الصلاة عمود الدين
فيا من تركت الجمع والجماعات ، ويا من تسمع المنادي ، ينادي كل يوم وليلة خمس مرات ، يا من أنت في هوى وشهوات ، يا من أنت في ضياع وغفلات ، أما آن لك أن تستجيب لداعي الله في قلبك ، أما آن لك أن تقلع عن غيك وذنبك ، أما آن لك أن تعود إلى ربك ، فيا أيها العبد الضعيف ، يا أيها العبد الفقير إلى رحمة ربه ، كم تماديت ، وكم تعاليت على ربك ، وهو القوي شديد العقاب ، الذي له ملك السموات والأرض ، الغني عن طاعتك ، واعلم أن لله يمهل لك ويمد ، فأنقذ نفسك من النار ، ومن الخزي والبوار ، من الذي سيجادل عنك في قبرك ويوم أن تحشر وحدك ، أتركت الصلاة يائساً من رحمة الله ، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ، أم تركت الصلاة آمناً من مكر الله ، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون . أم هل ضمنت الجنة وأمنت من النار ، ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول : " والله ما أدري ما يفعل بي وأنا رسول الله " .
ألا فاعلموا أن مقام الصلاة عظيم ، وقدرها عند الله كبير ، ولهذا فرضها وشرعها من فوق سبع سماوات ، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وعموده الذي لا يقوم إلاّ به ، وهي الفارقة بين الإسلام والكفر ، والفاصلة بين الإيمان والشرك ، قال صلى الله عليه وسلم " بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة " وقال صلى الله عليه وسلم " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " ، وقال صلى الله عليه وسلم " خمس صلوات كتبهن الله على العبد في اليوم والليلة " . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوماً ، فقال : " من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاةً ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبي بن خلف " ، وإنما خصّ هؤلاء الأربعة لأنهم رؤوس الكفر ، فتارك الصلاة إماّ أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته أو تجارته ، فمن شغله عنها جمع المال وكسبه بأي طريق ومن أي مكان وتهاون في أمر الصلاة فهو مع قارون ، ومن شغله عنها ملكه وإدارته فهو مع فرعون ، ومن شغله عنها رياسته ووزارته فهو مع هامان ، ومن شغله عنها تجارته ومحلاته وعمله من أجل كسب المال وتهاون في أمر الصلاة فالنوم والعمل أفضل من الصلاة عنده فهو مع أُبي بن خلف وكل أولئك أئمة الكفر والطغيان . قال صلى الله عليه وسلم : " ولا تتركوا الصلاة عمداً فمن تركها عمداً متعمداً فقد خرج من الملة " .
إخوة الإيمان : إن الشيطان عدو البشرية جمعاء ، حريص كل الحرص على صرف المسلم عن هذه الصلاة ، لأن من انصرف عن صلاته فحتماً سينصرف عن بقية أحكام الشريعة .
وإنه والله لا دين لمن لا صلاة له ، ولا حظ له في الإسلام . ولا قدر له عند الله الملك العلام ، إن للشيطان حيلاً ماكرة يمكر بها على المسلم ، حتى يضيع عليه دينه فيقذفه في نار جهنم والعياذ بالله ، وله طرقاً عديدةً يحتال بها على ضِعاف الدين ، فإن استطاع أن يمنع المسلم من الصلاة بالكلية فإنه يبذل لذلك كل ممكن وكل مستحيل ، وإن لم يتمكن من منعه منها احتال عليه بمنعه من الصلاة مع الجماعة ، ثم منعه من أدائها في وقتها ، وأغراه بالتكاسل والتسويف ، فيُحرَمَ المسلم أجر الصلاة وتبقى عليه تبعة تأخيرها وعقوبة عمد ذلك فيها . إن الواقع المر ، والحاضر التعيس الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم شاهد على استحواذ الشيطان عليهم إلاّ من رحم الله منهم وعصم ، وإلاّ فالغالبية العظمى ، والكثرة الكاثرة من المسلمين تهاونوا في أمر الصلاة ، وتقاصروا عن أدائها في أوقاتها ، فما أصبرهم على النار ، إن حال المسلمين اليوم مع الصلاة حال محزنة وحال مخزية ، فقد خف ميزان الصلاة عندهم وتساهلوا في شأنها ، وصار التخلف عنها أمراً هيناً ، بل لا يلقى له بال ، : " رضوا بالحياة الدنيا من الآخرة ، فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلاّ قليل " .
