أهرب من كل شيء إلى اللاشيء
من حزني وخوفي ووجعي وألمي وكل تلك المشاعر التي هي مثلا الجلاد يجلدني بسوطه في كل حين
الى اللاشيء
إلى البشر
الخيال
التفاهه
الامنيه
الضياع
الحلم
حتى مللت منهم كلهم
مللت من الحلم ومن البشر ومن نفسي ومنهم أجمعهم
فهروبي عمل عبثي لم أجد فيه غايتي ولا منشودي هو النسيان والسلوى
وأظل على مدار ساعات اليوم أتنقل بينهم عبثاً أحاول الفرار
وعندما ينتهي اليوم وأضع رأسي على وسادتي تحاصراني كل تلك الالم وتتمثل أمامي عيني فأراها في كل شيء من حولي حتى في الفراغ
أحياناً يُخيل إلى أني فعلاً نجحت في عمليه النسيان والفرار الذي غدا هدفي
لكني ما ألبث أعود لنفس تلك النقطه التي بدأت منها
وهنه
تعبه
مرهقه
قد أستهلك الحزن والالم كل ذره فيني
ثم أدركت أني هروبي كان إلى مالاينفعني ويضرني وإنما كنت أحتاج أن أفر إلى الله
(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ(الذاريات
ولو فعلت لأرتحت ولتحول تعبي ووهني إلى راحه وقوه بالله
ولقد كنت فيما مضي حين أقرأ هذه الايه هي ظاهره وواضحه في معناها ولكن لم أشعر بها في قلبي
في كياني