تقرر هذه الآية حقيقة قرآنية قاطعة ، وهي عدم تساوي الحسنة والسيئة . والحسنة هي الصفة الطيبة الحميدة من الأقوال والأفعال ، والتصرفات والسلوكيات التي يحبها الله ويحبها الناس .. والسيئة ما كانت على العكس من ذلك ، وهي التي يكرهها الله ويستاء منها الناس ويبتعدون عن فاعلها .
والناس _ بالنسبة إلى الحسنة والسيئة _ أصناف :
منهم من يفضلون السيئة على الحسنة ، وعندما يخيرون بينهما يختارون السيئة ، لأنها تتفق مع انحرافهم وشذوذهم ، ولا يفضل السيئة على الحسنة إلا منحرف الفطرة أو سيء العمل .
منهم من يساوي بين الحسنة والسيئة ، ويعتبرها بمنزلة واحدة ، ولا فرق عنده بين أن يعمل حسنة أو يعمل سيئة ، ولهذا تجده يخلط بين عمل صالح وآخر سيء، وهذا مخطئ في نظرته وتقويمه وعمله ، لكنه أقل سوءاً من الصنف الأول .
السعداء الموفقون .. الأسوياء المفلحون الذين يفضلون الحسنة على السيئة ، ويختارون الحسنة على السيئة ؛ لأن هذا التفضيل والاختيار يتفق مع سلامة فطرتهم ، وصواب نظرتهم ، ومنهجية تفكيرهم ، وانطلاقهم في ذلك من حقائق القرآن .
إذا كان المؤمن يوقن عدم تساوي الحسنة والسيئة ، فإنه يدفع السيئة بالحسنة ، والتعبير عن الإبعاد بالدفع في الآية مقصود : " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " لأن السيئة مؤذية كريهة بغيضة ،تحتاج إلى دفع وإبعاد وإخفاء ، ولا تدفع إلا بدافع قوي ، وهذا الدافع هو الحسنة ، والخصلة التي هي أحسن .
إذا دعتك نفسك الأمارة بالسوء إلى فعل السيئة فلا تستجب لها ، وإذا وسوس لك الشيطان بفعل السيئة فلا تستجب له وإذا زين لك قرناء السوء فعل السيئة فلا تستجب لهم ، وإذا دعتك قدرتك وقوتك إلى ظلم الناس والإساءة إليهم فلا تفعل ذلك .
وادفع كل هذه النزعات والدعوات بفعل الخصلة التي هي أحسن ، والقادرة على دفع السيئة والقضاء عليها .
وسابق غيرك في فعل الحسنات ، واعمل على نشر وإذاعة الحسنات بين الناس ، ومن عاداك وآذاك وأساء إليك فأفضل ما ترد عليه هو الإحسان إليه .. وهذا التصرف الكريم منك كفيل بالقضاء على عدوانه ، وتحويله إلى وليٍ حميم ، وصديق مناصر .. ولا يقدر على مقابلة الإساءة بالإحسان إلا الموفقون المحظوظون الصابرون : "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ "
( فصلت : 35 )
للدكتور صلاح الخالدي ،،
kingsam
موضوع: رد: ادفع بالتي هي أحسن 20/5/2011, 06:32
على الاغلب الناس و كانه بطلت تفرق معهم سيئة ولا جسنة و طبعا هذا بسبب ضعف الايمان و سوء تربية