عباد الله : إن البيوت والمحلات التجارية تلتصق بالمساجد وتجاورها من كل جهة وناحية ، ومع هذه النعمة العظيمة فلا يخرج منها إلى بيوت الله عز وجل إلاّ قلة قليلة ، وبعضها لا يحضر منها أحد ولا حول ولا قوة إلاّ بالله . والعجيب أن من يحضرون إلى الصلاة لا ينكرون على المتخلفين عنها ، فكم نرى من كثرة الناس في الأسواق والحدائق والمطاعم والملاهي وأمام الشاشات وعلى الأرصفة وفي الشوارع ، ولا نراهم في أشرف البقاع وأجلها ، لا نراهم في بيوت الله عز وجل ، فسبحان الله العظيم .. كيف تساهل أولئك الناس في أمور دينهم ، وغفلوا عن تحكيم شريعتهم ، وتركوا صلاتهم ، وشمروا إلى النار سواعدهم ، رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ، اتصفوا بصفات المنافقين التي وصفهم الله بها في كتابه العظيم بتكاسلهم عن صلاة الجماعة ، قال تعالى : " إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلاّ قليلاً " ، واستمع يا من
أيها الناس : صلاة الجماعة فرض عين ، تجب في حال الصحة والمرض ، تجب في حال الإقامة والسفر ، تجب في حال الأمن والخوف ، وفي ساحات الوغى والقتال ، فلقد أمر الله نبيه بالصلاة في حال الحرب ولم يعذره بتركها ، فكيف بمن يعيش في بيته وبين أهله آمناً من الخوف ، سالماً من العاهات ، صلاة الجماعة لا تسقط عن المسلم بحال ما دام عقله ثابتاً . ولو عذر في تركها أحد لكان العذر لمن يقاتلون الأعداء في ساحات القتال ، قال الله تعالى : " وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم " ولو كان هناك عذر للتخلف عن صلاة الجماعة لأعذر الأعمى في تركها ، فقد روى مسلم في صحيحه أن رجلاً أعمى قال : يا رسول الله ، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له ، فلماّ ولىّ دعاه فقال : " هل تسمع النداء ؟ قال : نعم ، قال : فأجب " وفي رواية قال : " لا أجد لك رخصة " . الله أكبر يا عباد الله لم يُرخص لذلك الضرير الأعمى ، بعيد الدار ، ولا قائد له ، والطريق إلى المسجد وعرة وكثيرة الهوام ، فما بالنا بمن أنعم الله عليه بشتى النعم ، نعمة البصر ، وإضاءة الطرق والأمن من الخوف ، والمركب الموصل إلى المسجد ، فما عذرك يا من تركت صلاة الجماعة ؟ وما حجتك أمام الله ؟ إن نعم الله عليك لا تعدّ ولا تُحصى ومن أجلها وأعظمها نعمة البصر التي بها ترى الطريق إلى بيوت الله عز وجل ، فماذا لو وضعت أعمالك في كفة ونعمة البصر في الأُخرى ، ثم رجحت نعمة البصر ، فيالها من خسارة عظيمة ونهاية مؤلمة .
أمة التوحيد : لما لم يعذر أحد بترك صلاة الجماعة علم بالضرورة وجوبها على الأعيان ، قال صلى الله عليه وسلم : " لقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام ، ثم آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأُحرق بيوتهم بالنار" ] متفق عليه [ . وعند الإمام أحمد قال صلى الله عليه وسلم : " لولا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء ، وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من سمع النداء بالصلاة فلم يأت فلا صلاة له إلاّ من عذر " وسُئل ابن عباس رضي الله عنهما ما العذر ؟ قال : مرض أو خوف . وقال صلى الله عليه وسلم : " ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلاّ استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " [ رواه أبو داود بإسناد حسن ] . فأين أنتم يا من تصلون في بيوتكم ، وتزعمون أنكم جماعة ، من أين حصلتم على هذه الفتوى ، وأنى لكم هذا العلم ، آلله أمركم بهذا أم على الله تفترون ، ما فائدة المساجد إذن ، أتظنون أن الله لا يعلم كثيراً مما تضمرون في نفوسكم ، ألم تسمعوا قول الله تعالى : " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال " ، ألم تسمعوا قول الله تعالى : " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين " ، وأين يركع الراكعون ، إنهم يركعون في بيوت الله ، طمعاً في رحمة الله ، وخوفاً من عقاب الله ، يقول ابن مسعود رضي الله عنه : " لو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ، لتركتم سنة نبيكم ، ولو أنكم تركتم سنة نبيكم لضللتم ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق " ، الله الله بالصلاة أيها الشباب ، أوصيكم ونفسي بالمحافظة عليها ، فلقد فرطتم كثيراً ، وتماديتم ملياً ، وعصيتم كثيراً ، ونمتم طويلاً ، وقد حان أوان العودة إلى الله تعالى ، فالأحداث اليوم لا تنبئ بخير ، والواقع اليوم خطير ، فإذا لم تعودوا إلى الله اليوم فمتى ستعودون ، فاحرصوا على الصلاة فهي مفتاح كل خير ، وهي السبيل الموصل لرضوان الله تعالى ، ومن تركها فقد قطع صلته بالله ، لأن تارك الصلاة لا يخلو من أمرين :
الأمر الأول / أن يتركها جاحداً لوجوبها : فهذا كافر بالإجماع .
