يظنون أنهم سعداء مع أنهم أتعس التعساء يعيشون بين اليأس والشقاء يمرون
بالضراء فالضراء يوهمون الناس وأنفسهم بأنه أقوياء ولا يعلمون أنهم أضعف
الضعفاء أمام قوة العزيمة والذكاء...
يصرخ الأول:أنا أمير الأمراء وجميعكم بعدي جراثيم سوداء ومن كثرة الغباء
يحسبون أنه مديح وإطراء فيتقدم الثاني: أنا مفرج الكرباء للفقراء والأغنياء من أراد
عيش السعداء سأرمي به في قعر بئر ليس به ماء ولا هواء فيصرخ الجمع يحيا
مفرج الكرباء يحيا مفرج الكرباء أما الثالث: فيرفع رأسه مختالا إلى السماء ويتبختر
في مشيته في ثياب بيضاء ويطلب من الناس الوقوف والانحناء ويصنع لنفسه عظمة
وكبرياء فيتقرب منه حثالة الناس والأغبياء يضحكون معه ضحكة الأذلاء ويرجون
ما تحته من ثراء فينظر إليهم نظرة حقد واستهزاء ويخرجهم من أرض الفِنَاء ملقياً
بهم ساحة الفَنَاء يبكون الجوع والعطش والعراء..
إلاّهي يا رب السماء أجرني من أصدقاء الزمن الغبراء واجمعني بأصدقاء السراء
والضراء أصحاب العقل والذكاء بصحبتي هم أسعد السعداء وبالإرادة والأمل
ولإيمان هم أقوى الأقوياء ولا يجمعنا إلا طاعة رب السماء ولا يفرقنا حديث
الواشين والتعساء ونحن معأ ما طال البقاء وحتى يأتي أمر صاحب العرش والفناء
والثراء