[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اطفال يلعبون لعبة الجلول الشعبية
كتب فارس الحباشنة :
غالب و مسيطر ، لعيب و الا "خريب " ، هكذا يمكن تلخيص صورة البرلمان الاردني . يتصور النواب أن هيئة مكافحة الفساد سحبت شرعية البرلمان في التحقيق بملفات الفساد ، و أن لجنة الحوار الوطني سحبت شرعيتهم في التحاور حول الملفات السياسية .
المخضرمون ببناء البرلمان يتصورون أن النواب يعرفون أن التزوير يلاحق شرعيتهم و الثقة الرسمية و الشعبية بهم، ادراك برلماني ينتزع حقيقة مواقف البرلمان من كل القضايا العامة التي يناقشها و يتداولها النواب ، لذا فهم يبحثون عن السيطرة و الغلبة ، عن الدور و الوظيفة ، عن حقيقة برلمان أخرج من الكهوف ليكون الجناح التشريعي لحكومة سمير الرفاعي وعلى مقاساتها في مواجهة قوى الاصلاح الوطني ، و ضد المختلفين مع الرفاعي .
حرم البرلمان الخروج عن طاعة الحكومة ومنح الرفاعي ثقة "111" و رأى نوابه أن منحهم للثقة رد مباشر للجميل و اعتراف للرفاعي ، وهذه شرعية التدخل و تزوير الانتخابات و لعبة الغالب و المغلوب ، و في قمة تطرفها السياسي المؤمن بالاحتواء الحكومي المطلق للبرلمان .
شرعية البرلمان التي يبحث عنها نوابه تكاد تكون لها وجه واحد ودائم وهو البحث عن دفء أحضان الحكومات و هو الوجه الذي يقوم على أقتناص السلطة غير الشرعية ، فالمتنقص يتسيد ، ولكنه يحتاج الى قناع سياسي للشرعية ، انه غالب ومسيطر وباحث عن دور و لديه اقنعة متعددة .
خلطة أدوار للبحث عن الشرعية ، تغطي قلوب النواب ، تمنحهم طراوة يعيشون عليها ، بينما الحكومة وحدها بعيدة عن اللمس ، وفي قداسة مطلقة ، تمرر غضبها على الشعب ، و تطحن منافسيها في استعراض كامل لديمقراطية مزيفه .
فالرئيسان المتقابلان في السلطتين التتنفيذية و التشريعية " البخيت و الفايز " يفرضان وجودهما ويمنحنان عطاياهما المتنفذة لمن يريدون ، و تتكسر كل الافكار و المشاريع التنويرية عند رغباتهما ، و يبقيا هما القويان أمام كل شيء .
الاستعراض بالديمقراطية و الاصلاح هنا أصبحا خطرا مربكا للمتفرجين وحدهم ، و الحكومة و النواب يتصرفون بعصبية و أنفلات للدفاع عن غلبتهما و سيطرتهما . صدم الاردنييون عندما خلعت الحكومة عن قناعها فجأة ، و عادت الى مركزها الصلب ، واستعادت بعض من رشاقتها عندما أخرجت من جرابها لعبها التقليدية ، مثل عدواتها للاسلاميين , محاولة البخيت رئيس الحكومة أن يطرح موقفا رصينا من ملف عودة اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في الاردن ، و الهوية الاردنية ، وجه خارجي صلب و قوي ، يعادل الوجه المتراخي و المتباطئ في الداخل .
تربك رشاقة الحكومة المتفرجين ، و خاصة هؤلاء من يتعاملون معها على أنها حكومة فريدة وحكومة حراثين وحكومة متميزة التشكيل و التكوين ، فالرئيس يتقن الحفاظ على موقعه و العودة اليه ، . لا يتطرّف إلا عندما يقترب أحد من «غلبته وسيطرته»، لكنّه يترك مساحة للعب والتسلية. هذه نظريته عن السياسة، لعب وتسلية، بعيداً عن أروقة الحكم والسلطة.