بعيدا عن أي ضجيج إعلامي وبحضور ما يربو على 200 مشارك ومشاركة من بينهم طلبة جامعات، ومندوبي شركات محلية وإقليمية، عقدت شركة مشاريع التجارة الإلكترونية بالتعاون مع معهد المؤيد للتكنولوجيا وجمعية البحرين للإنترنت صبيحة يوم الأربعاء الموافق 26 أبريل ورشة عمل " التسويق الإلكتروني الفعال". أعد ورقة العمل السيدين كريستوفر شورت المستشار في شركة أزيموث، وعبيدلي العبيدلي من شركة النديم لتقنية المعلومات، وهما شركتان بحرينيتان تعملان في مختلف حقول صناعة الإنترنت، بما فيها تلك التي ذات علاقة بالإستشارات. ومن الأفضل وقبل تناول ما جاء في الورقة التي ناقشتها الورشة، التطرق إلى تعريف، ولو أولي، لمفهوم التسويق الإلكتروني. وهناك شبه إجماع في صفوف العديد ممن لهم علاقة بالموضوع بصعوبة التوصل إلى تعريف دقيق حول التسويق الإلكتروني، وعلى وجه الخصوص عند محاولة وضع خطوط فاصلة وواضحة بين التسويق التقليدي والتسويق الإلكتروني، حيث هناك الكثير من المناطق الرمادية. لكننا يمكن أن نقول أن التسويق الإلكتروني في أبسط معانيه، هو استخدام الإنترنت كقناة إتصال وتواصل لترويج المنتجات أو الخدمات. أما أن أردنا أن نذهب أبعد من ذلك ففي وسعنا الأخذ بتعريف شركة سيسكو والذي يقول بأن التسويق الإلكتروني هو " مفهوم واسع متكامل يغطي الإعلان والتواصل مع الزبون، وتعزيز المكانة التجارية للمؤسسة (Branding) من أجل لفت نظر الزبون وكسبه والإحتفاظ به ولأطول مدة ممكنة. وعودة إلى أعمال الورشة. لقد توزعت أعمال الورشة على ثلاث جلسات تناولت المحاور التالية: المحورالأول، العناصر الرئيسية التي تشكل الإنترنت وعلاقة ذلك بآليات الإقتصاد الجديد. المحور الثاني كان، استراتيجيات وآليات التسويق الإلكتروني، في حين تناول المحور الثالث، التسويق الإلكتروني الفعال.
الإنترنت و الإقتصاد الجديد
غطت مقدمة هذا المحور العناصر التي تشكل عصر الإنترنت، والتي حددتها ورقة العمل في أربعة عوامل رئيسية تتمظهر في: الترقيم والإتصال، إنفجار الإنترنت، النمذجة ومراعاة الزبون، تطور أنواع الوسطاء، وجميعها تصب في طاحونة العالم الرقمي. وانتقلت الورقة بعد ذلك إلى إنعكاس تلك العوامل على المحاور الثلاثة الأساسية التي يرتكز عليها الإقتصاد الرقمي والتي هي: الأعمال الإلكترونية، والتجارة الإلكترونية، والتسويق الإلكتروني، مع التوسع في مسألة التسويق الإلكتروني بوصف كونها موضوع الورشة. بعدها تطرقت الورقة إلى كيفية الإنطلاق لممارسة التسويق الإلكنروني من خلال علاقته بكل من سياسات الإعلان والترويج على الإنترنت، وكيفية بناء المواقع على الإنترنت، وآليات استخدام البريد الإلكتروني وبث المعلومات على الإنترنت، وأخيرا اسس بناء المجتمع الإلكتروني (أنظر الشكل المرفق). واختتمت الورقة هذا المحور بالحديث عن كيفية الولوج إلى عالم التجارة الإلكترونية وأدارة مكوناتها، متخذة من موقع الإنترنت نقطة إنطلاق لها. وهنا تضع الورقة سبع عناصر أساسية تدعو من يريد أن يبني لنفسه موقعا يمارس التجارة الإلكترونية ومن ثم التسويق الإلكتروني من خلاله أن يأخذها بعين الإعتبار، وتلك العناصر هي: المجال الذي ينشأ فيه الموقع، والمحتوى المعلوماتي الذي يحتضنه، والمجتمع الذي يحيط به، وقنوات الإتصال التي يستخدمها، والتجارة التي يمارسها، وأخيرا الأمور الخاصة التي ينبغي أن يراعيها.
