الولادة والعناية بالمولود
أولاً: الولادة الطبيعية :
وتنقسم هذه العملية عادة إلى ثلاثة مراحل مختلفة الأمد وفي أكثر الحالات تكون الولادة سهلة .
وتعتبر المرحلة الأولى ( مرحلة التحضير ) هي الأكثر تغييراً في الزمن وتكتمل عادة في 24 إلى 48 ساعة .
ويكون الحدث الرئيسي هو تموضع الجنين في قناة الولادة ويتم ذلك من خلال انقباضات الرحم المنتظمة التي تجبر العنق أن ينفتح .
أما المرحلة الثانية وهي إخراج الجنين فتعتبر الأكثر حرجاً من مراحل
الولادة وتكون عادة قصيرة الزمن في الجمال (30 إلى 90 دقيقة ) ، وتتميز
بالإنقباض البطني والرحمي العنيف الذي يسمح بإخراج الجنين وفي هذا الطور
يتم الشك بمعظم حالات عسر الولادة وتتمثل المرحلة الأخيرة في طرد المشيمة
والذي يكتمل خلال الساعات الثلاث الأولى عادة بعد الولادة .
ومن أجل الوصول إلى تفهم وتقييم أفضل لمراحل الولادة فإن هناك ثلاثة تعابير
تستخدم لوصف الوضع الجنيني خلال الولادة وهي : المجيء ( ويقصد به وضع
الجنين في الرحم عند المخاض ) والوضعية ثم الموقع .
ويصف المجيء حالة المحور الظهري للجنين بالنسبة للأم وأيضاً جزء الجنين
المتواجد في مستوى قناة الولادة وبذلك فإن المجيء قد يكون أحد الحالات
التالية :
1- طولي أمامي : يكون فيه المحور الظهري للجنين والأم في نفس الاتجاه ويكون الجزء الموجود أو هو الرأس والأرجل الأمامية .
2- عجزي طولي : يكون المحور الظهري للجنين والأم في نفس الاتجاه ، ولكن الجزء الموجود هو الأرجل الخلفية .
3- بطني مقلوب : يكون فيه المحور الظهري للجنين عمودياً لمحور الأم ، وبطن الجنين هو الموجود في قناة الحوض .
4- ظهري مقلوب : يكون فيه المحور الظهري للجنين عمودياً مع محور الأم ، والظهر هو الموجود في قناة الحوض .
ويمكن تميز موقع الجنين من خلال التعرف على أجزاء محددة أو على الجنين نفسه
( كاهل ، رأس ، حوض ) بالنسبة إلى المكونات المختلفة لقناة ولادة الأم (
الحرقفة و العجز والعانة ) ، وباستخدام هذه المعايير فإن المواقع المحتملة
هي :
1- عجزي ظهري : يكون فيه ظهر الجنين على صف واحد مع عجز الأم ، وهو وضع محتمل عندما يكون الجنين في مجيء طولي أمامي .
2- ظهري حرقفي أيسر أو أيمن : يكون فيه ظهر الجنين مقابل للحرقفه اليمنى أو اليسرى .
3- قطني عجزي : ويكون فيه الجزء القطني للجنين مواجهاً لعجز الأم .
4- قطني حرقفي : ويكون فيه الجزء القطني للجنين مواجهاً لحرقفة الأم .
5- قطني عاني : ويكون فيه الجزء القطني للجنين مواجهاً لعانة الأم أما
وضعية الجنين فإنها تصف موقع الرأس والأطراف ورقبة الجنين بالنسبة لجسمه
ويمكن للرأس والرقبة أن يمتدا أو ينقسما بشكل جانبي أو بطني أو ظهري ،
وتمتد الأطراف أو تنثني بدرجات مختلفة فوق أو تحت الجنين .
ثانياً: عسر الولادة :يعرف عسر الولادة بأنه التطور الشاذ لعملية الولادة وتكون هذه الحالة في
النوق منخفضة جداً وقد لوحظ عسر الولادة في 16 من نوق السنام الواحد بنسبة
6ر4% من 350 ولادة . وفي أكثر الحالات يحدث التدخل خلال المرحلة الثانية
من الولادة بعد ملاحظة فشل الترتيب الطبيعي للمرحلة الأولى .
(1) تشخيص عسر الولادة : يعتبر التشخيص المبكر لعسر الولادة هاماً لأنه قد يتطور بشكل سريع إلى حالة
حرجة تعرض حياة كل من الجنين والأم للخطر ، ويتم الشك بأغلب حالات عسر
الولادة من قبل المالك ولذلك فمن الضروري أن يكون مدرباً على التعرف على
علامات الولادة الشاذة ومتى يطلب المساعدة البيطرية ، وليس هناك بديل من
المراقبة المتكررة للإناث قبل الولادة من أجل الكشف المبكر عن مضاعفات
الولادة ، ويعني ذلك أن موعد الاستحقاق ( تاريخ التلقيح ) معروف وأن المالك
أو الراعي على دراية بالعلامات المحذرة للولادة والوضع الطبيعي للولادة
بما في ذلك مدة كل حالة ويعتبر عدم معرفة التاريخ الدقيق للتلقيح المشكلة
الأكثر شيوعاً عند التعامل مع حالة مخاض لدى الناقة في الحقل ويعتبر تطور
الطرق الموثوقه المستندة على التغيرات الكيماوية الحيوية في الإفراز الثديي
مثل تلك المستعملة في الأفراس مفيداً جداً لإدارة الولادة في النوق ولا
يمكن اكتساب الخبرة في التعرف على عسر الولادة ومعالجته إلا من خلال
الملاحظة الدقيقة لبضع ولادات ولذلك فإن العديد ممن يمتلكون حيوانا واحد أو
اثنين فقط تنقصهم دائماً الخبرة اللازمة للتعامل مع الولادة وفي الأفراس
يمكن أن تتم مراقبة الولادة في الحيوان الثمين باستخدام وسائل إلكترونية
مثل دائرة فيديو مغلقة أو أجهزة يمكن أن تكشف تمدد شفري الفرج ونحن ندرس
في الوقت الحاضر الوسائل الإلكترونية لمراقبة الولادات في نوق السنام
الواحد استناداً على تلك التقنيات .
