ان لم يكن لديك دين

بسمه العلي القدير

والهم صلي على محمد وال محمد

( وقال اعملو فسيرى الله اعمالكم ورسوله والمؤمنون)

السلام عليكم يا اخواني واخواتي ورحمه الله وبركاته

قصتي بعنوان

(( الاداب العامه))

يتحدث الكثير من الناس عن فئه الشباب وخاصه المتعلمين قد ظهرو في هذه الايام واتخذو لا انفسهم في حياتهم العامه طريقا غير الطريق الائقه بهم وبكرامتهم وبمنزلة العلم الذي يزاولونه , فاصبحو متبذلين في شهواتهم مستهترين في ميولهم واهوائهم . ينتهكون الحرمات الاعراض ما شاءوا وماشائت نزعاتهم , ويعبثون بها في كل مكان عبث الفاتك الجرئ الذي لايخاف مغبه ولايخشا عارا واهول ما يتحدثون به عنهم في هذا الشان انهم يغرون الطالبات الصغيرات اللواتي لايزلن يختلفن الى مدارسهن ,او اللواتي انقطعن عنها منذ عهد قريب الى منازلهن ,وينصبون لهن حبائل وانواع الاشراك لاصطيادهن واسقاطهن في هوه الاثم والعار , وهذا ما اريد ان اتكلم عنه قليلا ؟

اصحيح مايقولون عنكم ايها الفتيان التعسون انكم تتخذون صله العلم التي هيه اشرف الصلات واكرمها صله فساد بينكم وبين اولئك الفتيات الضعيفات وان الحبال التي تنصبوها لهن لاصطيادهن انما هي حباله القلم الذي هوه افضل اداه للخير واعظم وسيله للفضيله وخير واسطه للادب والكمال ؟

اصحيح مايقولون عنكم انكم تكتبون اليهن ليكتبن اليكم ؟ وتهدون صوركم ليهدين اليكم مثلها ؟فاذا امتلات حقائبكم وجيوبكم بصورهن ورسائلهن اخذتم تنشرونها في كل مكان وتعرضونها في كل معرض واخذ بعضكم يفاخر بكثره مايملك منها او بجماله ورونقه : كما يفخر المرء بافضل المزايا واشرف الخصال؟

اصحيح انتم تقفون لهن بكل طريق وتاخذون عليهن كل سبيل وتضايقونهن في مغداهن ومراحهن وحيث ذهبن الى العمل او خرجن لزياره او برزن في مجتمع فاذا عجزتم عنهن في الطريق ارسلتم ورائهن الرسل في منازلهن بخادعنهن ,وربما توسلتم اليهن باخواتكم وبنات اعمامكم ليسفرن بينكم وبينهن ويدخلنهن مداخله الاصدقاء حتى يجتذبنهن الى منازلكم؟

اصحيح انكم تقضون اكثر لياليكم مكبين على كتابه رسائل الغرام واكثر ايامكم حائمين حول المنازل ؟وربما جلستم على ابوابها ترقبون نوافذها وكواها علها تنفرج لكم عما تحبون ؟

اصحيح انكم اصبحتم لا تقنعون في امر اولئك الفتيات البائسات اللواتي يقعن في مخالبكم بافساد اخلاقهن حتى تسجلو عليهن ذلك الفساد تسجيلا موقعا عليه بتوقيعهن , مستشهدا عليهن بصورهن وخطوطهن , لتملكو عليهن امرهن بعد ذلك ,وتحولوا بينهن وبين التفلت من ايديكم, والحياة بعيدا عنكم في جو غير جوكم , وجوار غير جواركم , عذارى ومتزوجات؟

اصحيح انكم فقدتم في تلك السبيل التي تسلكونها خلق الرجوله والشهامه فاصبحتم تتجملون للنساء باخلاق النساء, وتزدلفون اليهن صفاتهن وشمائلهن , واصبح الرجل منكم لاهم له في حياته الا ان يتجمل في ملبسه ,ويتكسر في مشيته,ويرقق من صوته,ويلون من ابتساماته ونظراته بالوان التضعضع والفتور, ويقضي الساعات الطوال امام مرآته متعهدا شعرا بالترجيل,وبشرته بالتنضير, وثناياه بلصقل والجلاء,حتى صارذلك عاداتكم التي لاتنفك عنكم, حتى سرى التانث من اجسامكم الى نفوسكم فلم يبقى فيكم من صفات الرجولة واخلاقها غير الاسماء والالقاب؟

ان كان حقا مايقولون كله اوبعضه فرحمه الله عليكم ايها الفتيان المساكين, وسلام الله على الفضيله والشرف,سلام من لايرجو عوده ولالينتظر ايابا.

