مرض الحميقاء الساري في الإبل

مرض الحميقاء الساري في الإبل
الأسماء المرادفة ) )Synonyms
التهاب الجلد البثري الساري
Contagious Pustular Dermatitis
الفم القشري
Scabby Mouth
مرض الاورف
Orf Disease
الفم المؤلم
Sore Mouth
التهاب جلد الشفاه الخمجي
Infectious Labial Dermatitis
يطلق على هذا المرض من قبل مربي الإبل بالقرحة،
وهو مرض فايروسي حاد شديد العدوى يتميز بظهور
آفات على هيئة حطاط تتحول إلى بثور ثم إلى قشور
سميكة في منطقة الشفاه والمخطم والأنف مع وجود
خزب في الأنسجة تحت الجلدية، و المرض نادراً ما ينتشر
في بقية أنحاء الجسم المختلفة، ويصيب المرض أيضاً
الإنسان مسبباً له آفات جلدية عند منطقة دخول
الفايروس.
المسبب المرضي :
يحدث المرض بسبب الإصابة بفايروس من نوع
Parapox( ( والذي ينتمي إلى عائلة ) Poxviridae ( ومن
جنس فايروس الأورف ) Orf virus (، ويصنف الفايروس
ضمن مجموعة فايروسات ) DNA ( وله ستة أنماط
مصلية، و يتميز الفايروس بشكله البيضوي الصغير
nm 300-200 x 170-140( ( ويتكون من جسم نووي
مركزي محاط بجدار خارجي سميك بشكل تلافيف
أنبوبية خيطية معطية شكل كرة الصوف، و يحتوي
الجسم النووي على خيطين أو ثلاثة خيوط أنبوبية
مشابهة للحرف S وهذا يحتوي على الحامض النووي DNA

( ثنائي الخيط ، ويختلف فايروس الأورف عن
فايروس جدري الأبقار ولكنه متشابه مع فايروس جدري
الأبقار الكاذب ) pseudocowpox virus ( والتهاب الفم
الحطاطي ) bovine papular stomatitis virus ( يعتبر
الفايروس من الفايروسات المقاومة للظروف البيئية،
حيث يقاوم الجفاف لفترة طويلة قد تصل إلى أكثر من
سنة داخل القشور، كما يستطيع الفايروس أن يبقى
فعال في درجة حرارة الغرفة لفترة تقارب العشرين
سنة. الفايروس حساس لمذيبات الدهون
lipid solvents( ( في حيث يفقد فعاليته بالكلورفورم
والأيثر، ويستطيع الفايروس النمو في الغشاء
الكوريالنتوي لجنين الدجاج دون حدوث أية تغيرات
مرضية تذكر فيها، بينما ينمو الفايروس بشكل أفضل
وبوفرة في الأنسجة الخلوية المختلفة والتي تتميز بتكوين
أجسام اشتمالية في الهيول قرب النواة.


وبائية المرض
يحتل مرض الحميقاء الساري موقعاً متقدماً في قائمة
الأمراض التي تصيب الإبل حيث ينتشر في الإبل أينما
وجدت، ولكن تشير الكثير من الدراسات إلى عدم
وجوده في أستراليا، ويصيب المرض بشكل رئيسي
صغار الإبل )سنة – ثلاثة سنوات(، وقد يحدث المرض
بعمر أقل من سنة ونادراً ما يصيب الإبل بعمر 4- 6
سنوات، حيث ينتقل الفايروس إما بطريقة الإتصال
المباشر من الحيوان المصاب إلى الحيوان السليم أو غير
المباشر بواسطة الأدوات وأواني الشرب والعلف. ويدخل

