اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 بحث عن منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
theredrose

theredrose



بحث عن منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل Empty
مُساهمةموضوع: بحث عن منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل   بحث عن منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل Icon-new-badge28/4/2011, 16:07

منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل

تمهيد :
ليس علم تصنيف العلوم علماً وصفياً صرفاً . يكتفي بإحصاء ما هو كائن من المعرفة البشرية ، ويعقبها بالترتيب بعديا ليقدمها تقريرا للناس يصف ما كان ليبني عليها ما يكون في نطاق التدرج المعرفي الإنساني العام ، بل إن هذا العلم يحمل في ظاهره الوصفي التقريري غاية معيارية تتمثل في اتخاذه من وصف ما كان في واقع العلوم بناء لما ينبغي أن يكون في توجهات العقل إلي مواضيع المعرفة سواء على مستوى تربوي بالإرشاد إلي كيفية‌ استيعاب العلوم وتمثلها ، أو على مستوى إبداعي بالتوجيه إلي المستجد من مناطات الاستكشاف العقلي بحسب ما يقتضيه تقدم الحياة الإنسانية .
ولذلك فإن هذا العلم أشبه التاريخ في مظهره الوصفي لما هو واقع في حقل المعرفة الإنسانية ‌من جهة ، وأشبه المنطق في تحديده لما ينبغي أن يجري عليه العقل فيها من جهة أخري ، حتى إنه سمي « بمنطق العلوم » فكان علما وصفيا معياريا في نفس الآن .
إلا أن هذه الوصفية التي أشبه بها التاريخ ، وهذه المعيارية التي أشبه بها المنطق لم تكونا لتجعلا منه علما موضوعيا مثل علم التاريخ وعلم المنطق ؛ ذلك لأن غايته المعيارية ليست بقضايا العقل الفطرية كما هو الحال في المنطق وسائر العلوم الموضوعية الأخرى ، بل هي متقومة‌ بالموقف الوجودي للإنسان فيما يراه من حقيقة الوجود وموقعه هو ذاته من تلك الحقيقة ، ليصوغ من تصنيف العلوم منهاجا يتناسب مع ذلك الموقف ،‌ويخدم المآل الذي يرسمه الإنسان لنفسه فيه .
ولذلك فإن هذا العلم يحمل عبر تاريخه في طيات مسحته الإحصائية‌ الوصفية أبعادا أيديولوجية عقدية ، كما ظل يعكس الخصائص الفكرية والثقافية للبيئات التي تحتضنه ، والأعلام الذي عرفوا بالتأليف فيه ، خاصة عندما يتعلق الأمر بطور من أطوار التجديد [1] ؟ بل إن الصفة المنطقية التي يتصف بها هذا العلم ترشحه لأن يكون في مضمار الكشف عن الخصائص الفكرية الثقافية لمن تعاطي البحث والتأليف فيه مادة ممتازة‌ لتبين تلك الخصائص والميزات وشرحها وتحليلها ،‌وذلك بما ممتازة لتبين تلك الخصائص والميزات وشرحها وتحليلها ،‌وذلك بما هو رسم منهجي لما ينبغي أن تؤول إليه المعرفة ‌الإنسانية ، الأمر الذي يجعله تعبيرا شبه مباشر عن خصائص فكرية ثقافية‌ باعتبار أن الثقافة تعني منهجية الإنسان تحقيق حياته العقلية والعملية [2] ، والفكر يعني حركة العقل في عملية المعرفة للوصول إلي الحقيقة [3] .
إنه هذه المعاني تبدو واضحة في ذلك التصنيف للعلوم المأثور عن أرسطو ، والذي يعتبر أنضج تفسير في الفكر الفلسفي القديم ، كما أنه يعتبر التصنيف الذي ظل موجها للفكر التصنيفي بعده قرونا طويلة ‌من الزمن في ظل التوجيه العام الذي كان للفكر الأرسطي على وجه العموم .
لقد قسم أرسطو العلوم إلي قسمين رئيسيين . يندرج تحت كل منهما جملة من العلوم الفرعية على النحو التالي :
