال نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (ج2 ص:360): "روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها، والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان (المهدي)، فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام فيقرأ ويعمل بأحكامه" ([35]).
وقال محمد بن النعمان الملقب بالمفيد في المسائل السروية (ص:81 - 88): " إن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم قد أمروا بقراءة ما بين الدفتين، وألا نتعداه إلى زيادة فيه ولا نقصان منه إلى أن يقوم القائم عليه السلام فيقرئ الناس على ما أنزل الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام "([36]).
فتبين لنا بسبب هذا أن الذي يحملهم على ذلك هي التقية وخداع الآخرين.
فالله المستعان.
وأما قول من قال بعدم التحريف مثل المرتضى والصدوق والطبرسي، وكذلك إنكار الشيعة التحريف أمام أهل السنة لم يكن إلا من باب الخداع والتقية التي تبيح لهم المراوغة والكذب، كما قال الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله: فبالصراحة الذين قالوا بعدم التحريف قالوا به تقية ونفاقاً؛ كي ينخدع المسلمون، ويتلبس عليهم الأمر، وقد نص على ذلك كبيرهم السيد المعتمد الجليل نعمة الله بن الفاضل المنتجب الأصيل السيد عبد الله الحسيني الموسوي الجزائري رداً على من يقول بعدم التحريف في القرآن: إن تسليم تواترها عن الوحي إلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة، بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً، مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها. نعم! قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي، وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو هذا القرآن المنزل لا غير... إلى أن قال: والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة، منها سد باب الطعن عليهم، بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه، مع جواز الحق في التحريف له "([37]).
وكذلك ادعاء بعضهم أن التحريف في القرآن المقصود منه التحريف بالتفسير. فهذا الكلام باطل. لأنهم ادعوا وجود قرآن صحيح عند المهدي المنتظر، مما يلزم على أن هذا ليس بصحيح، وإلا فما فائدة وجود القرآن عند المهدي؟
واعتراف بعض كبار علمائهم أن التحريف بالقرآن ليس في التفسير فقط، بل في ألفاظ القرآن مثل: المجلسي في مرآة العقول ج12 ص525، وحبيب الله الهاشمي في البراعة في شرح نهج البلاغة ج2 المختار الأول ص216. هذا هو معتقد الشيعة في القرآن نسأل الله العافية.
المبحث الثاني:
عقيدتهم في الصحابة وأمهات المؤمنين
لا يرتاب مسلم صادق في إسلامه في سمو منزلة الصحابة وفضلهم ورفعة شأنهم؛ لأنهم قوم اختصهم الله تبارك وتعالى لصحبة أفضل رسله محمد صلى الله عليه وسلم، فصدقوه وآزروه ونصروه واتبعوا النور الذي جاء به، فتلقوه عذباً زلالاً وسائغاً فراتاً من مشكاة النبوة، وأخلصوا دينهم لله وبذلوا في سبيله المهج والأرواح والغالي والنفيس والأموال والأولاد، فشادوا بنيانه وأكملوا صرحه وفتحوا البلاد وهدوا العباد فكانوا بذلك أهلاً لرضوان الله ومحبته ورحمته وجنته، فكانوا خير أمة أخرجت للناس وخير القرون.
إلا أنه مع ذلك للأسف، فإن الرافضة تقف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم موقف العداوة والبغضاء والحقد والضغينة، حيث قادهم ذلك إلى سبهم وشتمهم ولعنهم، والقول بكفرهم وارتدادهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا نفراً يسيراً منهم، بل كانوا يؤولون الآيات الواردة في الكفار والمنافقين بخيار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم بسبب ما آمنوا به من التقية تجدهم لا يصرحون بذلك لاسيما أمام أهل السنة، بل يرمزون برموز معينة لاسيما الخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان، مثل: الفصيل أي: أبا بكر، ورمع أي: عمر، ونعثل أي: عثمان، ولهم رموز أخرى مثل (الأول والثاني والثالث) ومثل (فلان وفلان وفلان) أي: أبا بكر وعمر وعثمان، كما كان لهم أيضاً رموز مثل حبتر ودلام، أي: أبا بكر وعمر، أو عمر وأبا بكر، ولهم كذلك رموز مثل: فرعون وهامان، أو عجل الأمة والسامري، أو الجبت والطاغوت، أو صنما قريش يعنون بهما أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة أجمعين.
