يا نفس لا تسألي
لا تسألينـي أين مجــد الغابرينــا لا تسأليني عن جهاد الأوّلينـــا
لاتسألي إن الحديث قد انقضـــى وغدا حتــى السؤال لنا مُدِينـــا
لا تسألـي عن مصر أين رجالُهـــا أين الأشاوس أين أبطالُ العرينــا
أين العزيمة في شــــآم أيْنـَها؟ ضعفاً يُــــذلُ وخذلاناً مبينـا
كبحت عزائمهم جماح المعتـــدى عبر القرون يشيّدون الدينــــا
خرج الفرنسة خائبيــن وبعدهــا ملؤا البلاد بطغمـةٍ مستشرقينــا
جـاءت جموع الإنجليز يحثهـــم حقدٌ دفيـنٌ من عـداء المسلمينا
أمضوا سنين يخطّطون بمكرهـــم ثأراً لما عانـوه في حِطيّنــــا
وتكاتفـت أمـمٌ لتُسقط دولــــة حملت خلافتنا عَبْـر القرونــا
ترك الغزاةَُ بلادَنــــا واستبدلـوا من أهل جلدتنا ذئابـاً حاكمينـا
دانوا بشرعٍ غير شــرعِ إلهنــا حاكوا به تنزيـلَ ربّ العالًمينــا
نشروا الرذيلة بعدما أفتـى لهــم رجــل تخفىّ في ثياب العالِمينا
من أزهرٍ أو دارِ إفتـــاءٍ جَرتْ فتواهُمُ، بئس مفتـى الحاكِمينــا
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهــم واستبدلوا دنيا بدين المؤمنينـــا
قتلَ الطغاةُ دعاةَ الله واجترحــوا كفراً وفسقاً بِئسَهم من ظالمينــا
نفسى تسائلني أهذى سُنـّــــةٌ نزلت بساحتنا فبئس المنذَرينــا
أم إنها نـُــذُرٌ سيأتــي بعدهـا يُسْرٌ يُبَدّلُ بعد عُسْــرالمُعْسرينـا
الله نــزّل في حكيـــم كتابـه آياتُ نــورٍ شِرعـةٌ للسائلينا
إن تنصروا الله العليّ يُمدكـــم بجنود نصرٍ مردفينَ مسوّميــنا
أو تخذلوا إسلامكم ونبيكـــــم فأمامكم يومٌ يشيب له الجنينـا