المشاكل المعاصرة للأنسان واسبابها...
بالنسبة للكثير من الشباب فإن التوتر والإحباط والاكتئاب باتت من المشاعر الضرورية في الحياة حيث لا يكاد يوجد شاب لم ينتبه واحد أو أكثر من هذه المشاعر، ويميز المختصون بين الإحباط والحزن والاكتئاب كعاطفة وبين الاكتئاب كمرض عضو إذ أنه في الحالة الأولى يعتبر حالة نفسية تنشأ نتيجة فشل الإنسان في تحقيق رغباته. بينما يعتبر الحزن عاطفة إنسانية تواجه كل البشر في حال فقدان شخص عزيز مثلا. وتعرف كل المجتمعات حالة الحزن العابر الذي لا يعتبر مرضا بأي مقياس، لأن الإنسان يعود إلى توازنه النفسي بعد مدة من الزمن.
أما الاكتئاب فهو عاطفة سلبية تصيب الإنسان لأسباب عدة. فإذا كانت مصحوبة بأعراض مثل فقدان الحافز والحماس والشهية والسوداوية في الأفكار، يترتب على ذلك اكتئاب عضوي يترتب عليه خلل كيماوي في جسم الإنسان، ويحتاج هذا المرض البيولوجي إلى علاج بالعقاقير.
ويفيد تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن 25% من سكان العالم على الأقل أصيبوا بإحدى الاضطرابات النفسية في حياتهم في البلدان المتطورة والنامية، وأن نحو 121 مليون شخص يعانون حاليا من الاكتئاب. وتشير الكثير من البحوث والدراسات إلى أن معظم المشكلات النفسية التي يعاني منها الشباب سببها المشاكل التي يتعرض لها الشخص داخل المنزل. وتخص التقارير الشابات والأطفال وتعتبرهم اكثر المتضررين من هذه الظاهرة. والمشكلة في هذا الموضوع أن مجال الحديث عن مثل هذه الحوادث ليس مفتوحا بسبب الخجل أو الخوف من الشخص الذي يمارس هذا النوع من العنف المنزلي الذكوري سواء كان رب الأسرة أو أحد الأشقاء.
ومما يزيد من تعقد المشكلة أن الكثيرين يعتقدون أن زيارة الطبيب النفسي حكر على "المجانين"، أو أنهم يخجلون من الخضوع لفحص نفسي كي لا ينكشف الأمر في المجتمع. وتتجه نسبة متزايدة من الشباب إلى الإنترنت كوسيلة مفضلة للتحدث عن مشكلاتهم، ولتفرغ الضغوط النفسية التي تنوء بها قلوبهم، خصوصا أن الإنترنت توفر لهم وسيلة آمنة تحفظ لهم خصوصيتهم وتجنبهم الحرج حين يتحدثون عن مشكلاتهم الخاصة. كما توفر الصفحات الاجتماعية والنفسية لمستخدميها على الإنترنت إمكانية الحصول على الاستشارات المناسبة لحالاتهم إضافة إلى إرشادهم إلى الطرق الأفضل لحل مشكلاتهم، إلا أنها لا توفر علاجا جازما لهم.
إذا المنزل والعائلة مسئولان عن صحة الشاب النفسية، وذلك بتوفير جو من الاحترام والتقدير له، والاعتراف بشخصيته وعدم طمسها بالسلطة القاسية، وننصح بالمزيد من الحب في هذا العمر بالذات، لما له أثر كبير في إشباع حاجات الشاب النفسية، وعدم بحثه عن الحب خارج المنزل، واللجوء إلى طرق غير صحيحة للتعويض عن النقص العاطفي.