الفايروس بشكل رئيسي عن طريق الجلد نتيجة حدوث

جروح أو خدوش فيه، كما وتعتبر النباتات الشوكية
والأعلاف الخشنة من العوامل المساعدة في إحداث
الإصابة، وتعتبر نسبة الإصابة في الإبل الصغيرة عالية
حيث من الممكن أن تتراوح ما بين 90 %- 100 %، في حين
تكون نسبة النفوق ضئيلة جداً، أما في الإبل الكبيرة
فإن نسبة الإصابة تكون قليلة ) 10 %- 20 %(، وتزداد نسبة
حدوث المرض بشكل رئيسي في الأشهر المعتدلة
والدافئة من السنة، ويكتسب الحيوان المصاب مناعة
طويلة وبما أن الأجسام المناعية لا تفرز في الحليب لذلك
فإن الحيوانات صغيرة السن تصاب بالمرض
.
الامراضية
تبدأ التغيرات المرضية بالظهور بعد مرور 48 ساعة
من دخول الفايروس حيث تمر الآفات المتكونة بعدة
مراحل مبتدئة بالاحمرار ) Erythema ( وتكوين
الحويصلات ) Vesicles ( ثم الحطاطات ) Papules ( ثم
البثور ) Pustules ( والتقرحات ) Ulcers ( وأخيراً تكوين
القشور ) .)Scabs
وتبدأ التغيرات في نوى الخلايا السطحية لطبقة
البشرة خصوصاً في الخلايا المحببة وطبقة مالبيجي
الخارجية، وتشمل التغيرات إنتفاخاً في الخلايا، انكماشاً
في النواة وظهور فراغات في سايتوبلازم الخلايا. ومع
تطور الخمج يحصل تحطم وتنكس للأنسجة مع امتداد
هذا التأثير إلى الطبقات السفلى من الجلد والتي تكون
متحفزة مع وجود كثافة لخلايا الأرومات الليفية واحتقان
الأوعية الدموية وارتشاح الخلايا البيض مع وذمة، كما
يحصل فرط التنسج في الطبقة القاعدية للأدمة
حيث يتجه تكاثر الخلايا إلى داخل طبقات الجلد ويلاحظ
تنكس الطبقات العليا للأدمة وذلك بوجود الحويصلات
والحطاطات، وبعد مرور 3- 4 أيام من الخمج تبدأ الآفات
المرضية بالاتحاد مع بعضها البعض مكونة كتلاً كبيرة
من الآفات المتكاثرة تشبه في شكلها الثؤلول
Wart-like masses( ( وخاصة عندما تصبح مغطاة
بقشور متقرنة قوية ) .)Scabs

الأعراض السريرية
تبدأ الأعراض السريرية بظهور حطاطات لا تلبث أن
تتحول إلى بثور مغطاة بقشور سميكة كبيرة معتمة
اللون تشبه في شكلها الثؤلول على الشفاه والمخطم
والأنف وأحياناً داخل التجويف الفموي ، كما قد يلاحظ
في بعض الحالات خصوصاً في الإبل الصغيرة انتشار
الآفات المرضية بشكل عام في الجسم خصوصاً في الجزء
الخلفي للأطراف وعلى الأفخاذ وفي المهبل في الإناث .
كما تظهر على الحيوان حالة فقدان الشهية مع خمول
وكسل عام ، وقد تصاحب بعض الحالات المرضية ارتفاع
طفيف في درجة حرارة الحيوان . بعد 6 - 10 أسابيع من
بداية ظهور الأعراض السريرية تبدأ القشور بالزوال
ويحدث الشفاء، و يعتمد ذلك على موقع الآفة، عمر
الحيوان وعلى وجود الإصابة بالبكتريا الثانوية خصوصاً
الإصابة بالمكورات العنقودية.
للمرض أهمية كبيرة في هجن السباق، حيث أن الحيوان
المصاب بالمرض يفقد قابليته على السباق لفترة طويلة
وذلك بسبب فقدان لياقته البدنية والتي تعزى إلى طول
فترة شفاء الحيوان، الأمر الذي يتداخل في العمليات
التدريبية اليومية له.
وتظهر الإصابة في الإنسان بعد فترة حضانة 3- 4 أيام
من الخمج ، حيث يلاحظ حدوث حطاطات صلدة، غير
مؤلمة، حمراء اللون في منطقة دخول الفايروس، وقد
تؤدي الإصابة إلى تورم العقد الليمفاوية.



التشخيص
يعتمد تشخيص المرض بشكل رئيسي على وجود
الآفات المتكاثرة خصوصاً على الشفاه والمخطم وباقي
أنحاء الجسم، ولتأكيد التشخيص والتفريق بينه وبين
مرض الجدري والذي يصعب أحياناً الاعتماد على الأعراض
السريرية للتفريق بينهما خصوصاً عند انتشار الآفات
بشكل عام في الجسم والتي تكون غالباً مصحوبة
بارتفاع في درجة حرارة الحيوان لذلك يتم اللجوء إلى
الفحص المختبري وذلك بفحص خزعة من الآفة المرضية
باستخدام الفحص بالمجهر الإلكتروني حيث تشاهد
جزيئة الفايروس على هيئة كرة من الصوف
Ball of wool( ( أو يتم تأكيد الفايروس عن طريق زرع
الفايروس وتنميته في الأنسجة الخلوية هذا بالإضافة
إلى إجراء اختبار تثبيث المتمم أو اختبار أكار الجيل
المنتشر.
الوقاية والعلاج
لا يتوفر حالياً لقاح فعال ضد مرض الحميقاء الساري
في الإبل، لذلك يبقى عزل الحيوان المريض عن بقية
القطيع واتباع الشروط الصحية الجيدة داخل القطيع
هما السبيلان الوحيدان للحفاظ على بقية أفراد
القطيع، ويقسم العلاج إلى قسمين رئيسين هما
العلاج الموضعي والمتضمن استخدام خليط من اليود
والكليسرين أو استخدام بعض المراهم الدهنية المحتوية
على مضاد للالتهاب
) Prednisolone ( و مضاد حيوي
Nitrofurazone( أو .)Neomycin