الأمر الثاني / أن يتركها تهاوناً وكسلاً : فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر .
أيها الأخوة في الله : صلاة الفجر تلك الصلاة العظيمة المشهودة التي تشهدها ملائكة الليل والنهار ، تلك الصلاة التي فرط فيها كثير من المسلمين اليوم ، تلك الصلاة التي تئن المساجد من فقد المسلمين فيها ،.
صلاة الفجر هي الاختبار الحقيقي لقوة الإيمان ، هي المحك الرئيسي لحب الرحمن ، فأين أهل الفرش والأسرة عنها ، إنهم يغطون في نوم عميق والمنادي ينادي " الصلاة خير من النوم " ولسان حالهم يقول النوم خير من الصلاة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " [ رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني ] لقد آثروا النوم على الصلاة ، الله أمرهم بها فلم يذعنوا للأمر ولم يستيقنوا للخبر ، عصوا ربهم وتمردوا عن طاعته وعبادته ، واسمع يا من أحببت النوم على الصلاة ، اسمع يا من آثرت الفراش الوثير على بيوت الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق ، وإني انطلقت معهما ، وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم على رأسه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه ـ أي يفلق رأسه ـ فيتدهده الحجر ـ أي يتدحرج ـ فيأخذه ، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى " قال : قلت لهما : إني رأيت الليلة عجباً ، فما هذا الذي رأيت ، قالا لي : أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر ، فإنه الرجل ينام عن الصلاة المكتوبة " [ رواه البخاري ] ، فأين رجال التعليم ، وأين الآباء ، وأين الشباب ، وأين الآمهات ، وأين البنين والبنات ، عن هذا الحديث العظيم ، فهل يستوي من يمشي في الظلم إلى المساجد ومن هو نائم وراقد ، والله لا يستويان أبداً : " فريق في الجنة وفريق في السعير " قال صلى الله عليه وسلم : " ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما ـ من الأجر ـ لأتوهما ولو حبواً " [ متفق عليه ] ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال : " الصلاة على وقتها . . . " [ متفق عليه ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن صلحت ، فقد أفلح وأنجح ـ فاز وظفر بالمطلوب ـ وإن فسدت ، فقد خاب وخسر . . . " [ رواه الترمذي وقال حديث حسن ] ، فيا تاركاً لصلاة الفجر ، ويا مضيعاً لعظيم الأجر ، ألم تعلم أن الله شديد العقاب ، ألم تعلم أن عذاب الله أشد وأبقى ؟ فارحم نفسك من عذاب لا تموت فيه ولا تحيا ، ارحم ضعفك ، وتذكر سلطان الله عليك ، أترضى بالنار قراراً لك بدلاً من الجنة ، ورسوله وماتوا أيها الأخوة : كم هم الذين يتهاونون بصلاة الجمعة فلا يصلونها ظناً منهم بعدم وجوبها وتكاسلاً عن إتيانها بسبب السهر والنوم الطويل ، والله تعالى يقول : " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين " ] رواه مسلم [ . وقال صلى الله عليه وسلم : " من ترك ثلاث جُمع تهاوناً طبع الله على قلبه " ] رواه أحمد وأهل السنن [ . وقال صلى الله عليه وسلم : " لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم " [ رواه مسلم ] ، فالله الله أيها المسلمون بالمحافظة على الصلاة والاهتمام بها فهي الفارقة بين الإسلام والكفر والشرك ، قال ابن حزم ، جاء عن عمر بن الخطاب وعبدالرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم " أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمداً حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد " .
وهذه رسالة تعزية ومواساة ، أبعثها لكل من يتصدق في سبيل الله ، ولكل من يصوم ويجوع ، ولكل بار بوالديه ، ولكل رحيم بالمساكين ، ولكل من يحسن إلى الجار ، ولكل من يفعل الخير ، ويعين المسلمين على نوائب الدهر وهو تارك للصلاة ، أقدم له أحر التعازي في ضياع تلك الأعمال ، وذهابها سراباً بقيعة ، فلا تنفعه أعمال الخير كلها ما كان مضيعاً للصلاة مفرطاً فيها ، فإن سألت عن مصيرها في الدنيا فيجيبك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " إِنَّ اللَّه لا يَظْلِمُ مُؤْمِناً حَسَنَةً ، يُعْطَى بِهَا في الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا في الآخِرَة ، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلى الآخِرَة ، لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا " [ أخرجه مسلم ] ، فيا تارك الصلاة هذا هو مصير أعمالك في الدنيا ، وأما في الآخرة فيجيبك ربك سبحانه وتعالى بقوله : " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً " ، جهنم وحصب لها .
