بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى الوضوح؟
- أن تكون واضحاً , معناه أن تكون لك القدرة , والوسائل للتواصل مع ذاتك , ومع الآخرين ,
ومع المحيط من حولك .. مع ذاتك ومع الآخر , في كافة أبعاده البعيدة ,
ومع الله سبحانه وتعالى ..اعتمادك وسائل وطرائق تقربك إلى الله زلفى .
الله عز وجل الذي لم يتركك غريبا , في هذا الكون ,
وفي هذه الحياة .. ولذلك ترك لك محجة بيضاء .. تتمثل في قرآن كريم , وسنة نبوية مطهرة ,
كي تواصل وتتواصل حياتك , على نسق غير رتيب .. متفاعل مع الآخرين دون انفعال ..
فالوضوح هنا وبكلام آخر .. عماده وسائل دينية من , قرآن , حديث , وقيم , ومبادئ عامة ,
لا تتعارض مع الدين بالضرورة .. وهي العمود الفقري في السلوك الفردي والجماعي ,
نحو هدف سام .. نحو الآخرة , التي لا شك فيها إطلاقا .. فأنت لما تكون واضحا تكون عمليا ..
وتكون سريعا ونشطا .. وعدلا معتدلا .. ساعيا إلى الآخرة كأنك تموت غدا .. بالبذل والعطاء ..
لأنك تزرع ... ولأنك تحب في الله وبالله ولله ..
لذلك تعطي بلا إنتهاء.. هدفك الجنة .. التي تزرع لها لتحصد غدا ..
لذلك أنت تزرع , النماء , والبركة , والخصب , والعطاء .. لتحصد يوم البعث ,
..وأنت تؤمن في ذات اللحظة .. عملاً , وبذلاً , وعطاء .. أنك تعطي لله .. وليس لأحد سواه .
. قال الله تعالى في سورة البقرة :
- ((وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(110) )) – سورة البقرة - صدق الله العظيم..
.فالوضوح يكتسي أهمية قصوى , لأنه يضمن التوازن المفقود , أن تسير في طريق سالكة تعرف نهايتها...
وبين أن تسير في طريق مظلمة لا تعرف نهايتها , .. إن وضوح الأهداف والوسائل والمعطيات ..
ينتج عنها فردا مؤمنا محبا إيجابيا .. صادقاً مع نفسه ومع الآخرين ...
أن تتعامل بالصدق ذلك مفهوم .. خاصة ان الصدق ممارسة وليس تنظيرا ...
لأن التنظير للصدق ليس من مهام الفاعل .. وإنما الفعل الواعي .. المتزن .. العاقل ...
الذي يمليه العقل العاقل .. هو فعل واع مسئول وبناء على معطيات وقيم ثابتة من دين إسلامي حنيف ..
مصدره التشريعي الله سبحانه وتعالى .. ومصدره التشريعي الثاني السنة النبوية المطهره ..
على صاحبها أفضل الزكاة وأزكى التسليم .. وإجماع أمة وعلى مذهب أهل السنة والجماعة ..
وليس على مذهب آخر , ملفق ليس له أساس من صحة أو استقامة ..
مع الإستقامة التي نريد .. ولأن الأمور نسبية .. فالصدق عند بعضهم يعد كذلك نسبيا .. وهذا ليس صحيحاً ...
لأن الصدق كميزان للأقوال والأفعال .. وحكم ومرجع .. لا اختلاف فيه عند العقول النيرة ..والبصيرة المتفتحة ..
وليس أدل على ذلك من أن الإسلام كان السبب الرئيس في انتشاره هم التجار ..
الذين تحلوا بالصدق في أعمالهم .. وكانوا بصدقهم , الذي يعد مرحلة ذهبية , في التاريخ سببا ,
في نشر الإسلام العملي .. دون عمليات تجميل .. ودون رتوش ولا ماكياج ..
ودون مقص من رقيب أوحسيب .. لأن الله كان حسبهم .. أما صدق تجار اليوم , فهو من النوادر التي لا تضحك إلا الغافلين .. وعملة غير صالحة للإستعمال في سوق النخاسين .. لأن الكذب أصبح سلعة تسوق .. وتمارس لها أعمال الدعاية , وهي ضروب وصنوف وشكول وطعوم من الكذب المنمق .. لذلك حين تحدث اليوم العاقل عن الصدق , يضحك حتى الإستلقاء , وهو يحسب أنك هبطت عليه من كوكب آخر .. زمن الغرائب التي لا ترى بلا انتهاء .. أعاجيب تتلون بتلون العصر , المادي بكل امتياز .. والذي لا مكان فيه
إلا لمن اتقى , الإستقامة ممارسة وتنظيرا هذه المرة ... وبكل لباقة .. مع التكيف بلا مكيف
أن تتعامل بالصدق والوضوح , مع هذا العالم المجنون , معناه أن تركب موجة تسونامي ,
لا تدري أين تلقي بك .. لأن عجائب الخلق تترى بلا انتهاء .. ولأن الصدق أصبح عملة نادرة ..
وجرب ان تسلك سبيل الصدق والوضوح , حتى مع أقرب الناس إليك , وسترى العجب العجاب ..
جرب أن تقول لرئيسك في العمل أنت ثقيل .. أو إنك تنقصك الخبرة والمعلومات ,
أو إنك دخلت هنا بالمحسوبية .. الوضوح والصراحة والصدق , قد تنفعك في علاقتك مع ذاتك ,
وفي خلواتك .. وفي علاقتك مع ربك , صلاة . واستغفارا, وتبتلا . وتوبة , إلى الله توبة نصوحا .. ولكنها لن تنفعك , .. لتجد نفسك ودون سابق إعلام .. في الضفة الأخرى غير مأسوف عليك .. لأنك كنت واضحا .. وصادقا .. الصدق يتعلق بعلاقتك مع ربك .. من شهادة وصلاة وزكاة وصوم وحج ..
مع إخلاص النية .. هنا لا مشاكل .. فالله ينظر إلى قلوبكم لا إلى صوركم كما جاء في الحديث
ولكن مشكلة المشاكل تأتي في المواجهة الشاملة في الحلقة الثالثة من الصدق .. أي في تعاملك مع الآخر .. مع المجتمع .. هنا قاصمة .. لأن كل واحد له طريقته في فهم الصدق وفي التعامل مع الصدق .. وكل يسبغ على انحرافاته .. وخروقاته صيغة الصدق المزيف .. النسبي غير المناسب .. وفي الزمن الغريب الذي نعيش .. ترى العجب العجاب في تأويل الصدق .. وفي كساوى الصدق وأقنعة الصدق غير المقنعة .. وكل يبكي ليلاه .. وقد مات فيهم الإحساس ..
إلا إحساس المصلحة .. غير الصالح شرعاُ .. لأنه من الوضاعة .. بحيث لا يمكن أن تقيس .. أو تدخل تحت طائلته ..
وختاماً لكم مني أجمل وأرق تحية لعلى وعسى ..أن يرضيكم نقلي متمنياً لكم جميعاً حياة حرة كريمة ...
وأكون قد أفدت في موضوعي هذا,,ببلاغة معنى الوضوح ..وفقكم الله .
موضوع: تعلم معنى الوضوح 
16/5/2011, 04:38
