كلنا نعرف أو جربنا الانفصال عن شخص نحبه ونعرف مدى صعوبة هذا الامر، ولكن الباحثين وجدوا السبب. فوفقا لبحث جديد اجرته جامعة ستوني بروك، يبدو أن الحب شبيه جدا بالادمان على المخدرات: فالحب ينشط أجزاء الدماغ المرتبطة بالحافز، والشهوة والرغبة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هذا وتمكن الباحثون من العثور على صلة بين الرفض الرومانسي والرغبة في الكوكائين عن طريق صور الدماغ. وفقا لآرثر آرون، أستاذ إجتماع وصحة عقلية في ستوني بروك وأحد باحثي الدراسة، " في الحقيقة الحب الرومانسي هو محاولة للوصول الى حالة من القوة ذات هدف موجه استنادا على نجاح العلاقة، وليس مجرد الشعور بعاطفة معينة".
واستخدم فريق البحث، تحت قيادة هيلين فيشر، أستاذة بحث وعضو مركز الدراسات التطوّرية الإنسانية في جامعة روتغيرز، الرنين المغناطيسي الوظيفي لتصوّير نشاط دماغ 15 فرد من طلاب الكلية. وكانت العينة من الرجال والنساء قد تعرضت مؤخرا للرفض من شركائهم السابقون ولكنهم لا زالوا يكنون لهم مشاعر الحب، ويفكرون بهم طوال الوقت ويتمنون عودتهم.
مؤلفو الدراسة، التي نشرت في مجلة Neurophysiology اوائل هذا الشهر، عرضوا على المشاركين صورة لصديقهم السابق أو عشيقهم ثم طلبوا منهم اكمال تمرين رياضيات. ثم عرضوا على مجموعة من المتطوعين صورة شخص محايد لا يكنون له المشاعر.
فتبين أن صورة الشركاء السابقين قد حفزت عدة مناطق في دماغ المشاركين، بضمنها:
-- ventral tegmental ووسط الدماغ، منطقة تسيطر على الحافز والمكافأة وتعرف بأنها تلعب دورا في الحبّ الرومانسي.
-- nucleus accumbens و prefrontal cortex ، منطقتان مرتبطتان بالشهوة والإدمان (المنطقة التي تظهر في مدمني الكوكائين)
-- insular cortex و anterior cingulated – منطقة مرتبطة بمناطق الألم والمعاناة البدنية في الدماغ.
وقال الباحثون بأن صور الدماغ هذه توضح أيضاً لماذا يصعب السيطرة على العواطف والسلوك المتطرف الذي يتبع الانفصال والذي قد يسبب مطاردة أو ملاحقة المحبوب أو في حالات أخرى القتل والإنتحار والكآبة.
ويوضح آرون بأن "السلوك المتطرّف قد يرتبط بأيّ رغبة جارفة." فقد وجد الباحثون أن العاشق يشعر في أغلب الأحيان بأنه لو حصل على حب الطرف الآخر لأصبحت حياته مثالية. وبالمقابل، قد يشبه هذا الشعور ما يفعله بعض الناس للحصول على المال والقوة، فليس من المفاجئ أن يقوم بعض الناس بأي شيء من اجل تلبية رغباتهم."
واضاف الباحثون بأن نتائج بحثهم اثبتت بأن الزمن هو أفضل علاج، خاصة فيما يتعلق بالجزء المرتبط بالتعلق بالطرف الاخر الذي يقل كلما توقفت عن رؤية هذا الشخص وهو ما اثبتته رؤية صورة الشريك السابق.
مع ذلك اظهرت هذه الدراسة بأنّ الحب مثل الإدمان، بالرغم من أن الباحثين لا زالوا يبحثون عن هذه التأثيرات الحيوية على العاشقين الذين يرغبون في الحب أو الذين تعرضوا لصعقة أو صدمة في الحب. ولكن معرفة أن الحب مثل الادمان يمكن أن تزيد من طرق معالجة بعض حالات الادمان.
وأخيرا قال آرون، "النتائج العملية النهائية [لهذه الدراسة] تعاملت مع الهوس التدميري الذي يرتبط في أغلب الأحيان بالرفض الرومانسي، وعموما مع اسلوب وانظمة الدماغ المرتبطة في حالة المكافآة والادمان."