كيف لي

كيف لي بالعواصف تستنهض الرّمل تهزّه تحت أقدام الغزاة
كيف لي ان لأعيد لأمّ ريكا رشدها وتعود خطاي كما كانت خطاي
وتعود رؤاي كما كانت رؤاي أو يستفيق الغافلون من عميق السّبات
كيف لي بالحصى والحجر لأحصي كم فكرة فكّرت
وكم حلمت وكم فزعت وكم طلعت وكم نزلت وكم سمعت
وكـــــــم ....... وما علمت قدوم الخطر
كيف لي أن أحدّد موقعي وسط أوجاع البشر
كيف لي بالمطر
ثمّة غيمتان بين كفّي وأخبار عن القيصر في كلّ خبر
رصاص وفي كلّ رصاصة موت أخضر كيف لي بالسّفر
لا ريح في البحر لأرفع أشرعتي لا شجر
على شرفتي حتّى يحطّ سلامكم المعدنيّ فوق أغصان الشجر
كيف لي بالقمر لأختار صحبة لغيابي وأرضا لا تهرب منّي
مثل كلّ الهاربين
خلف أسوار القدر
كيف لي بالجنون وبالغضب فالصّوت عصيّ وما مضى
كان أجمل وأوسع ممّا تحتويه الكتب كيف لي
بالحروف أكتبها فالحبر يضجّ بمواجعي وما اكتفيت ولا اكتفى
منّي التّعب كيف لي بأصابع تراود بياض الورق تجمع ما
خلّفته العواصف وتفتح أبواب أخرى للأقحوان الجريح
فوق أسفلت الطّرق كيف لي بالسّماء والسّماء في
حنين لزرقتها لنور القمر الغافي يدرك نبض غفلتها
كيف لي بالنّار تدلّني على خيمة في الشرق لم يأخذها رحيل
ولا ضاقت بمن مرّوا ولا انهدّ فيها الوتد كيف لي
بالماء لو أشتهي تقبيلك بعد افتراق واحتراق بعددخان
يطعن هذا الجسد كيف لي بالأصدقاء حين أحتاجهم كيف لي
بالأحبّة والحلم مات وما ولد كيف لي بالنّداء أنفقه
خيلا وسيوفا عاريا من أبجديّة الموت في هذا البلد كيف لي
بالقصاص ولا أحد كيف لي أوقض الشمس بعد شرودها
كيف لي بالموج مرتفعا كيف لي بالمراكب إذ تبتعد كيف
لي بالحلم والملح وجهي وقصيدتي وما ورثت من القوافل
ومن رماد الخيام كيف لي بالنّخيل لأصير عاليا ما بين
عراقين عراق بعثروا زرقته وعراق سيبنيه النّمل فوق
حطامي كيف لي بالأبجديّة لأسمّيك شاعرا أو طائرا ثائرا أو
حائرا كيف لي أن أزرعك في صمتي وفي كلامي
كيف لي بحمام يافا يهزّ النّدى ويحطّ على الغصون في فجر الجليل
كيف لي بساحات حيفا لأحبّك أكثر والعدوّ يسكن تجاعيدنا
يسدّ أبوابنا والممرّ الطّويل كيف لي بالشّبابيك أفتحها
لأراك في مصر وبابل وفي بغداد المحن لأراك في
نينوى تغنّين عشقا لوطن ضيّعته ذاكرة الوطن
كيف لي بالأفق أهندسه كما تشتهي السّحب ويحبّ الحمام
أسيّجه أغلق كلّ الأبواب فيه إلاّ واحدا يمرّ منه السّلام
كيف لي أعيد الّليل لليلى وأبسط الأرض كي تمرذ الأيائل
كيف لي والّليل ينكر ليل ليلى والأرض أنثى لكلّ القبائل
كيف لي بالغناء لا ورد يهمس لي وسريع موت الفراش وكالأمنيات
منحسر هذا الفضاء كيف لي بالصّهيل كيف لي بالخيل والّليل
والبيداء ناكرة والنّخيل كيف لي بالشمس تزفّ إلينا
صباحها فتصفو ونصفو
ويرحل عنّا الشّتاء الطّويل

يسلمو اختي الحبيبة وبارك الله فيك
رزقك الله الجنة
مودتي واحترامي

منووووووووووووور اخي