1- 1- علم نظري . غايته مجرد المعرفة ، وينقسم إلي ثلاثة أقسام وهي :
(أ) علم ما بعد الطبيعة أو الفلسفة الأولي ، أو العلم الإلهي ، وهو بحث في الوجود المطلق .
(ب) العلم الرياضي ، وهو البحث في الوجود من حيث هو مقدار وعدد .
(جـ) العلم الطبيعي ، وهو البحث في الوجود من حيث هو محسوس متحرك .
2- 2- علم عملي ، وغايته المعرفة لأجل تدبير الأفعال الإنسانية . وهو أربع شعب :
(أ‌) (أ‌) علم الأخلاق
(ب‌) (ب‌) علم تدبير
(ت‌) (ت‌) علم السياسية
(ث‌) (ث‌) الفن والشعر
أما المنطق فإنه غير داخل في هذا التقسيم ، لأن موضوعة ذهني ، ‌وهو آلة للعلو كلها [4] .
إن هذا التقسيم الأرسطي يمتزج فيه وصف العلوم التي كانت على عهد أرسطو الذاتي لما ينبغي أن تنتهجه المعرفة الإنسانية ‌بناء على فلسفته في بنية الوجود التي تترتب فيها الموجودات ترتيبا شرقيا متنازلا من أكثرها تجريدا إلي أكثرها اتصالا بالمادة ، وهو ما يحكي تلك الصورة المأثورة عن أرسطو في تدريجه للموجودات الكونية درجات : أعلاها المحرك الأول الواجب الوجود ، وأدناها الكائنات التي لا أعضاء لها الشبيهة بالهيولي ، مرورا بعالم ما فوق فلك القمر الذي يشمل الكواكب التي لا ينالها الكون والفساد ، ثم بعالم ما تحته الذي يشمل ما يناله الكون والفساد لاختلاطه بالمادة [5] .
كما أنه يعكس خاصية البنية الفكرية التي ميزت العقلية اليونانية على وجه العموم ، وهي خاصية التجريد كما تبدو في الفصل بين العلوم على أساس نسبتها من التجريد وإناطة الشرف والإجلال بها على ذلك الاعتبار . وكما تبدو أيضا في انبناء‌ هيكلية التقسيم بحسب تصور نظري مجرد تابع لصورة الوجود في الذهن ، أكثر من انبنائها على لواقع المعرفة الإنسانية وما أثمرته من علوم .
كما أن هذا التقسيم يعكس أيضا خاصية المفاضلة والمباعدة في الفكر الأرسطي . فالعلم النظري كأنما هو مفاصل تماما للعلوم النظرية ، فإن غايته هي المعرفة فحسب ، وليس له من مدخل في العمل السلوكي ،‌إذ المعرفة بالتعقل غاية في حد ذاتها بل هي أشرف غايات الإنسان ، وكأنما الإنسان يعيش ثنائية ذات طرفين متدابرين متقاطعين : التعقل الذي يشده إلي عالم المجردات ،‌والعمل الذي يشده إلي عالم المحسوسات . ولعل هذه الخاصية تعتبر هي بدورها تظهيرا للتصور الوجودي لأرسطو حيث واجب الوجود عنده حرك العالم ثم تركه يتحرك وأصبح عنه بعيدا لا يتدخل في شؤونه حتى على سبيل العلم به إلا أن يكون علما بالكليات .
على هذا النحو من التفاعل بين علم تصنيف العلوم وبين مقومات التصور الوجودي ، والخصائص الثقافية للمصنفين نجد سائر التصنيفات التي وصلتنا من نتائج أزمنة مختلفة وأعلام متعددين ، فماذا كان الأمر بالنسبة لتصنيف العلوم عند المسلمين من حيث علاقة ذلك التصنيف بما أحدثه لتصنيف العلوم عند المسلمين من حيث علاقة ذلك التصنيف بما أحدثه عنصر التدين بالإسلام في عقول المسلمين من تصور للوجود ولدور الإنسان فيه ، وماذا أبرز من خصائص فكرية ثقافية متميزة ؟
I- I- علم تصنيف العلوم عند المسلمين :
لم يحظ علم تصنيف العلوم عند المسلمين بما يليق به من الدراسة والتحليل ،‌سواء من قبل الدراسين المسلمين أنفسهم ، أو من قبل الدراسين عامة ،‌فالمسلمون يندرج ضعف اهتمامهم بدراسة هذا العلم ضمن ضعف اهتمامهم بالعلوم المنهجية عامة . وأما عامة الدراسين فإن أغلب دراساتهم في تصنيف لتنقل من التقسيم القديم المتأثر بتقسيم أرسطو إلي تصنيف روجر بيكون ( 1214-1268 )Roger Bacon وفرانسيس بيكون ( (1625-1561) Francis Bacon .
