فالقلب يهوى ما يشاء وطبعه
طبع التقلُّب في سياق تسرُّعِ
هو مضغة الإنسان طابت بالتقى
بسلوك قلب للمهيمن طَيِّعِ
قلبٍ منيبٍ تائبٍ مستغفرٍ
نَضْرٍ .. رقيقٍ . . خاشعٍ مُتَضَرِّعِ
وكذا يسوء بما يسيء .. بعشقه
نار الفتون تشب بين الأضلعِ
ويقيم فيها باتصال تلهّف
بغرام صَبٍّ بالصبابة مُولَعِ
هو ثوبنا الملبوس شع بريقُه
ببياض ثوب باللباسِ الأنصعِ
أو ثوبنا المنكوب يُنْكَتُ نَكْتَةً
سوداء سادت بافتقار مدقعِ
قلبٌ ملولٌ إن يُرَوَّح ساعة
يصغي .. يعود لصفوه المتربِّعِ
فالقلبُ عضو كالصنوبر سمته
بالصدر يسكن في كريم الموضعِ
بالصدر إسلامٌ وحفظٌ ذاكرٌ
ومجالُ وسواس بهمس موجعِ
بالقلب إيمانٌ .. تعقُّل .. سمعنا
وبصيرة تودي لخير تورُّعِ
وشغاف قلبٍ موضع لمحبة
للخلق نعشقهم برغم تنَوُّعِ
وكذا الفؤاد برؤية الحق الذي
نسمو به نحو العلاء الأرفعِ
وعلوم دين بالسويداء التي
ضاءت بدين للبديع المبدعِ
وبمهجة القلب التجلّي أشرقت
بصفات نور مُفَرِّقٍ وَمُجَمِّعِِ
ومحبة الحقِّ العَلِيِّ بحَبَّةٍ
للقلب ربي ذي الجلال الْمُوسِعِ
تلك المراتب سبعة لقلوبنا
طبْقات ترتيب بنبض مُسْمِعِ
فيه الترَّقي في المراقي بالهدي
بتقى النبيه العبقري اللوذعي
يمتاز بالقلب الصدوق ويعتلي
بالعلم ذروة مستفيد ألمعي
يحيا سعيدا ذا لُبَابٍ ثاقب
بالخير في دأب برهف تَسَمُّعِ
يمتاز بالحسنى .. سجايا ذاته
تشتاق للبر الطهور الْمُنْجِعِ
ويقوم منتصبا بطاعة ربه
متبتلا قبل ابتداء المهجعِ
راجت تجارتُه بسوق حياته
برباح فوز بالصلاح مُنَوَّعِِ
ويكون مقياسا لقلب راشد
بمحاسن شتى لهدي مُشَفعِ
ويعيش عيشته كريما مسعدا
فذا بهيئة خاشع مترفِّعِ
أكرم به قلب الكرام براحة
يحيا برتع في بهيج المرتعِ
أنعم بها تلك القلوب بحسنها
وجمالها في بهجة المستمتعِ
أحبب بها زانت صدورا بالصفا
بين الخلائق بالنهى المستجمعِ
أما الذي همل التأدب بالضيا
والبر .. يهوي بالهوان المفجعِ
ويعيش محتار الفؤاد مشتتا
بين المصائب بالعناء المفزعِ
وينال عاجلة اشتهاء كلما
عنَّت يهم بالاستباق الْمُقْرعِ
ويسير سير المستهام بلذة
بخطى المهانة في طريق مضيِّعِ
بارت تجارتُه بسوق حياته
وثوى حسيرا باحتقان توجُّعِ
تلك القلوبُ تحجَّرت أهدابها
أوصالها عجت بفكر تَمَيُّعِ
صدئت وتحتاج الجلاءَ مجددا
بجلاء توبتها بسعي المسرعِ
يا ويح أقفال القلوب إذا هوت
تخوي بصفصفها بقاع بَلْقَعِ
بئس القلوب إذا تخلت عن هدى
بئس الخوافق في رهيب تَمَزُّعِِ
تمضي بمضمار الذنوب بنهمها
دون ادكار أو قليل تَمَنُّعِ
تختل بالأدواء .. تعتم .. تقتدي
بالإفك في خسر بشر تقوقعِ
يا خبث شيطان القلوب يمصها
مصا بأخبث راضع أو مرضعِ
فعدونا الملعون يفتك خفية
بالقلب في مكر الكذوب المُدَّعي
فاعلم لقلبك كنهه ومرامه
كي ما تكون بالارتقاء الأروعِ
وتجنّب الأهواء تطغى طالما
حلت بقلب بالبلاءِ مُرَوَّعِ
صاحب فؤادك راشدا مستذكرا
بذكاء يقظة نابه متوقعِ
بالحبِّ بالشوق الطهور قلوبنا
تشدو كطير في جميل الأفرعِ
بغديرها التحنان وِرْدَا رائقا
بصفاء نبع بالمحبة مُرْتَعِ
بالحب ترتفع القلوب لذروة
فيحاء في حسن بعذب ترعرعِ
يا سمع آذان القلوب تسمعي
قولي وكوني بارتقاءات معي
إني سأجعل من قصيدي مرتعا
للحب هيا فاستجيبي وارتعي !