وإليك بعض التصريحات في سبهم وتكفيرهم من أمهات كتبهم المتقدمة والحديثة:
فقد روى الكليني في الروضة من الكافي رواية رقم 341 عن أبي جعفر أنه قال: «كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، رحمة الله وبركاته عليهم»([38]).
وقال السيد مرتضى محمد الحسيني النجفي في كتابه السبعة من السلف ص7 ما نصه:
"إن الرسول ابتلي بأصحاب قد ارتدوا من بعده عن الدين إلا القليل"([39]).
وفي كتاب الاختصاص للمفيد ص6 عن عبد الملك بن أعين أنه سأل أبا عبد الله فلم يزل يسأله حتى قال: فهلك الناس إذاً، فقال: «أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون أهل الشرق والغرب، قال: إنها فتحت على الضلال، أي والله هلكوا إلا ثلاثة نفر: سلمان الفارسي، وأبو ذر، والمقداد ولحقهم عمار، وأبو ساسان الأنصاري، وحذيفة، وأبو عمرة فصاروا سبعة» ([40]).
وقد نقل إجماعهم على تكفير الصحابة كثير من علمائهم المحققين.
قال محمد النعمان المفيد: «واتفقت الإمامية والزيدية والخوارج، على أن الناكثين والقاسطين من أهل البصرة، والشام، أجمعين كفار ضلال ملعونون بحربهم أمير المؤمنين، وأنهم بذلك في النار مخلدون» ([41]).
ويقول نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعماتية ج2 ص 244: «الإمامية "أي: الشيعة الإثنا عشرية) قالوا بالنص الجلي على إمامة علي، وكفروا الصحابة، ووقعوا فيهم، وساقوا الإمامة إلى جعفر الصادق، وبعده إلى أولاده المعصومين عليهم السلام، ومؤلف هذا الكتاب من هذه الفرقة وهي الناجية إن شاء الله»([42]).
ولم يقف طعن الرافضة في الصحابة عند هذا الحد من اعتقاد تكفيرهم وردتهم، بل يعتقدون أنهم شر خلق الله، وأن الإنسان لا يكون مؤمناً بالله ورسوله حتى يتبرأ منهم، وخاصة الخلفاء الثلاثة: أبا بكر وعمر وعثمان، وأمهات المؤمنين.
يقول محمد باقر المجلسي في كتابه (حق اليقين ص519): «وعقيدتنا في التبرؤ أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، والنساء الأربع: عائشة وحفصة، وهند، وأم الحكم، ومن جميع أشياعهم وأتباعهم، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض، وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائه» ([43]).
بعض طعون الرافضة في الخلفاء الثلاثة:
أولاً: طعن الشيعة في أبي بكر رضي الله عنه:
يطعن الشيعة في صدق إيمان أبي بكر رضي الله عنه ويصفونه بأنه رجل سوء (كما ذكر ذلك الجزائري الشيعي في الأنوار النعمانية 4/60)، أمضى أكثر عمره مقيما على الكفر خادما للأوثان، (ذكر ذلك البياضي الشيعي في الصراط المستقيم 3/155 والكاشاني الشيعي في علم اليقين 2/707)، عابداً للأصنام (ذكر ذلك الكركي الشيعي في"نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت" ق 3أ)، حتى شاب قرنه وابيض فؤاده (ذكر ذلك الكاشاني الشيعي في علم اليقين 2/707)([44]).
ولم يكتفوا بهذا بل زعموا أن إيمانه كان كإيمان اليهود والنصارى؛ لأنه لم يتابع محمداً صلى الله عليه وسلم لاعتقاده أنه نبي، بل لاعتقاده أنه ملك. (كما ذكر ذلك حيدر الآملي-الشيعي- في كتابه الكشكول ص:104) لهذا لم يكن إسلامه صادقاً فقد استمر على عبادة الأصنام حتى إنه على حد قولهم "كان يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وآله والصنم معلق في عنقه يسجد له" (نفحات اللاهوت للكركي ق 3أ والأنوار النعمانية للجزائري 1/53) وكان يفطر متعمداً في نهار رمضان ويشرب الخمر ويهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم (البرهان للبحراني 1/500) ([45]).
