لى ذلك الإنسان الأسطوري في عصر اليمن الحديث، تولّى قيادة الدولة ولكنه لما تيقن أن قوته غير كافية لتطهير اليمن منهم ... ترك كرسي القيادة وأخلد إلى الدعاء
إلى فرج بن غانم رحمه الله
على من سواك ستبكي اليمـنْ
فليس سـواك لهـا مؤتمـنْ
كأنـك حلـمٌ أتـى للـبـلاد
وغاب فأشجى ربوع الوطـنْ
أتبكيـك ؟ والله لـو ببحـارٍ
فهذي البحـار تعـادل مـن؟
ولو هـي تعلـم أن الدمـوع
تردك تبكيك طـول الزمـنْ
أيا شامخاً في سماء الفخـار
ويـا جبـلاً يتقيـه الوهـنْ
بريءٌ من النهب والموبقـات
إلى الله سرْ خاشعاً واطمئـنْ
ودع خلفك الخائنين سكـارى
بنهب البـلاد وبـذر الفتـنْ
سلام عليك ففـي كـل قلـبٍ
غرست صفاءً وذكراً حسـنْ
لأنك أصفى رجـال البـلاد
وجيبك أنقـى وأبهـى بـدن
لأنـك أصــدق أبنائـهـا
فلما ارتحلـت بكتـك اليمـن
غفونا بأجفانـك الساهـداتِ
سهـرت وأسلمتنـا للوسـنْ
ولما رأيت انتشـار الفسـادِ
تركت بحزم كراسـي الغبـنْ
نظرت إلى كومة من لصوصٍ
وقلت بفخرٍ: بـلادي عـدنْ
ولما نظـرت لحـال البـلاد
نظرت بعينٍ كساهـا الشجـنْ
فقلت لها يا بـلادي اطمئنـي
قريباً سيمضي الأسى المرتهنْ
قريباً سترمين ثوب المآسـي
قريباً سيرحل عصر المحـنْ
سلام عليـكَ سـلام عليـكَ
فمن ذا سـواك لنـا مؤتمـنْ