الْقُبَّعَه
تِلْك الَّتِي تُخْفِي
عَن انْظَارِنا الْسِّر الْخَطِيْر
فْكِيْرا مِنَّا مَن يَرْتَدِي الْقُبَّعَه
وَتُخْفِي وَرَائِهَا الْكَثِير مِن الْاسْرَار
وَكَثِيْرا مِن الْعُيُوب
وَيُخْرِج لِلِعَامِه يَتَبَاهَا بِنَفْسِه
وَيَصْنَع مِن حَوْلِه اطَار مِن الْغُرُوْر
وَالبَهَرَجّه الزَّائِفَه
لِيُخْدَع بِهَا الْاخِرِين
وَيُسَيِّر هُو وَتَسِيْر الْايّام
وَالاعْجَاب يَزِيْد مِن حَوْلِه
وَكُل يَوْم يَكْبُر مَكَانَتا بَيْن الْنَّاس
فَهُنَاك مَن يَحْتَرِمُه وَيُقَدِّرُه
وَهُنَاك مَن يَكْرَهُه وَيَغَار مِنْه
انَهَا الْدُّنْيَا هَكَذَا يَعِيْش الْبَشَر
وَالقُبَعَه تُخْفِي تَحْتَهَا الْسِّر الْخَطِيْر
لَم يُفَكِّر احَد بِالقُبَعَه الَّتِي عَلَى رَاسِه
مَاذَا تُخْفِي عَن الْاخِرِين
الالام وَالْصَّرَخَات حَبَسَتْهَا
الْدُّمُوْع كَذَلِك حَبَسَتْهَا
مَشَاعِرِي سَجَنَتْهَا
احْاسِيْسِي مَزَّقَتْهَا
حَتَّى نَبَضَات حُبّي اسْكْتِهَا
هَكَذَا انَا وَهَكَذَا الْاخِرِين
وَالقُبَعَه تُخْفِي تَحْتَهَا الْسِّر الْخَطِيْر
مَرَّت بِنَا الْايّام نُّقَاتِل مِن اجْل ان نَعِيْش
وَمَرّت بِنَا الْايّام نُحَاوِل ان نَمْسَح بِايْدِيْنَا
مَا زَرَعَه ابَائِنَا وَاجْدَادِنَا
الَا ان الْوَشَم لَا تَمْحُوَه الْسِنِيْن
لِمَاذَا هَل الْدِّمَاء الْتِي تَجْرِي بِعُرُوُقَي
لَيْسَت كَدِمَاء الْاخِرِين
هَل هِي عَارِا ام هَل هِي وَبَاء يَجِب الْتَخَلَّص مِنْه
وَالقُبَعَه تُخْفِي تَحْتَهَا الْسِّر الْخَطِيْر
لِمَاذَا لَزُرَعَت وَرْدَة حَمْرَاء
بِتُرَاب غَيْر تُرَابِي يُتِم رَفَضَهَا
لِمَاذَا عِنَدَمّا ابْنِي بَيْتا بِارْضا غَيْر ارْضَي يُتِم هَدَمَهَا
لِمَاذَا الْدُّمُوْع الَّتِي تَسِيْر عَلَى خَدَّي
لَيْس لَهَا اي مَعْنَى
وَدُمُوْع الْاخِرِين كُل الْمَعَانِي بِهَا
وَالقُبَعَه تُخْفِي تَحْتَهَا الْسِّر الْخَطِيْر
وَمَرّت الْايّام وَمَرّت الْسِّنِيْن
وَانَا احَاوِل ان اعِيْش مِثْل الْاخِرِين
فَانّا هَيْكَل انْسَان
وَهَل لِهَذَا الْهَيْكَل الْحَق بَان يَعِيْش
هَبَّت عَلَى صَوْمَعَتِي نَسَمَات عِطْرِيَّه
حَمَلَت مَعَهَا بِذْرَة سَقَطَت بِأَرْضِي
حَمَّلْتَها وَزَرَعْتُهَا وَاسَقَيَّتِهَا
مِن قَطَرَات دُمُوْعِي
مِن قَطَرَات دَمِي
وَنَبَتَت وَخَرَجْت اجَمَل وَرْدَة حَمْرَاء مُخْمَلِيَّه
عَشِقْتُهَا احُبُبُتُهُا
فَهِي مِن جَعَلْت صَوْمَعَتِي جَنَّة خَضْرَاء
وَهِي مِن عَطَّرْت اجْوَائِي بِاجْمَل عُطُورِهَا
وَفِي لَحْظَة هَاجَمَتْنِي كُل الْوُرُوّد وَالْازْهَار
وَحَتَّى الْاشْجَار هَاجَمَتْنِي
وَنَبَذْتِنِي وِانْكَرِت وَاسْتَغْرَبَت
كَيْف لِهَذِه الْوَرْدَة ان تَنْبُت فِي تُرَابِي
فَتْرَابِي نَكْرَه
وَدُمُوْعِي نَكْرَه
وَدِمَائِي كَذَلِك نَكْرَه
هَكَذَا هِي الْحَيَاة
وَهَذِه هِي الْحَقِيقَه
وَالقُبَعَه تُخْفِي تَحْتَهَا الْسِّر الْخَطِيْر
الَا انّي عُشْقِي وَحُبِّي لِلْوَرْدَة الْحَمْرَاء الْمِخْمَلِيَه
لَم وَلَن يَمُوْت سَوْف يَبْقَى بِقَلْبِي
احْيَا بِه مَا دُمْت عَلَى وَجْه الْبَسْيطَه
احِبُّها
اعْشِقُها
اهِيَم بِهَا
اقْدِس الْتُّرَاب تَحْت قَدَمَيْهَا
فَهِي بِالْنِّسْبَة لِي
هِي الْقِدِّيْسِه
وَمَن اجَلْها رُفِعَت عَن رّاسِي
وَكَشَفَت لَهَا الْسِّر الْخَطِيْر
بِقَلَم
صَدِيْق الْارْجَوِحة
امَجْد الخْرِيْشا