1- 1- أهم المؤلفات في هذا العلم :
ويقابل هذا الضعف العلوم عند المسلمين وفرة في الإنتاج من قبلهم فيه ، وثراء في المحتوي ، وجدة وابتكارا في البناء التصنيفي ، مما يخرج من أن يكون مشاركة عابرة في هذا العلم ، ويمثل بحق مدرسة إسلامية في تصنيف العلوم ، وهو ما تضمنته مجموعة واسعة من المؤلفات عبر أزمة متتالية تمحض بعضها لتصنيف العلوم خاصة ، واشتمل البعض الآخر على عادة المسلمين القديمة في التأليف الموسوعي . وإذا كان تتبع ما ألفه المسلمون في هذا الغرض تتبعا إحصائيا كاملا غير ميسور في هذا المقام فإننا نعرض فيما يلي لائحة بأهم ما وصلنا من مؤلفات إسلامية في تصنيف العلوم منفردة أو مشتركة ، مما نقدر أنه كان له إسهام في إنضاج هذا الفن من فنون المعرفة ، وأنه يمكن الدارس من تبين خصائص الفكر الإسلامي في التصنيف ،‌وأنه يمكن الدارس من تبين خصائص الفكر الإسلامي في التصنيف ، وميزاته فيه . وسنورد هذه اللائحة في نسق تاريخي على النحو التالي :
1- 1- « إحصاء العلوم » للفارابي ( أبي نصر محمد بن محمد ، ت 339 هـ ) .
2- 2- « رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا » ( منتصف القرن 4 هـ ) .
3- 3- « مفاتيح العلوم » للخوارزمي ( محمد بن أحمد بن يوسف ،‌ت 386 هـ ) .
4- 4- « الفهرست » لا بن النديم ( محمد بن إسحاق ،‌ت 438 هـ ) .
5- 5- رسالة « أقسام العلوم العقلية » لا بن سينا ( ت 428 هـ ) .
6- 6- رسالة « مراتب العلوم » لا بن حزم ( ت 456 هـ ) .
7- 7- « طبقات العلوم » للأبيوري ( أبي المظفر محمد بن أحمد ، ت 507 هـ ) .
8- 8- « المقدمة » لا بن خلدون ( ت 808 هـ ) .
9- 9- « مفتاح السعادة‌ ومصباح السيادة في موضوعات العلوم » لطاش كبرى زاده ،‌( ت 968 هـ ) .
10-« كشف الظنون عن أسامي الكبت والفنون » لحاجي خليفة ، ( ت 1067 هـ ) .
10- 10- « كشاف اصطلاحات العلوم » للتهانوي ( محمد بن علي ، ت بعد 1158 هـ ) .
11- 11- « أبجد العلوم » لصديق بن حسن القنوجي ( ت 1307 هـ / 1889 م ) [6].
وليست هذه المؤلفات متساوية‌ في قيمتها التصنيفية ، ولا في تمثيلها لخصائص الفكر الإسلامي الأصلية كما سيظهر بعد حين ،‌ولكنها تبين العناية المستمرة من قبل المسلمين بهذا العلم ،‌والإنضاج المطرد لشكله ومحتواه تمشيا في ذلك مع واقع العلوم الإسلامية في تناميها وتوسعها وتفرعها .
وإذا ما تجاوزنا ما أثر عن أبي يوسف يعقوب الكندي ( ت 252 هـ / 868 م ) من محاولة متواضعة لتصنيف العلوم [7] ، فإننا نجد الفارابي ينهض بعمل تصنيفي رائد في نطاق الفكر الإسلامي حتى ليعتبر عمله ذاك أقرب إلي الفطرة منه إلي التدرج الطبيعي المتنامي إذا ما نظرنا إليه في نطاق ذلك الفكر ، وإذا ما وجدنا لهذه الطفرة تفسيرا في تأثر الفارابي في تصنيفه بالحصيلة التصنيفية الموروثة عن أرسطو ،‌والتي بلغ عمرها ما ينيف عن الألف عام ، فإننا نجد في نفس الآن تصنيفات أخرى متأثرة بالموروث الأرسطي ، وهي متأخرة زمنيا على الفارابي ، ولكنها من حيث قيمتها التصنيفية تنقص كثيرا عن تصنيف الفارابي ، وهو ما يصح في حق كل من تصنيف ابن سينا وإخوان صفا .
وإذا ما انتقلنا إلي ابن النديم فإننا نجد بداية المحاولة ‌التصنيفية النابعة من واقع الفكر الإسلامي في غير تأثر يذكر بثقافات أخرى . ثم تنمو هذه المحاولة نموا طبيعيا متدرجا في النضج عند ابن حزم والأبيوري لتبلغ مستوى رفيعا عند ابن خلدون ابن خلدون حيث تظهر في تصنيفه خصائص الفكر الإسلامي في التصنيف واضحة المعالم .
