حتى الوردة فيها عقل ..
اسمعوا .. هذه ليست نكتة ..
إن الوردة فيها عقل ..
...وسنبلة القمح فيها عقل ..
وشجرة البلوط فيها عقل .. وإن كان عقلاً ثخينا مثل جذعها الثخين .
إن حركة زهرة عباد الشمس وهي تلوي عنقها لتتجه نحو الشمس لا تختلف كثيراً عن حركة النحلة
وهي تطير محلقةً إلى الحقل لتجمع العسل .. ولا عن معركة الإنسان الواعية وهو يطير ليقتحم المخاطر
مستهدفاً رسالةً سامية ..
أن بين الثلاثة ترابطاً حيوياً .
أن الثلاثة منظومة متصلة الحلقات الفارق بينها فارق في الدرجة فقط ..
إن حركة عباد الشمس في بساطتها .. عقل .. فما هو العقل ..
إنه قدرة تصرف وتكيف البيئة ..
إنه في كلمات قليلة بسيطة .. القدرة على اتخاذ موقف انتقائي أكثر ملائمة للحياة في كل لحظة ..
والزهرة حينما تلوي أوراقها نحو الضوء تتخذ موقفاً انتقائياً أكثر ملائمة لحياة تتحرك حركة
عاقلة ..
ومعنى هذا أن العقل ليس شيئاً جديداً في الإنسان .. إنه في الطبيعة الحية كلها ..
كل الفرق أن الإنسان لديه وسائل أكثر يتصرف ويحتال على بلوغ أهدافه ..
الإنسان بحكم كونه مخلوقاً معقداً يملك أجهزة متعددة كل منها على درجة فائقة من التخصص .. فهو
يملك يدين فيهما عشرة أصابع .. ويملك لساناً ناطقاً .. ويملك عينين مبصرتين وأذنين حادتين .. وبشرة
حساسة .. وأنفاً شماماً . وكل هذه الأجهزة في خدمة عقله ..
الإنسان حيوان إقطاعي عنده عشرة آلاف فدان من المواهب وعمارات من الأعصاب والحواس المرفهة
وهو لهذا ظلم نفسه وظلم غيره من المخلوقات حينما اعتبر نفسه الوحيد العاقل بينهاً .. وهذه خرافة
إقطاعية غير صحيحة .
العقل باطن كامن في كل الطبيعة الحية ..
ومنذ أن نبضت الحياة في الأميبا الحقيرة ذات الخلية الواحدة وحركة هذه الأميبا فيها كل الحذر
والتلصص والخبث وسوء النية التي في الإنسان .. لا جديد في الإنسان .. وإنما هناك التكامل فقط