آلاف القطع الأثرية في اليرموك تفتقر للعرض وسط سوء للتخزين..(شاهدوا الصور)

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لكل بلد هويته الخاصة في تراثه وعاداته و تقاليده، لا بل بطوابع تاريخه الذي يعرف بمجتمعه و ميزاته فللأردن تاريخ و حضارة كما لباقي الدول العربية التي سطرت التاريخ بأمجادها واحتضانها للمعالم الأثرية التي تعرف بتاريخ المنطقة العربية.

فالآثار هي الشاهد الوحيد الذي لايموت ولا يرتبط سعره بأسهم البورصات او أسعار النفط او اي سلعة عالمية لما لها من قيمة رمزية ودلالة تاريخية شاهدة على العصور و الحقب التاريخية.

جامعة اليرموك ، الصرح العلمي العريق تحتفظ بأكبر قطع أثرية وموجودات أثرية تحمل في باطنها مجلدات من الحديث عن تاريخ الاردن و المنطقة دون الاستفادة منها بالعرض او الاشهار.

الاف القطع الأثرية الغنية بالتاريخ مخزنة على رفوف وكراتين في مستودع تحت كلية الشريعة بالجامعة دون ترتيب او تصنيف او استثمار لقيمتها وفي ظل شائعات ادعت أن اهداءات تمنح للمسؤولين من هذه القطع.

"عمون" دخلت المستودعات و جالت بين الاف القطع الموزعة في غرف و صالات خصصت لاستيعاب الموجودات الاثرية دون استغلاها سوى للغرض البحثي والعلمي.

الغريب في الامر ورغم الصدمة التي تتعرض لها هو عدم افساح المجال لعرض الموجودات الاثرية بمتحف أثري شأنه التعريف بتاريخ وحضارة المنطقة عموما والاردن على وجه الخصوص كون معظم القطع هي ناتج عن حفريات تقوم بها كلية الاثار في رحاب الوطن الغني.

قلة الدعم وعدم الانتباه من قبل الجهات المعنية حال بالمستودع الى حبس هذه المدلولات التاريخية دون عرضها وفقاً لمصادر أشارت الى ان الدعم المالي لم يتوفر حتى الان من أجل عرض الموجودات حيث ان الموجودات بحاجة الى مساحة كبيرة من أجل استيعاب القطع التي تدلل على تاريخ المنطقة لما قبل الميلاد.

سوء التخزين وعدم التصنيف ومطابقة صور فوتوغرافية للقطع الموجودة بشكل غير موثق يوصي به ديوان المحاسبة ادارة الجامعة كملاحظات قدمت بعد ان اطلعت على الموجودات الاثرية و ظروف تخزينها في مستودعات غير مجهزة لحفظ هذه القطع.

وبالرغم من عدم اختصاص ديوان المحاسبة بهذا الشأن الا أن الملاحظات التي قدمها هي ملاحظات عينية وفقا لأدنى مستويات الرقابة التي يجب ان تحظى باهتمام المستضيف لهذه الموجودات.

ومن بديهيات حفظ الاثار درجة الحرارة التي تمنع من وجود البكتيريا و الفطريات التي من شأنها أن تضر بالمواد المعدنية الأثرية وحتى قطع الصخور و الأحجار الكريمة بالاضافة الى افتقار المكان لكاميرات المراقبة و محولات الكهرباء التي من شأنها حفظ هذه المستودعات من السرقة او استبدال اي قطعة بقطع شبيهة.

المستودعات لا تخلو من الجثث التي حفظتها أرض البحر الميت من التحلل فهنالك ثلاث جثث يعتقد بانها لشهداء اردنييين لا يتجاوز اعمار دفنها لأكثر من مئة عام وجدتها الأجهزة الأمنية أثناء عملها في الاغوار الجنوبية ليصار تسليمها الى دائرة الأثار ومن ثم لليرموك من اجل اغراض البحث العلمي والدراسات المتخصصة وسط جدل يدور بين أساتذة الشريعة و أكاديمين من كلية الآثار حول اعادة دفنها.

الجثث الثلاثة موجودين على قواعد خشبية و مغطاة بأكياس من النايلون وسط قاعة تخزين لحجار أثرية ودون وجود أجهزة حافظة لدرجة الحرارة كما تبين لنا أثناء زيارة المكان.

هي ليست مومياء كما يتداول البعض من الناس فالأكاديميون المختصون أكدوا لـ"عمون" أنها جثث لأردنييون عملت ظروف المكان على حفظها من التحلل وابقاء معالمها واضحة دون امكانية معرفة هويتها الاصلية ولاي عائلة تعود منابتها بعد التعذر من امكانية ايجاد الحمض النووي الوراثي لها.

وتكتفي ادارة الجامعة باجراء دراسات على كل مافي المستوداعات من قطع اثرية و موجودات حفرية حصلت عليها اليرموك اثر حفريات علمية ميدانية بحثية في ظل عدم وجود دعم مالي لاستحداث مبنى يستوعب عرض هذه الآثار و جعل متحف وطني على مستوى الاردن يعود بمردودات مالية شأنها تعزيز التعريف بالهوية الوطنية لارض الاردن و تاريخه ومكانته وسط السياحة التاريخية التي تهتم بها معظم الدول المتقدمة.

ويشير البعض من الاكاديمين من أنه لو توفر القرار السياسي والمدعوم بالمخصصات المالية لبناء متحف كبير داخل اليرموك فسيعطي الاردن ميزات وطنية كبيرة ومرجعية تاريخية لكل من يهتم بتاريخ المنطقة ناهيك عن المردودات السياحية التي ستعود بدعم القطاع الأثري بالأردن الغني بالتاريخ و الحضارة والشاهد على التاريخ من قبل الميلاد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

منور يا غالي