(أ) علامات عسر الولادة :يمكن أن يحدث عسر الولادة في أي وقت خلال أطوار الولادة ، وأكثر العلامات
أهمية في المدة المتزايدة لمراحل العمل ويجب أن يشك بوجود عسر الولادة إذا
تجاوزت المرحلة الأولى أو الثانية من الولادة مدة ست ساعات وساعتين على
التوالي ، بالإضافة إلى هذه المدة الزائدة من الولادة فإن الأم قد تظهر
علامات الكآبة مع تكرار التناوب ما بين وضع الوقوف والجلوس والتحرك المتكرر
من جانب لآخر بالإضافة إلى الإجهاد المفرط كما أن العديد من النوق تصاب
بإسهال مفرط وتصدر أصواتاً متكررة في حالة عسر الولادة.
(ب) فحص حالة المخاض :يجب أن يكون فحص حالة المخاض أمراً روتينياً مع كل الحيوانات التي تظهر
عليها علامات المرحلة الأولى من الولادة ولذلك فيجب أن يتم الاحتفاظ بسجل
كامل عن السوابق الخاصة بالحيوان قبل المضي في الفحوصات ، ويجب أن يتضمن
هذا السجل العمر وعدد وحالة الولادات الطبيعية السابقة و التاريخ الدقيق
للتلقيح والعلامات التي توحي ببداية الولادة ( مثل الانعزال عن القطيع
والابتعاد عن الطعام ) ومن المهم جداً التأكد بأن االناقة ليست في حالة
إجهاض بدلاً من الولادة فمن النادر أن يترافق الإجهاض مع عسر الولادة لأن
الجنين أصغر .
ويجب فحص أي ناقة تظهر علامات الكآبة أو تزداد مدة ولادتها بهدف تحديد موقع
الجنين وتموضعه وطريقة خروجه ويتم إجراء هذا الامتحان بشكل مثالي على
الحيوان في وضع الوقوف ، وعلى أية حال ففي أكثر حالات الولادة في الحقول ،
خصوصاً في نوق السنام الواحد والسنامين فإن ذلك غير ممكن ويجب فحص الحيوان
بعد ربطه في موقع الجلوس , ويجب أن يتم فحص الجمال التي تكون في حالة مخاض
بعناية متعددة لئلا ينتج عن ذلك إصابات في قناة الولادة أو المستقيم بسبب
رد الفعل الطبيعي للأنثى نتيجة الجهود الطاردة خلال المعالجة ويجب أن يلف
الذيل ويربط إلى جانب ، وفي الناقة نبدأ الفحص بجس المستقيم وهذا الأمر
مفيد جداً لتشخيص الالتواء الرحمي ، وهذا الجس يسمح أيضا بتفريغ المستقيم
من المواد البرازية وتقييم الإنكماش الرحمي .
ويتم إستكمال الفحص بالجس المهبلي ، فبعد التنظيف الشامل للمنطقة الشرجية
بالماء والمطهر المعتدل يتم إدخال اليد في المهبل بعد تزييتها وتطهيرها
ويجب كذلك فحص قناة الولادة لمعرفة وجود أي التواء رحمي أو آفات في فحوصات
سابقة أو إصابات كما يتم تقييم حجم وتوسع القناة الحوضية فإن كان العنق
مفتوحاً ويمكن الوصول للجنين يتم تقييم قابلية ولادته من خلال رد فعله عند
قرص أصابع قدمه أو بالدفع بلطف على العين أو بسحب اللسان في الوضع الخلفي
أو بإدخال إصبع في الشرج في الوضع العجزي ويمكن أيضاً معرفة قابلية نجاح
ولادة الجنين بواسطة النبض في الحبل السري إن إمكن الوصول إليه إن كان
العنق مغلقاً فإن قابلية نجاح ولادة الجنين يمكن أن تقيم من خلال حركته بعد
الجس المباشر أو بواسطة جس الحبل السري من الشرايين الرحمية ويحتمل أن
يكون فحص ومعالجة الولادة صعباً جداً إذا كانت قناة الولادة صغيرة جداً أو
إذا كانت يد المشرف على الولادة كبيرة جداً ويجب أن تكون نتائج الفحص
قادرة على تحديد وضعية وموقع وقابلية نجاحه وتحديد مسار العمل الذي يجب أن
يأخذه
لمتابعه الموضوع حمل الملف من على الرابط الملف عباره عن ملف PDF مع الصور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]