قديقال
أبشِر فإنَّ القلبَ حينَ تحيَّرَا
أَبشِرْ، فإنَّ الجفنَ حينَ تحيَّرَا * لعِبَ الغرامُ بدَمعِهِ فتحدَّرَا
وجرَى يقولُ, وكم دموعٍ فِي الوَرَى * فاضَتْ بلاغُتُهَا، ولكنْ مَنْ يَرَى
ولقدْ سَجَنتُ الدمعَ، أجرعُ غُصَتِي * حتَى إذا نَادَى الفراقُ بهِ جَرَى
يا جيرَةً أخذوا الفؤادَ ومَا دَروا * أنَّ الذي أخذوهُ، جَمْرًا مُسْعَرَا
حتى إذَا مسَّوْا جوانِبَهُ رأَوْا. * كم كانَ سهلًا أنْ أُزيِّفَ مَظهَرَا
أبدَيتُ صبْرًا والدموعُ بناظِرِي * ونظرتُ مبتَسِمًا وبِي حُزنٌ يُرَى
رطَّبتُ صوتِي كيْ أُكَتِّمَ بُحَةً * فِي جسمِ صَبٍ بالهمومِ قدِ انبَرَى
أظهرتُ ثلجًا، واللهيبُ بأضلعي * يسقِي الدماء وقودَ جمرٍ أحمَرَا
يا جيرةً ذابَ الفؤادُ بحبهمْ * هلْ جاءَكمْ خبَرٌ بأنْ ذقتُ الكَرَى
مُذْ فارقتْ عينايَ ظِلَّ خيامكمْ؟؟! * مذْ فارقتْ عينايَ جفنًا أحوَرَا؟؟
يا سعدُ شُدَّ ركابَ نُوقٍ شاقَهَا * طولُ البعادِ إلى حبيبٍ أنورَا
واتركْ بلادًا قدْ تنَكَّرَ أهلُهَا * يومَ البلاءِ وأُخمِدَتْ نارُ القِرَى
واقصدْ حبيبًا لا يَصُدُ مُحِبَّهُ * عنْ بابِهِ بلْ وجهُهُ قمرُ السُرَى
وخدودهُ الأزهارُ تخجلُ عندَهَا * والحسنُ فِي أعضاءِ حِبِي قد جرَى
خذني اليهِ ذاب قلبي لهفةً * يا سعدُ خذنِي من طريقٍ أقصَرَا
قصِّر وقرِّبْ واختصِر أسرعْ وكُنْ * كالبرقِ حتَى نورَ طيبةَ تُبصَرَا
وانزلْ هناكَ لكيْ نُقبِّلَ تُربةً * فيها الحنونُ حبيبُ مَنْ خلقَ الورَى
وتنَحَّ عنِي كيْ أمرغَ وجنتِي * بترابهِ كيمَا أفوزَ وأظفَرَا
واسكتْ ولا تلحُحْ عليَّ برجعةٍ * في دارنَا هَلْ مُرتَجًى أنْ يَنصُرَا؟؟
إلا قليلٌ بينهمْ لِي طارقٌ * طرقَ الفؤادَ بعطفِهِ فتسَعَّرَا
لحامُ قلبِ اللاجئينَ لعطفهِ * مَنْ قَدْ درَى بحنانِهِ أمْ قدَّرَا
فليسلكِ الدربِ الذي هوَ سالكٌ * وليتبعِ النهجَ الوضيءَ الأنورَا
يا شبهَ أحلى العالمينَ بعطفِهِ * يا نبعَ طيبٍ في بلادِيَ قَدْ جرَى
لا عذبَ الرحمَنُ من أحببتهمْ * يا سالكًا نهجًا لحِبٍ أسمَرَا
واللهَ أسألُ أنْ يصليَ ما بدَا فجرٌ * فجرٌ على طهِ ومَا نجمُ سَرَى
يا ربُ ارحمْ والدِي وأحبتِي * وارحمْ عظامِي أنتَ يَا ربِي تَرَى