ثانياً: طعنهم في عمر رضي الله عنه:
يزعم الشيعة أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه كان مصاباً بداء في دبره لا يهدأ إلا بماء الرجال. (انظر: الأنوار النعمانية للجزائري 1/63).
وزعموا أيضاً أنه رضي الله عنه كان كافراً يبطن الكفر ويظهر الإسلام. (انظر الصراط المستقيم للبياضي ص:3/129، ونفحات اللاهوت للكركي ق 49/ب – 52/أ وإحقاق الحق للتستري ص:284 وعقائد الإمامية للزنجاني 3/27).
ويزعمون أن كفره مساوياً لكفر إبليس إن لم يكن أشد منه. (انظر: تفسير العياشي 2/ 223-224 والبرهان للبحراني 2/310 وبحار الأنوار للمجلسي 8/220).
ولا يكتفي الشيعة بمجرد القول بكفر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بل يلعنون كل من يشك في كفره، ويزعمون أنه لا يشك في كفره عاقل، قال المجلسي شيخ الدولة الصفوية ومرجع الشيعة المعاصرين: "لا مجال لعاقل أن يشك في كفر عمر. فلعنة الله ورسوله عليه، وعلى كل من اعتبره مسلماً، وعلى كل من يكف عن لعنه" (جلاء العيون للمجلسي ص:45) ([46]).
ثالثاً: طعنهم في عثمان رضي الله عنه:
وقد نسبوا إلى علي رضي الله عنه -زوراً وبهتاناً- أنه قال عن عثمان: همه بطنه وفرجه، فقد روى الكليني بسنده في كتاب الكافي أحد أصولهم المعتبرة عن علي بن أبي طالب أنه قال في إحدى خطبه: "سبق الرجلان، وقام الثالث كالغراب همته بطنه وفرجه، ويا ويحه لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيراً له". (الروضة من الكافي للكليني ص:277-279، وانظر: الجمل للمفيد ص:62، والطرائف لابن طاووس ص:417) ([47]).
وذكر المجلسي في شرحها أن المراد بالثالث: عثمان بن عفان، وأن اللذين سبقا هما أبو بكر وعمر. (مرآة العقول شرح الروضة للمجلسي 4/278-279).
يزعم الشيعة أن عثمان رضي الله عنه كان منافقاً يظهر الإسلام ويبطن النفاق.
قال نعمة الله الجزائري الشيعي: "إن عثمان كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق"(الأنوار النعمانية للجزائري 1/81).
وقد بلغ من حقد هؤلاء على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استباحة لعنهم، بل تقربهم إلى الله بذلك، وخاصة الشيخين: أبا بكر وعمر. فإن لهم في لعنهما والمبالغة في ذلك أمراً يفوق الوصف.
فقد روى الملا كاظم عن أبي حمزة الثمالى افتراء على زين العابدين رحمه الله أنه قال: [[ من لعن الجبت والطاغوت لعنة واحدة كتب الله له سبعين ألف ألف حسنة، ومحي عنه ألف ألف سيئة، ورفع له سبعون ألف ألف درجة، ومن أمسى يلعنهما لعنة واحدة كتب له مثل ذلك، قال: فمضى مولانا علي بن الحسين، فدخلت على مولانا أبي جعفر محمد الباقر. فقلت: يا مولاي حديث سمعته من أبيك قال: هات يا ثمالي، فأعدت عليه الحديث. فقال: نعم يا ثمالي، أتحب أن أزيدك؟ فقلت: بلى يا مولاي، فقال: من لعنهما لعنة واحدة في كل غداة لم يكتب عليه ذنب في ذلك اليوم حتى يمسى، ومن أمسى ولعنهما لعنة واحدة لم يكتب عليه ذنب في ليلة حتى يصبح ]] ([48]).
ومن الأدعية المشهورة عندهم الواردة في كتب الأذكار: دعاء يسمونه: دعاء صنمي قريش (يعنون بهما أبا بكر وعمر) وينسبون هذا الدعاء ظلماً وزوراً لعلي رضي الله عنه، وهو يتجاوز صفحة ونصفاً وفيه: [[ اللهم صل على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وجبتيها، وطاغوتيها، وابنتيهما اللذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرّفا كتابك... -إلى أن جاء في آخره-: اللهم العنهما في مكنون السر، وظاهر العلانية، لعناً كثيراً أبداً، دائماً سرمداً، لا انقطاع لأمده ولا نفاد لعدده، لعناً يعود أوله ولا يروح آخره، لهما ولأعوانهما وأنصارهما، ومحبيهما، ومواليهما، والمسلمين لهما، والمائلين إليهما، والناهضين باحتجاجهما، والمقتدين بكلامهما، والمصدقين بأحكامهما، (قل أربع مرات): اللهم عذبهما عذاباً يستغيث منه أهل النار، آمين رب العالمين ]]([49]).
