بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تعلمنا منذ الصغر من والدينا رحم الله ميتهم وحفظ منهم الذي مازال على قيد الحياة حسن الخلق في الامر كله وخاصة في التعامل مع الاكبر منا سنا
ركيزة مهمة رضعناها وولم نفطم منها بعد ..
ثم لما كبرنا وتلقينا العلم على علمائنا الكرام ازددنا رسوخا في هذا الامر ..
فلم يعد فقط حسن خلق وحسن تعامل من اجل المظهر العام في الدنيا انما اصبح تقربا الى الله تعالى
وعن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي بعث متمما لمكارم الاخلاق قال :" أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا "
" ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا " او كما قال بابي هو وامي..
تأملي معي يافتاة الاسلام هذه الاحاديث الشريفة وهذه الاخلاق الحميدة وعليها فسيري على بركة الله لا تلتفتي لمن خالفك .. واعلمي ان طريق الدعوة الى الله تعالى ليس مفروشا بالورود انما بالشوك والآلام من كل جانب فلا تبتئسي
فمن جرحك بشوكه اصبري ولاتردي بالمثل فان حسابه على الله تعالى ..
لا تليني ولاتنثني ولاتحيدي عن غايتك الراقية ومطلبك للعلا ..
عندما تسلكين طريقك الى الله و تسيرين في دروب السالكين عمرك فلا تفزعي حينما تصدمي فيمن تتطاول عليكِ بعد ان كانت تمدحك وتطريك يوما فكل إناء بما فيهخ ينضح .. والغدر يا حبيبة ليس من شيم الكرام .. فالزمي الوفاء مهما غدر بك فمن كان الوفاء طبعه فلا يدنس نفسه بالغدر ولو غدر به
ومن تربى على حسن الخلق وحسن العهد والوفاء فثقي ان تربيته تمنعه من التطاول على الاكبر منهم سنا ولو أساؤوا اليهم فضلا عمن أحسنوا اليهم ..
لا تنزعجي يا فتاة الاسلام فسوف تقابلين الكثير والكثير والكيس الفطن من خالف هواه وعاند نفسه التي بين جنبيه من اجل اكمال المسير في دعوته الى ربه
لا تتعجلي الخير في الدنيا فما عند الله تعالى خير وأبقى..
ومن علق آماله بالبشر خذلوه ولو بعد حين
فعلقي قلبك بمن بيده ملكوت السموات والارض هو كفيلك وحسبك ونعم الوكيل ..