سلام من الله على قلوب أرجو لها تمام النقاء ..
بَحْرٌ قلبي ..
يتسع لكل خير وشر ، ولكل إحسانٍ وأذى ..
هو بخلاف ذاكرة الآلة الإلكترونيـة .
فقلبي .. كلما امتلأ ، ازداد اتساعا
فهذا خلق الله .. وذاك صنع البشر ، وشتّان ! .
~*~
صفحة خافقي سطح بَحْرٍ ..
ما هو إلا عاكس لما يأتيـه
ألا ترون البحر في الليل مظلما ، وفي النهار صافيا !
قال صلى الله عليه وسلم :
" العبد إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب منها صقل قلبه وإن زاد زادت فذلك قول الله تعالى ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) "
وقلب من اتصل بخالقه صافيا .. يعتريه بعض العكر على سطحه
لكن .. نفحات الإيمان كأمواج قويـة ، تهيّجه فيرتج ..
تختفي الشوائب ، ويعود بحري أزرقا ، كما خلقه الله .
فكل مولدٍ على الفطرة وّلِد .
~*~
وفي مواسم الغُبار ..
يكون رماديا لحين .. ثم يعود أصفى مما كان .
قال صلى الله عليه وسلم :
" لكل عمل شرة ، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك "
قد يغمره الرماد حينا .. وتحجبه عن الله الذنوب .
ثم سرعان ما تُكشَفُ الغُمّـة ، وقد استخلص من الأتربة ما فيها من فوائد
ويعود نورا مُستنيرا منيرا !
يَشِعُ .. فَيُضيء الكون من حوله .
~*~
قلبي بَحْر ..
فيه اللؤلؤ والمرجان ، وفيه الطحلب والأشواك
ألستُ بَشَراً ؟!
إذا لا عصمـة ، فلتقبليني يا رفيـقة ..
إن اخترت خوض غِمار البحر
فلا بُدّ من المرور على بعض الأشواك ، قبل أن تجني الألئ .
~*~
أنا البحر ..
مهما ألقى فيّ الخلق من فضلات وأساءوا
سأبقى أبدا صافيا .. قدوتي الصديق ، وذكراي أبدا :
"وليعفوا وليصفحوا ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم " ؟!
ألا تحبون ؟! .
~*~ ~*~ ~*~ ~*~ ~*~
هامش :
ليست هذه نفسي فأين أنا مما كتبت !
إنما هو تمثيل لما أتمنى الوصول إليه ولكل نفس تريد السمو ، وشيء كتبته لأرفع من همتي .. وأذكرها عهودها . غفر الله لي ولكم وأعاننا على مرضاته .