وهذا الدعاء مرغب فيه عندهم، حتى إنهم رووا في فضله نسبةً إلى ابن عباس أنه قال: [[ إن علياً عليه السلام كان يقنت بهذا الدعاء في صلواته، وقال: إن الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر، وأُحد، وحنين، بألف ألف سهم ]].
ولهذا كان هذا الدعاء محل عناية علمائهم، وقد ورد هذا الدعاء في كتب لهم بعنوان تحفة العوام معتبر ومكمل ص303، وجاء فيه أنه مطابق لفتاوى تسعة من كبار مراجعهم منهم:
1- آية الله السيد أبو القاسم الخوئي.
2- السيد حسين بروجردي.
3- السيد أبو الحسن الأصفهاني.
4- السيد محمد باقر صاحب قلبه‎([50]) وغيرهم.
وكان الإمام الخميني يقوله بعد صلاة الصبح كل يوم ([51]).
ذكر بعض تأويلاتهم:
روى الكليني في الكافي ج8 رواية (رقم 523) عن أبي عبد الله في قوله تعالى: [[ (( أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ ))[فصلت:29] قال: هما، ثم قال: وكان فلان شيطاناً ]]([52]).
قال المجلسي: في مرآة العقول (ج26/488) في شرحه للكافي في بيان مراد صاحب الكافي بـ (هما) قال: هما أي: أبا بكر وعمر، والمراد بفلان عمر أي: الجن المذكور في الآية ... إلخ ([53]).
وعند قوله تعالى: (( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ))[الحجر:44] روى العياشي في تفسيره (2/263)، والبحراني في البرهان (2/345) عن أبي يصير عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: [[ يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب، بابها الأول للظالم وهو زريق، وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية، والباب الخامس لعبد الملك، والباب السادس لعسكر بن هوسر، والباب السابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم]] ([54]). وقد بين المراد بهذه الرموز المجلسي في بحار الأنوار (8/308) في تفسير هذا النص، فراجعه إن شئت.
موقف الرافضة من أمهات المؤمنين:
لا يخفى على المسلم فضل أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن، وما خصهن الله به من نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوتهن، وما تمتعن به من منزلة سامية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهن من أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم.
وقد أنزل الله في كتابه آيات تظهر مكانة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، منها:
1- قوله تعالى: (( وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ))[الأحزاب:31-34].
كذلك لما خيرهن النبي صلى الله عليه وسلم بين الله ورسوله واخترن الله ورسوله انزل الله قوله: (( لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ .. ))[الأحزاب:52].
إلا أن المؤسف المبكي موقف الرافضة من هؤلاء السيدات أمهات المؤمنين عموماً ومن عائشة وحفصة على وجه الخصوص، إذ هما ابنتا أبي بكر وعمر رضي الله عنهم، فبغضهم لأبويهما انتقل إليهما، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
فقد تجرأت الرافضة على تلك المكانة التي أعطاهن الله إياها، وحاولوا الحط من تلك المنزلة من خلال بعض الإهانات التي وجهوها إلى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين، من ذلك:
1- إطلاق لفظ السراري والحشايا عليهن. والسرارى جمع سرية، وهي الأمة.
وأما الحشايا جمع حشية، وهي الفرش المحشو بغيره ([55]).
في إطلاق السراري أورده مرتضى العسكري في كتابه حديث الإفك (ص:17)، حين وصف أم المؤمنين عائشة بأنها سرية من سراري رسول الله صلى الله عليه وسلم([56]).
