ها أنا .... جئتُ إليكِ
أحمل قدري على كتفي
أجلس وحدي على كرسيٍ
مهزوزٍ مثلي
الم تسمعي صوتي يناديكِ
أين أنتِ !! ميننوش
يا ساقية الخمر
اسقيني بعض الشيء مما عندكِ
لعل جروحي تأنس لبعض الوقت
لأتلاعب بالأحلام في عالمٍ من الخيال
فلا تبخلي عليَ بمرافقة مشاعركِ
في إشراقة فجركِ
ليصبح صدري سحابة بيضاء
تزيل عن مكابدي دخان الأوهام
فأتحدث مع كأسي كلاماً فظيعاً
كيف استطعت أن تجردني من أوجاعي ؟
وكنت احسب الزمن وحده المجيب
أيا ساقية الخمر لا تبتعدي عني
اقتربي مني أكثر
كي تشاركيني بهدوء الليل
ونسيم الصباح
ومصافحة كأسي
فرمقي الذي أمضيته من قبلكِ أصبح وهماً
فلم يبقى لي غير عمرٍ أنتِ فيه أجمل رؤيا
فيا خمري أخبرها أني اعشقها
واشتاق إلى وجنتيها
وفي راحة يديَ أتعشم نظرات عيونها
الأقرب إلي من هواجسي
وأنا فاقد الإدراك
اقتات في خانة المسكر
كأنها مملكة ميننوش وأنا قيصرها الأوحد
سأحضن تاريخكِ بنفسي الأعجف
وأدلل كلماتك في اسطر مستقيمة
سأنسى زمن التكبر الصاخب
المكتوبة حروف تاريخه السخيف
بنزيف مهجي و تجشم إخلاصي
فحتى المناديل وأبواب الحدائق
تشهد على خيانة تلك المتكبرة الطائشة
التي ضيعت في عشقها الثائر
أزهى سنوات عمري
وأنا لم أُعنى بتاريخها شيئا
ولا هي بتاريخي شيئا
يا صاحبة الخمر
هل لي بكاس آخر
من صهباء ثغركِ
لأصبح معتوهاً بعشق امرأة
أنقذتْ عيوني من العمياء
وخدودي من صدع البرد
فحياتي مسرحيةٌ في زمنٍ خالٍ من الأمان
وأنتِ تسيطرين على كل فصولها
صوركِ الخمر في عيني أميرة
وآلاف النجوم فوق أحداقكِ
يا ميننوش
تغلي كالعصافير الصغيرة
وملايين الأماني فوق خصركِ
تهيج كنار جحيمٍ غاضبة
يا صاحبة الخمر
اسقيني كأساً آخر