العنف في الجامعات الاردنية
2011/04/23
* م. عبدالله جبور
لا يكاد يمر شهر واحد من دون ان نسمع عن مشاجرة واشتباك في احدى جامعاتنا الحكومية او الخاصة, وحدوث اصابات بين الطلبة وإتلاف لممتلكات الجامعات, بحيث اصبح هذا الموضوع مزعجا ومقلقا لكل الاردنيين على امتداد مساحة الوطن.
هذه الظاهرة السلبية, اصبحت نتيجة هذا الواقع المؤلم موضوع بحث ودراسة وعقدت ندوات وورش عديدة للتعرف على اسباب العنف الجامعي, وخلصت الى تحديد العوامل التي تقف وراء العنف الجامعي بالآتي:
* العوامل الاقتصادية والاجتماعية وتتمثل بالعشائرية والتعصب القبلي, وضعف الروابط الاسرية, والتنشئة الاسرية الخاطئة, وعدم القدرة على تعامل الطالب مع المواقف الصعبة, والكبت المستمر والشعور بالنقص, وتأثير الاعلام, وسوء الاندماج والتكيف مع المجتمع الجامعي.
* العوامل السياسية وتتمثل في التعصب للانتماءات السياسية في مواجهة التعصب الفئوي والقبلي, وانتخابات مجالس الطلبة وما ينتج عنها من اصطفافات والتدخلات التي تحصل من خارج الجامعات.
* العوامل الاكاديمية وتنحصر في ضعف التحصيل الاكاديمي للطلبة ما يشكل حالة من الإحباط تدفع اصحابها للسلوك السلبي.
ولعلاج هذه المظاهر السلبية في الجامعات لا بد من بذل جهود من اطراف مختلفة, للمحاولة للحد من هذه الآفة الاجتماعية.
اولا: لا بد من الاعتراف ان هناك فجوة وفراغا كبيرين يفصلان بيننا وبين ابنائنا, ورغم تجاربنا القاسية سياسيا واجتماعيا فنحن لم نثقف ابناءنا ولم نعرفهم على بعض ما مررنا به ونمكنهم من الاستفادة من خلاصة هذه التجارب وتفادي عثراتنا, بحيث تحول جيل الشباب الى التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ثانيا: ما زالت الجامعات تركز على المساقات الاكاديمية وتبقي الطالب مثقلا بمتابعة الجوانب العلمية, ولا يوجد اي نوع من الاهتمام بالنشاطات اللامنهجية, فبينما نشاهد المدارس تنظم المهرجانات والرحلات والحفلات والاستعراضات, لا تقوم الجامعات بأي من هذه الانشطة, ولا نكاد نحس بشكل واضح بتفاعل الجامعات مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.
ثالثا: لا بد من تعميق الثقافة الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر لدى الطلبة وتعزيز مفهوم المواطنة ونشر الثقافة القانونية وثقافة حقوق الانسان وتشجيع العمل التطوعي وعقد اللقاءات الدورية للتواصل مع الطلبة.
رابعا: يتوجب وقف كل انواع التدخل في انتخابات اتحادات الطلبة في الجامعات سواء من داخل الجامعات او من خارجها بهدف تقليص دور فئة او تيار محدد, وترك الفرصة للطلبة ليختاروا من يرونه مناسبا.
خامسا: اعتماد الحزم في تطبيق القوانين, على كل من يمارس العنف بالجامعات او يحرض عليه.
هذا غيض من فيض, ولمّا كانت الجامعات احد الاطراف الاساسية المعنية بهذه المشكلة, وبالنظر لتشابه انواع العنف ومسبباته في كل جامعاتنا, فان من المفيد ان تعمل وزارة التعليم العالي على اعداد خطة استراتيجية وطنية للحد من ظاهرة العنف الجامعي, وينبثق عن هذه الخطة سياسات وبرامج واجراءات, تلتزم بتنفيذها كل الجامعات الاردنية ويتابع انجاز مراحلها المختلفة وتقييم نتائجها وصولا الى جامعات قادرة على رفد المجتمع بكفاءات علمية ووطنية اصيلة قادرة على خدمة الوطن.