والإطلاق الثاني ورد في القصة التي ذكرها الشيعة في كتبهم مثل: كتاب (اختيار معرفة الرجال) للطوسي (ص:57-60)، (وبحار الأنوار) للمجلسي (8/451)، و(شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد (2/82)، والتي فيها مناظرة ابن عباس لعائشة، وفيها أن ابن عباس -حاشاه من ذلك- قال يخاطب عائشة: [[ وما أنت إلا حشية من تسع حشايات خلفهن بعده، لست أبيضهن لوناً ولا أحسنهن وجهاً ولا بأرشحهن عرقاً، ولا بأنضرهن ورقاً، ولا بأطرئهن أصلاً... إلخ ]]([57]).
ومنه أيضاً: زعمهم أنهن يسئن الأدب معه عليه الصلاة والسلام، فقد روى علي بن إبراهيم القمي في تفسيره 2/192، والصدوق في كتابه (من لا يحضره الفقيه3/334)، والطوسي في (تهذيب الحكام 2/269) في سبب نزول قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ))[الأحزاب:28-29]، قالوا -واللفظ للقمي-: { إنه كان سبب نزولها: أنه لما رجع رسول الله من غزوة خيبر وأصاب كنز آل أبي الحقيق، قلن أزواجه: أعطنا ما أصبت، فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد قسمته بين المسلمين على ما أمر الله فغضبن من ذلك، قلن: لعلك ترى أنك إن طلقتنا ألا نجد الأكْفاء من قومنا يتزوجوننا، فأنف الله لرسوله فأمره أن يعتزلهن، فاعتزلهن رسول الله }([58]).
وأما عائشة وحفصة فكما قلنا: إن بغض الرافضة لأبويهما انتقل إلى ابنتيهما بعدهما رضي الله عنهم، فقد وجهوا طعوناً خاصة بهما:
تزعم الرافضة أن قوله تعالى: (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ))[التحريم:10] مثل ضربه الله لعائشة وحفصة رضي الله عنهما، قال القمي في تفسيره عند تفسير هذه الآية: والله ما عنى بقوله: ((فخانتاهما)) إلا الفاحشة.وليقيمن الحد على(فلانة) فيما أتت في طريق ( )، وكان (فلان) يحبها، فلما أرادت أن تخرج إلى ... قال لها فلان: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم، فزوجت نفسها من فلان)([59]).
فقد أسند العياشي -بسنده المسلسل بالكاذبين- إلى أبي عبد الله جعفر الصادق رحمه الله وحاشاه مما نسبه الشيعة إليها أنه قال: [[ تدرون مات النبي صلى الله عليه وآله أو قتل؟ إن الله يقول: (( أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ))[آل عمران:144] فسم قبل الموت، إنهما سقتاه. زاد الكاشاني: "يعني: المرأتين لعنهما الله وأبويهما" تفسير الصافي 1/305) قبل الموت، فقلنا: إنهما وأبويهما شر خلق الله ]] (تفسير العياشي 1/200، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني 1/305، والبرهان للبحراني 1/320، وبحار الأنوار للمجلسي 6/504، 8/6)([60]).
ووصف المجلسي شيخ الدولة الصفوية ومرجع الشيعة المعاصرين سند هذه الرواية المكذوبة بأنه معتبر، وعلق عليها بقوله: "إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق (ع): [[ أن عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول الله بالسم دبرتاه ]] (حياة القلوب للمجلسي 2/700) ([61]).
وقد نقل هذه الحادثة المكذوبة عدد كبير من مصنفي الشيعة، وذكروا اسم عائشة وحفصة وأبويهما صراحة، وزعموا أنهم وضعوا السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمات بسببه([62]).
وقد ذكر رجب البرسي -وهو من علمائهم-: أن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة وفرقتها على مبغضي علي) (مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي ص:86)([63]).
وأسند العياشي إلى جعفر الصادق -زوراً وبهتاناً- والقول في تفسير قوله تعالى: (( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ))[النحل:92]، قال: [[ التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً عائشة، هي نكثت إيمانها ]]([64]).
وزعم الشيعة أيضاً أن لعائشة رضي الله عنها باباً من أبواب النار تدخل منه، فقد أسند العياشي إلى جعفر الصادق رحمه الله، وحاشاه مما نسبه الشيعة إليه، أنه قال في تفسير قوله تعالى حكاية عن النار: (( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ))[الحجر:44]: [[ يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب ... والباب السادس لعسكر... إلخ ]]([65]).