فيا تاركاً للصلاة أين أنت عن جموع المصلين من المسلمين ، وأين جبهتك من جباه الراكعين الساجدين ، وأين قلبك من قلوب الخائفين من ربهم والوجلين ، أما تستحي أن يطيع الله حيوان وجماد لا عقل له ، وتعصيه أنت بما كرمك الله من العقل ، أتسجد الحجارة والشجر والدواب لله تعالى ، وترفض ذلك أنت ، قال تعالى : " ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس " ، ألم يأن لقلبك أن يخشع لذكر الله وما نزل من الحق ، أما آن لنفسك أن تتذكر نعمت ربها عليها ، أما علمت أن الله خلقك لتعبده ، لا لتعصيه وتخالف أمره ، " ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً وله عذاب مهين " .
أيها الأخوة في الله : هناك أحكام دنيوية وأخروية تترتب على تارك الصلاة ، يجب على المسلم أن يأخذها بعين الإعتبار ، ومن هذه الأحكام :
1_ أن تارك الصلاة كافراً كفراً أكبر مُخرجاً من الملة .
2_ أن تارك الصلاة إذا مات لا يُغسل ولا يُكفن ولا يُصلّى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين .
3_ أن تارك الصلاة لا يُورث ولا يُوَرّث .
4_ أن تارك الصلاة تسقط ولايته على أبنائه .
5_ أن تارك الصلاة لا حق له في حضانة أولاده .
6_ أن تارك الصلاة لا يجوز تزويجه بمسلمة .
7_ أن تارك الصلاة إذا ذبح لا تحل ذبيحته لأنه كافر ، ولو ذبح يهودي أو نصراني لحلت ذبيحته .
8_ أن تارك الصلاة يُمنع من دخول مكة والمدينة لكفره .
9_ جاء في الأثر أن تارك الصلاة تلعنه اللقمة التي يأكلها والشربة التي يشربها فتقول لعنك الله تأكل من رزق الله ولا تؤدي حق الله .
10_ أن تارك الصلاة تكتنفه الهموم ، وتزداد عليه والغموم ويضيق عليه حاله ، ويفزع من نومه ، فلا يجد للحياة طعماً ، ولا راحةً ولا اطمئناناً ، لأنه بعيد عن الله تعالى الذي بذكره تطمئن القلوب .
11_ أن تارك الصلاة لا تجوز محادثته ولا مؤاكلته ولا مشاربته ، بل يجب بغضه والتضييق عليه حتى يعود إلى رشده ويقيم الصلاة ويحافظ عليها .
فيجب على أولياء الأمور من آباءٍ وأمهات وإخوانٍ وأخوات وجيرانٍ وجارات ، أن يجتهدوا في نصيحة تارك الصلاة والمتخلف عن الجماعة بشتى الوسائل والطرق ، ويجب أن يُنكر عليه فعله المشين وعمله القبيح ، فإن لم يستجب وجب رفع أمره إلى الهيئات والمحاكم . وويل للآباء والأولياء الذين يرون أبناءهم على ذلك المنكر العظيم ، فلا يحركون ساكناً ، بل ويجلسون معهم ، ويأكلون ويشربون معهم ، فلا ينصحون ولا يضربون ولا يهجرون ، قال صلى الله عليه وسلم " ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيته يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلاّ حرم الله عليه الجنة " . فتنبه يا ولي الأمر ، إنتبه لأبنائك وبناتك ونسائك ورغبهم في الصلاة وحذرهم من عاقبة تركها . فهل بعد هذا البيان من عذر للفتيات والفتيان ، والشباب والشيبان ، وهل بعد هذا الحديث من عذر للذكور والإناث . فما حجتك يا تارك الصلاة أمام الله ؟ ما جوابك إذا سئلت عن سبب تركك للجمع والجماعات فا الويل لك ان لم تجد الجواب ؟ ! فسارع الى صلاة الجماعة قبل فوات الآوان
قبل ان يأتيك الموت فتقول ربي ارجعون لعلي اعمل صالح فيما تركت فالويل لك إن لم توفق في العمل الصالح وصلاة الجماعة