ثم يأتي طاش كبرى زاده ليكون تصنيفه تتويجا مستوفيا للفكر التصنيفي الإسلامي ،‌بل خلاصة عميقة الدلالة للتراث العلمي الإسلامي وقد أخذ وضع الاستقرار وكف عن النمو أو كاد ، فجاء‌‌« مفتاح السعادة » يسجل في نسق تصنيفي منهجي العلوم الموجودة في دائرة الثقافة الإسلامية بأوسع وأشمل ما عرف في الفكر الإسلامي من تصنيف . وكل من جاء بعد ابن خلدون وطاش كبرى زاده من مصنفين إنما هم مقتبسون منهما سائرون على خطاهما في الأكثر .
2- 2- غاية تصنيف العلوم :
حملت أغلب هذه المؤلفات في مقدماتها تعريفا بعلم تصنيف العلوم أو علم تقاسيم العلوم كما يسمى أحيانا ، فوضحت طبيعته كما وضحت غايته بما يبين الإطار العام الذي يندرج فيه هذا العلم ، وهو ما قصده الفارابي في فاتحة كتابه حينما قال : « قصدنا في هذا الكتاب أن نحصي العلوم المشهورة علما علما ، ونعرف جمل ما يشتمل عليه كل واحد منها ،‌وأجزاء كل ما له منها أجزاء ، وجمل ما في كل واحد من أجزائه » [8] . وهذا المعني هو نفسه الذي عبر عنه طاش كبرى زاده في تعريفه لعلم التصنيف إذ يقول : « هو علم باحث عن التدرج من أعم الموضوعات إلي أخصها ليحصل بذلك موضوع العلوم المندرجة تحت ذلك الأعم » [9] .
ومن البين أن هذين التعريفين صيغا بما يدل على أن هذا العلم بني بحيث يكون إحصاء منهجيا للمعارف بغاية التسهيل في استيعابها ،‌وهو ما يفسر انبناء التعريفين على معني التجزئة في العلوم وإدراج الأخص في الأعم . وهو معني ذو غاية تعليمية ‌واضحة عبر عنها الفارابي بدقة في بيانه لمنافع كتابه « إحصاء العلوم » إذ يقول : « وينتفع بما في هذا الكتاب لأن الإنسان إذا أراد أن يتعلم علما من هذه العلوم وينظر فيه علم على ماذا يقدم ،‌وفي ماذا ينظر ،‌وأي شيء سيفيد بنظره ، وما غناء ذلك ، وأي فضيلة تنال به ، ليكون إقدامه على ما يقدم عليه من العلوم على معرفة وبصيرة لا عن مي وغرور . وبهذا الكتاب يقدر الإنسان على أن يقايس بين العلوم ، فيعلم أيها أفضل ،‌وأيها أنفع ، وأيها أتقن وأوثق وأقوى ، وأيها أوهن وأوهي » [10] ، وهذا المعني ذاته هو الذي أشار إليه طاش كبرى زاده في قوله : « إن الفنون كثيرة ، وتحصيل كلها بل جلها يسيرة، مع أن مدة العمر قصيرة ، وتحصيل آلات التحصيل عسيرة ،‌فكيف الطريق إلي الخلاص من هذا المضيق ؟ فتأمل فيما قدمت إليك من العلوم اسما ورسما وموضوعيا ونفعا وفيما اخترعت من التفصيل في طريق التحصيل » [11] .
ويتبين مما تقدم أن هذا العلم استحدثه المسلمون في إطار منهجي معرفي تربي ، وليس لاستحداثه في هذا الإطار من قبل مسلمين وفي مجال ثقافي إسلامي من غاية سوى أن يكون عاملا على بناء فكر إسلامي متقوم بحقيقة العقيدة الإسلامية الشاملة كما شرحتها العلوم الكثيرة التي هي مادة التصنيف في علم تصنيف العلوم ، وليس هذا بمتناقض مع تكوين الفكر على خصائص منهجية ثقافية في المعرفة بوجه عام بل هو تدعيم لذلك التكوين مع توجيهه الوجهة التي تبرز فيها صفات فكرية ثقافية متأتية بالداعي العقائدي الإسلامي ،‌وكفيلة في نفس الوقت بأن تمكن من استيعاب الحقيقة الإسلامية التي جاءت العلوم لشرحها .