وعسكر كناية عن عائشة رضي الله عنها، كما زعم ذلك المجلسي (بحار الأنوار للمجلسي 4/378، 8/220)([66]).
ووجه الكناية عن اسمها بعسكر، كونها كانت تركب جملاً في موقعة الجمل يقال له: عسكر، كما ذكر ذلك المجلسي في بحار الأنوار8/308 في تفسير هذا النص([67]).
ولا ريب أن أئمة أهل البيت الطيبين الطاهرين يبرءون كل البراءة من كل ما ألصقه بهم الشيعة الإثنا عشرية، من أكاذيب وترهات زعموا أنها صدرت منهم في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يحبون الصحابة ويحترمونهم وينزلونهم المنزلة التي أنزلهم الله تعالى إياها ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وينبغي على الشيعة علمائهم وعوامهم إن كانوا يحبون أهل البيت أن يحبوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان يحبهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحبهم أهل بيته الطيبون الطاهرون رحمة الله عليهم ورضي عنهم أجمعين، فإنما تعلم المحبة بالاتباع.
قال الشاعر:
لو كان حبُك صادقاً لأطعته إن المحب لمن أحب مطيع
ولذلك ترى أن من أصول أهل السنة والجماعة محبة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جميعهم وموالاتهم والترضي عليهم والاستغفار والدعاء لهم، واعتقاد تفضيلهم على كل من جاء من بعدهم من الأمة، وبراءتهم من كل من ينحرف عنهم أو يطعن فيهم أو ينتقصهم من الروافض والنواصب.
وإنما يقرر أهل السنة هذا الأصل؛ لما دلت عليه النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة من وجوب محبتهم وتوليهم.
يقول الإمام الطحاوي: (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان)([68]).
المبحث الثالث:
عقيدتهم في الإمامة
تعريفها:
الإمامة في اللغة: التقدم، تقول: أم القوم وأم بهم، أي: تقدمهم وهي الإمامة، والإمام كل من ائتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم أو كانوا ضالين، ويطلق الإمام على الخليفة، وعلى العالم المقتدى به، وعلى من يؤتم به في الصلاة ([69]).
فللإمامة عند الشيعة مفهوم خاص، ينفردون به عن سائر المسلمين، مع العلم باختلاف آرائهم فيها، لهذا نكتفي بذكر الإمامة عند الإمامية الإثني عشرية التي تعد من أشهر فرق الشيعة الموجودة اليوم.
تعتقد الإمامية أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة، كما أن الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة، ويؤيده بالمعجزة التي هي كنص من الله عليه: فكذلك يختار الله للإمامة من يشاء ويأمر نبيه بالنص عليه، وأن ينصبه إماماً للناس من بعده.
ذكر ذلك آل كاشف الغطاء في كتاب (أصل الشيعة وأصولها ص:58)([70]).
ويقول محمد رضا المظفر في عقائد الإمامية ص:49: (نعتقد أنها كالنبوة لطف من الله تعالى، فلا بد أن يكون في كل عصر إمام هاد يخلف النبي في وظائفه، من هداية البشر وإرشادهم إلى ما فيه من الصلاح والسعادة في النشأتين، وله ما للنبي من الولاية العامة من الناس، من تدبير شئونهم ومصالحهم، وإقامة العدل بينهم، ورفع الظلم والعدوان من بينهم...، ثم يقول: فللإمامة استمرار النبوة، والدليل الذي يوجب إرسال الرسل وبعث الأنبياء، هو نفسه يوجب أيضاً نصب الإمامة بعد الرسول)([71]).
ويزعم الرافضة أن إمامة هؤلاء الأئمة ثابتة بالنص عليهم من الله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم عُرج به إلى السماء مائة وعشرين في كل مرة يوصى بولاية علي.
جاء في كتاب بصائر الدرجات (ص:99) عن أبي عبد الله أنه قال: [[ عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء مائة وعشرين مرة، ما من مرة إلا وقد أوصى الله النبي صلى الله عليه وسلم بولاية علي والأئمة من بعد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مناوي

