[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]2011/04/22
العرب اليوم- رانيا دوجان ...
تتعرض المعلومات لآفة النسيان, إذ لا يمكن للعقل البشري استيعابها كلها, خاصة أن العلم في تطور مستمر; الأمر الذي يؤكد حاجة المعلومات للتحديث ومعرفة الجديد منها, إضافة إلى أن الكثير من القرارات تحتاج لرفدها بالمعلومات قبل تنفيذها.
إذا بدأنا في حقل الطب وما يتمخض عنه من قراراته ذات أهمية عالية تتعلق بصحة الإنسان وحياته, فإننا لا نغفل مدى حاجة الطبيب أثناء تشخيص المرض لاستذكار جميع التفاصيل, التي وان كان قد درسها إلا أنها قد تغيب عن الذهن مع طول الوقت أو عدم الاستخدام.
وفي زمن كهذا صار بإمكان الطبيب العودة إلى الانترنت للإحاطة الكاملة بالمرض وما استجد عنه من معلومات وما تم ابتكاره من أدوية وأساليب تساعده في التشخيص والعلاج.
وفي هذا السياق تؤكد الطبيبة أمل البلاونة أنها تستخدم الانترنت, كما تحرص وزارة الصحة على توفيره في جميع المراكز الصحية والمستشفيات, وهو ما يسهل آلية الوصول لأي معلومة تفيدها سواء كان ذلك بالتشخيص أم في العلاج.
وتصف د. أمل الحال قبل عشر سنوات بالصعبة, مشيرة أنها كثيراً ما واجهت صعوبة أثناء بحثها عن معلومة مهمة بين الأوراق والكتب والمراجع الطبية; الأمر الذي يستغرق الساعات الطوال في حال توافر تلك المراجع أما إن لم تكن متوفرة فالأمر قد يتطلب أسابيع طويلة.
في حين لا تجد عناء اليوم حين تقوم بإلقاء محاضرات توعوية إذ تستخدم الانترنت قبيل إلقاء المحاضرات بهدف توثيق المعلومات الصحية التي تقدمها للمواطنين. مؤكدة أهمية وجود الإحصاءات المدروسة والمتوفرة على شبكة الإنترنت في اتخاذ أي قرار طبي, فضلاً عن إمكانية الاطلاع على كل ما يستحدث عن الطب والأدوية في جميعا أنحاء العالم. مبينة أن هناك مواقع علمية متخصصة موثوقة تتوفر بعدة لغات تعرض احدث ما توصل إليه الطب.
ولا يختلف الحال كثيراً لدى المحامين, فالتفاصيل والمعلومات الدقيقة مخزنة على الشبكة العنكبوتية, إذ تتواجد كل القوانين المحلية والأجنبية ويستطيع أن يطلع عليها المحامي انّ شاء.
تقول المحامية هدى البري أن المحامي كان قديما يضطر لان يتعامل مع كل المراجع القانونية التي تخص كل قضية, إضافة إلى القوانين المحلية والدولية وكل ما سبق لا يمكن حفظه أو اتخاذ قرار بناء عليه; نظرا لصعوبة البحث عنه في كل المراجع والكتب القانونية, فيما الأمر الان لا يحتاج إلا للدخول إلى الانترنت وتصفح الأوراق والبيانات المعنية.
وتضيف هنالك سوابق قانونية وهي نماذج حقيقة واقعية تعتبر مرجعا جيدا للمقارنة بين القضية التي بين يدي المحامي والقضايا المشابهة, والانترنت يعرض آلاف النماذج الواقعية والتي يمكن القياس عليها واستثمارها لاستقراء القضايا المعروضة على المحامين والقضاة.
والمعلم والطالب هما من أكثر من يقدران على تطويع ما تعرضه الشبكة العنكبوتية لخدمتهما والاعتماد عليه, وأصبح استخدام الانترنت والتكنولوجيا في التعليم أو بالأحرى التعلم مجالا يدرس بشكل مستقل ويذكر بأهمية استخدام التكنولوجيا نظرا لإمكانات الانترنت في رفد العملية التعليمية.
ويرى المعلم احمد عبد الكريم سليمان إن الانترنت مليء بالمعلومات وأساليب التدريس والحصص المحوسبة غير الوسائط المتعددة وتقنيات التواصل مع الطلبة,
والقضية بالنسبة للتعلم اكبر من كونها قضية معلومات بل هي أساليب تفكير وأساليب تدريس, وتقنيات استخدام الصوت والصورة كأدوات تخاطب الحواس لتراعي جميع أنماط التعلم والاتصال, كما أن المعلم قد يتعرض لأسئلة متنوعة من الطلبة يجد إجاباتها في الإنترنت.
اما حقل الترجمة فهو يستقي من الانترنت أيضاً الكثير. بحسب المترجمة أماني مصلح التي أشارت إن هناك عدة برامج للترجمة يتيحها الانترنت بالإضافة للقواميس والمراجع الالكترونية بالإضافة أنها تستخدم خدمة البريد الالكتروني بحيث ترسل ما تترجمه عبر الايميل لمركز الترجمة مما قد يجعلها تعمل في بيتها وفي الوقت الذي يناسبها أثناء النهار كونها أما ولديها طفل.
ولا نستثني المهندسين ولا أساتذة الجامعات ولا الصيادلة أو الطهاة حتى الأدباء من تلك الثورة الحديثة, التي لم يتجاوز عمرها الزمني رغم انتشارها العشر سنوات بحيث لم تؤطر نظريات حول أهمية طرحها للمعلومة والتي لا يمكن اتخاذ قرار من دونها.
تلك المرجعية الجبارة التي أوجدت المعلومة التي لا يمكن لها ان ترسخ في عقل بشري هو في النهاية يتخذ قراراته في أي مجال ويقاس النجاح على صحة اتخاذ القرار والجدوى والتغيير الذي أحدثه هذا القرار, ولان العقل البشري محدود الطاقة وقد لا يستوعب حجم المعلومات خاصة بعض المعلومات غير السلسة أو كما يصفها البعض جافة, والعقل البشري يحفظ المعلومة التي تهمه وماذا لو كانت المعلومة المهمة لم تهم صاحب المهنة, وربما صار علينا أن نتعلم كيف نستثمر المعلومة فهي حاضرة وموجودة, وفي أيامنا هذه فالانترنت موجود في كل مكان.