وإذا كنا لا نظفر في مقدمات التآليف التصنيفية موضوع دراستنا ببيانات مباشرة في هذا المعني الذي قررناه آنفا ، فإننا نحسب أن سببه قيام ذلك المعني في الأذهان على ‌وجه يقارب البداهة مما يجعله أصبح تكوين الفكر على أساس استيعاب الحقيقة الدينية محل جدل بين قابل مؤيد وبين رافض منكر . ويكفي في بيان ذلك أن نرجع إلي ما قاله الإسلاميون على اختلاف وجهاتهم في بيان حقيقة العلم بصفة عامة – وليس تصنيف العلوم إلا جزءا منه – وفي غايته وثمرته ، فإننا حينئذ نجد أن العلم ليس إلا طريقا لتحصيل الحقيقة الدينية والسعادة بها تفكرا وتطبيقا ، وهو ما عناه الفارابي ، بقوله : إن العلم كنز مدفون يفوز من سهل الله طريقه إليه [12] .
وإذا كان الأمر على ما بينا في استحداث هذا العلم في البيئة الثقافية الإسلامية م حيث الغاية التي استحدث لأجلها . وما تقومت به بنيته هيكلا وصفات من خصائص وميزات تبلغ إلي ذلك الهدف ، فما هو واقع الفكر التصنيفي الإسلامي في مسعاه إلي أن يشكل ذاته على البنية المطلوبة الكفيلة بتحقيق الغاية المرسومة ؟ وما هي الأساليب التي اتخذها ، والاتجاهات التي اتجهها في سبيل ذلك ؟
إن المتأمل في التصانيف التي قدمنا ذكرها من جهة هيكلها وخصائصها التصنيفية ، ومن جهة بنيتها الداخلية ، وعلاقتها بواقع العلوم في البيئة الثقافية الإسلامية تبينا في كل ذلك لنسبتها مما ينبغي أن تحقق من غاية في تكوين فكر إسلامي قادر على استيعاب الحقيقة الدينية الإسلامية في مختلف مظاهرها ، إن المتأمل في تلك التصانيف يلاحظ بسهولة وجهتين مختلفتين في التصنيف ، تتمايزان في الهيكلة العامة ، كما تتمايزان في الخصائص التصنيفية‌ والبنية الداخلية ، وهو ما ينتهي باختلاف بينهما في النسبة من الغاية‌ التي رامت كل التصانيف تحقيقها : أما الوجهة الأولي ، فهي وجهة يظهر بوضوح التأثر بالتصنيف الأرسطي للعلوم ، ولذلك فإننا سنسميها الوجهة التقليدية . وأما الثانية فهي وجهة حاولت أن تشتق أصولا للتصنيف من خصائص البيئة الثقافية ‌الإسلامية المتأتية بالداعي العقائدي الإسلامي ، ولذلك فإننا سنسميها بالوجهة التأصيلية ، وسنحاول فيما يلي أن نتبين واقع وخصائص كل من الوجهتين من خلال تحليل نماذج من التصانيف نقدر أنها أكثر من غيرها للوجهة التي تنتمي إليها .
II- II- الوجهة التقليدية في تصنيف العلوم :
لا نجد صعوبة في تعيين المنصفات التي تندرج ضمن هذه الوجهة ، إذ أن نظرة متأنية على هيكل التصنيف تحدد ما إذا كان له صلة بتصنيف أرسطو أو هو متحرر منه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد الرواضيه

avatar



بحث عن منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث عن منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل   بحث عن منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل Icon-new-badge29/4/2011, 03:11

شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر


==
أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



بحث عن منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث عن منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل   بحث عن منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل Icon-new-badge29/4/2011, 03:15

يسلمو على المرور الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بحث عن منهج تصنيف العلوم بين التقليد والتأصيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: مدارس و جامعات :: جامعات-
انتقل الى: