نساء يركضن مع الذئاب(الاتصال بقوى المراة الوحشية) تاليف كلاريسا بنكولا ترجمة...مصطفى محمود محمد.. نبذة عن الكتاب (منقول)
الكتاب يبين كيف أن الوحشية الأنثوية هي خاصية إيجابية وضرورة لكل النساء من أجل أن يبذرن ويحرثن، وتدلل المؤلفة على أن طبيعة المرأة الأصيلة قد قمعها - على مر القرون - نظام ما للقيمة، يعادي صدق المشاعر والحكمة الحدسية والثقة الغريزية بالنفس. والمرأة الوحشية زادها القصص والأحلام والكلمات والأغاني لطريق الشفاء. تذهب كلاريسا بنكولا في هذا الكتاب الضخم (حوالي 600 صفحة من القطع الكبير) في رحلة مع أساطير وقصص عن نموذج المرأة الوحشية، عبر الدراسة التي أقامتها لبيولوجيا الحيوانات المتوحشة والذئاب على وجه الخصوص من باب المشابهة التي تلمسها بين دراسة بعض أنواع الذئاب وبين دراسة تاريخ المرأة من ناحيتين: تميُّزها بالقوة الروحية، ومعاناتها لآلام الولادة.
فالذئبة القوية والمرأة القوية تشتركان معا في خصائص نفسية واحدة، حيث تتسمان - حسب المؤلفة - بصدق المشاعر والروح المرحة والقدرة العالية على العطاء، فالمرأة والذئبة بطبيعتيهما ترتبطان بعلاقة قرابة، كلتاهما فضولية تتمتع بقدر عظيم من الإخلاص والتفاني والإدراك الداخلي والمشاعر العميقة تجاه صغارها وأليفيها. وكذلك تتوافر لهما خبرة التكيف مع الظروف المتغيرة والشجاعة الفائقة والثبات بقوة على المواقف.
ولقد ظلتا مطاردتين ومعرضتين للإيذاء المستمر ومتهمتين ظلما بالنهم والميل للمخادعة وأنهما أشد عدوانية وأقل شأنا من هؤلاء الذين يحطّون من قدرهما. وهما مستهدفتان دوما من هؤلاء الذين يبيدون التوحش ويزيلون بالمثل المناطق البرية في أعماق الروح ويستأصلون منها كل ما هو فطري ويجتثونه اجتثاثا. ومن المذهل أن الذين يسيئون فهم الذئاب والنساء هم أشد منهما ضراوة.
تحاول كلاريسا استعادة المكانة للمرأة، واسترجاع الحظوة التي ملكتها في أصل نشوئها وتكوينها ووجودها، وتمّ سلبها منها عبر التاريخ الإنساني الأوسع. إنها تمهّد الطريق للمرأة للعثور على المرأة الوحشية فيها، عبر العودة إلى الحيوات الغريزية، وإلى المعارف الأولية، ونزع الأردية الزائفة، والتدثّر بالرداء الحقيقي