أليات التسويق الإلكتروني وقنواته
وأخذت آليات التسويق الإلكتروني، وهي المحور الثاني من الورقة حيزا كبيرا من وقت الورشة، نظرا لسعة الموضوعات التي إندرجت تحت هذا المحور، والتي غطت، بالإضافة إلى الخلفية العامة، محركات البحث، والبريد الإلكتروني كقناتين أساسيتين في صناعة التسويق الإلكتروني يرتكز هذا المحور على إربع قوائم أساسية تحدد معالم العلاقة بين المرسل، والتي هي مؤسسة التسويق الإلكتروني، والمتلقي، والذي هو الزبون المحتمل. تلك المرتكزات هي: 1- كسب الزبون. 2 - إشراك الزبون في العملية التسويقية. 3- شد إهتمام الزبون نحو منتجات المؤسسة والخدمات التي تقدمها. 4- القدرة على الإحتفاظ به كزبون دائم. وبعد أن تسلط الورقة الضوء على فوائد البريد الإلكتروني، وكيفية إدارة المعلومات التي يتعامل معها، تعود لتضع مقومات وأسس وكذلك فوائد البريد الإلكتروني الناجح في عمليات التسويق الإلكتروني وتحددها في ثمان نقاط من بين أهمها:
التقيد بالقوانين والأنظمة ذات العلاقة، في المراحل كافة: الإعداد، الإرسال، تلقي الردود...إلخ
الوضوح عند تحديد الهدف، وأوجه وطرق معاملة مكونات البريد الإلكتروني.
الدقة في تحديد المتطلبات، دون زيادة غير ضرورية أو شحة تشوه الهدف، بما يضمن صفاء العلاقة ووضوحها عند تنفيذ العمليات ذات العلاقة.
الدقة والصيانة الدورية
عدم البقاء أو الإستمرار في التواصل لمدة أطول من تلك التي تحتاجها العملية الترويجية.
إتباع سياسة واضحة بشأن العلاقة بين المؤسسة والزبون.
الشفافية والإلتزام بحقوق الملكية الفكرية.
بعد ذلك تنتقل الورقة إلى محركات البحث ودورها المتنامي والإستراتيجي في عمليات التسويق الإلكتروني. وتستعرض الورق كافة أشكال الإستفادة من تلك المحركات، وتدعم ذلك بشاشات مختارة من مواقع محركات بحث عالمية مثل غوغل و ياهو وكذلك إوفرتشور. وتستخدمها كامثلة محسوسة لقنوات تسويق إلكتروني ناجح، يحقق الفوائد القصوى من الفرص والإمكانات المتوفرة على الإنترنت، والتي هي ساحة ملعب التسويق الإلكتروني الأساسية.
التسويق الإلكتروني الفعال.
ننتقل الورقة بعد ذلك إلى المحور الثالث والأخير في الورشة والذي كان التسويق الإلكتروني الفعال، وهنا تقف الورقة مطولا للتمييز بين الموقع الإلكتروني (web site) والحضور الإلكتروني (web presence)، ونجحت في توضيح علاقات التأثير الإيجابية المثمرة بين الحضور الإلكتروني والتسويق الإلكتروني، واحتياج كل منهما للآخر. بالقدر ذاته أوضحت الورقة محدودية تأثير الموقع الإلكتروني، محذرة من احتمالات تأثيراته السلبية على عمليات التسويق الإلكتروني، بغض النظر عن الموازنات التي ترصد لهذه الأخيرة. وعلى فرضية توفر الحضور الإلكتروني بديلا للموقع الإلكتروني كرديف ناجح لخطة تسويق إلكتروني متطورة، تحدد الورقة 8 خطوات أساسية توفر بيئة مثالية لحضور إلكتروني متقدم قابل لترويج خطة إستراتيجية لتسويق إلكتروني فعال. وتختم الورقة معالم استراتيجة التسويق الإلكتروني الفعال والمثمر بمقولة أساسية هي أن التكنولوجيا ليست، في نهاية الأمر، أكثر من وسيلة وأداة ينبغي استخدامها من اجل التوسع في الأعمال وتنميتها. والأمر ذاته ينطبق على الإنترنت التي يمكن ان تكون أداة تكنولوجية فعالة وناجحة لتوسيع نطاق الأعمال وترويجها، لكن، هذه المرة ليس على النطاق المحلي أو الإقليمي فحسب، بل على النطاق العالمي على حد سواء. تلى ذلك فترة من الحوار بين المتكلمين والمشاركين قبل أن تختتم الورشة وتوزع الشهادات. كلمة أخيرة لابد من لفت النظر لها، وهي ان الجهة المنضمة لورشة العمل هذه وهي شركة مشاريع التجارة الإلكترونية بالتعاون مع معهد المؤيد للتكنولوجيا وجمعية البحرين للإنترنت قد نجحت على الصعد كافة: إختيار الموضوع، وتنظيم الورشة، واختيار المشاركين. ومن ثم فمن حقنا عليها أن نطالبها بأن تكون هذه الورشة مقدمة لبرنامج عمل متكامل يغطي جوانب متعددة من إحتياجات السوق في مجال الأعمال الإلكترونية نورد منها على سبيل المثال لا الحصر: الحكومة الإلكترونية، الخدمات الصحية الإلكترونية، التعليم الإلكتروني ... والقائمة طويلة ونحن ما زلنا في بداية الطريق وبحاجة إلى المزيد.