ان هذه الفتاة التي تحتقرونها اليوم وتزدرونها,وتعبثون بنفسها وضميرها انما هي في الغد ام اولادكم ,وعماد منازلكم , ومستودع اعراضكم, اين تجدون الزوجات الصالحات في مستقبل حياتكم ان انتم افسدتم الفتيات اليوم ,في أي جو سيعيش اولادكم ويستنشقون نسمات الحياة الطاهره ان انتم لو ثتم الاجواء جميعها وملاتموها سموما وكدرا .

لاتتكون اخلاق الفتاة في عهد طفولتها او في عهد شيخوختها , بل في عهد شبابها, فاذا سلم لها ذلك العهد فقد سلم لها كل العهد , فدعوها تجتز هذه المرحله الوحيده من مراحل حياتها شريفه طاهره , تجدوا فيها بعد قليل من الزمن خير الزوجه للزوج , وخير ام للولد , وخير سيده للمنزل.

لاتزعمو بعد اليوم انكم عاجزون عن العثور بزوجات صالحات شريفات يحفظن لكم اعراضكم,ويحرسن سعادتكم وسعاده منازلكم فتلك جنايه انفسكم عليكم ,وثمرة ما غرست ايديكم,ولو انكم حفظتم لهن ماضيهن لحفظن لكم حاضركم ومستقبلكم,ولكنكم فسدتموهن , وقتلتم نفوسهن ,ففقدتموهن عند حاجتكم اليهن.

اني لا افزع في امركم الى القانون ,فالقانون في هذا البلد مدني لا ادبي ,والا الى حكومه,فالحكومه مشغوله بشان نفسها عن شان غيرها ,ولا الى الدين فقد ضعف شانه في نفوسكم حتى هان امره عليكم ,ولا الى ابائكم واولياء اموركم فقد عجزو عنكم , واصبحو يبكون عليكم مع الباكين عليكم,بل افزع في امركم الى ضمائركم التي هي الامل الباقي لنا بعد فقد جميع آمالنا فيكم,وصوت الضمير اقوى من كل صوت في العالم.

اصغو اليه تسمعوه يقول لكم :ان هولاء الفتيات اللواتي لاتستحيون ان تمدوا اليهن اعينكم وايديكم انما هن اخواتكم الحميمات يجمعكم واياهن اب يتكون من الفرات ودجله وشط العرب , وام واحده وهي البلد , وشرف الاخوه وهو الملجا الامين لاعراض الاخوات وشرفهن.

ولا ازال اذكر حتى اليوم حادثه ذلك الفتى الذي أهدت اليه حبيبته صورتها موقعا عليها بتوقيعها , فلما تزوجت _وكان لايحب ذلك منها_ واراد الانتقام منها فقطع راسها ووضعها على جسم عار بتلك الطريقه الفنيه المعروفه , ثم ارسلها مع كتاب وشايه الى زوجها ليلة عرسها ,فما لبثت ان خسرت في لحظه واحده سمعتها وسعادتها.

وحدثني من اثق به عن كثر من الفتيات الفاسدات لا يتزوجن بعد ان ياخذن على انفسهن عهدا امام اخلائهن ان يكن لهم بعد الزواج أي بعد ان يصبحن مطلقات من قيود العذوره وروابطها,وقلما تتزوج فتاة من ذات صلات فاسده من رجل الا وردت عليه ليله البناء بها او صبيحتها كتب الوشايه بها من الاشخاص الذين اتصلت بهم , فانتهى بها امرها في حياتها الجديده بلشقاء والعار.

نحن في حاجه ان نعلم بناتنا,لاننا لانريد ان يعيشن جاهلا متاخرات,فتنحو عن طريقهن ايها الغواة المفسدون ليستطعن ان يختلفن الى مدارسهن آمنات مطمئنات على نفوسهن واعراضهن,وتزعجوهن بفضولكم واسفافكم فاننا لم نبعث بهن في تلك السبل ليفسد شرفهن بل ليضفن الى فضيله الادب والكمال فضيله العلم والمعرفة.

فلا تقفو حجر عثره في سبيل حريه المراه في ذهابها وجيئتها واظرابها في مذاهب الارض سعيا وراء رزقها وقضاء مصالحها فان ابيتم عليها ذلك فا عترفوا انكم اعداؤها القساة المتوحشون لانكم تابون عليها الا احد الخطتين القاتلتين:أما الجهل الدائم,او السقوط العظيم.

((الفضيله الفضيله ايها القوم فهي العزاء الوحيد لهذه الامه المسكينه عن جميع الامها ومصائبها ,والامل الباقي لها ان ضاعت _لاقدر الله_جميع امالها وامانيها, والشرف الشرف فربما جاء يوم ندير فيه اعيننا من حولنا فلانجد مما تملك ايدينا شيئا سواه))

وسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الله يتممها عليك اخي

اشكرك