مناوي



لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل   لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Icon-new-badge30/5/2011, 18:35

حرام عليك ياخي تبينى اقرا هذا كلها طلعت عيونى ومعتقداتهم كلها غلط في غلط وشركيه......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي عليان

علي عليان



لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل   لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Icon-new-badge30/5/2011, 19:57

مناويه إقرأي ما تستطيعين !
وشكرا لإهتمامك ومرورك الحلو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
kingsam

kingsam



لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل   لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Icon-new-badge30/5/2011, 20:04

اخي علي كل ما ذكر صحيح بس هذا لا يعني ان كل الشيعة تعمل على هذا المبداء
فيهم نسبة ضاله و في نسبة اصلا غير راضين عن البقية و بمعتقداتهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي عليان

علي عليان



لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل   لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Icon-new-badge30/5/2011, 20:16

المعممين هم المسؤلين عن ضلال عامة الشيعه
ولكن عليهم أن يستخدموا عقولهم فيما يسمعون من أسيادهم أصحاب العمائم المتعفنه
(ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيل ربنا أتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Jasmine collar

Jasmine collar



لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل   لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Icon-new-badge30/5/2011, 20:50


الشيعة تفترق إلى أكثر من ثلاث وسبعين فرقة كما هو نصهم على ذلك في كتبهم هم، وهم فرق كثيرة وأقرب فرقة إلى أهل السنة والجماعة على الأقل في ما مضى هي الفرقة الزيدية ، والزيدية قربها من أهل السنة والجماعة نتيجة لماذا؟
لأن زيد بن علي بن الحسين بن علي الذي يدعون أنه إمامهم أو قائد حركتهم، كان يقول: إن خلافة أبي بكر وعمر وعثمان صحيحة نقرها، ولكن الأولى والأفضل منهم هو علي ، أو على الأقل هذا ما ينسبونه إليه، فيقول: إنه تجوز إمامة المفضول مع وجود الفاضل أو الأفضل، فقالت له الخشبية الذين عبر عنهم الشيعة أنهم خشبية في ذلك الوقت: لا نتبعك حتى تتبرأ من أبي بكر وعمر وعثمان أو بالذات من أبي بكر وعمر ، فقال: كيف أتبرأ منهما وهما وزيرا جدي؟
قالوا: إذاً نتركك ونرفضك، فقال: رفضتموني رفضتموني. فقيل: إن أصل تسميتهم الرافضة هو هذه الكلمة.
والزيدية كانوا أقرب، لأن المسألة عندهم أنهم يترضون عن أبي بكر وعمر ذلك الوقت على الأقل ويرون صحة خلافتهما، لكن يفضلون عليهما علياً ، ويرون أفضلية خلافة علي هذا ما كان.
ومع الزمن أصبحت الزيدية معتزلة كما هو الحال بالنسبة للشيعة الإثنى عشرية حيث أصبحوا في العقيدة معتزلة ، فأصبحوا أبعد بكثير؛ لأنهم ينفون صفات الله عز وجل ويقولون أيضاً في الإيمان: إن العاصي في منزلة بين المنـزلتين.
والفرق بين الزيدية وبين الإثني عشرية الإمامية باختصار: هو أن الإثني عشرية الإمامية يقوم دينهم على المنقول من الكتب، حيث ينقلون عن الكافي وعن أمثاله من الكتب، ويقولون: قال أئمة آل البيت، فهو دين نقل، أي: آثار ينقلونها، وبالطبع كلها موضوعة ومكذوبة أو أكثرها. أما الزيدية فدينهم بالمعقول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي عليان

علي عليان



لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل   لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Icon-new-badge31/5/2011, 15:47

أحسنتِ ياسمين !
شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
niiiiic

avatar



لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل   لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل Icon-new-badge31/5/2011, 16:30

مشكورين على الموضوع المميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لمن لا يعرف الشيعه بحث كامل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: منتدى الاسرة :: المنتدى الاسلامي :: اسلاميات-
انتقل الى: