ربما يجد من يسعى لتخفيف وزنه غذاءً يساعده على تحقيق ما يريد، ففي الوقت الذي يحتاج فيه الفرد الى التخفيف من وزن الجسم بالابتعاد عن الدهون وعن المنتجات الحيوانية يجد أن جسمه بحاجة إلى بروتينات لمنعه من الاصابة بالهزال ومتلازمات انخفاض البروتين في الجسم.ولا تستطيع حبوب الحموض الأمينية توفير ما يحتاجه الجسم منها، فلا بديل عن تناول البروتين الطبيعي حتى ولو كان هناك القليل من الدهون.
لكن هناك أنواعا من اللحوم كلحوم الأسماك تكون فيها الدهون مفيدة في حالة تخفيف الوزن بل وحتى تخفيف ثلاثيات الجليسريد والكوليسترول في الدم، ولحوم الأسماك ليست وحدها التي تحتوي على البروتين الغني بحموضه الأمينية المفيدة للجسم بل نجد ان لحوم الإبل والغزلان تفيد في تخفيف الوزن في الوقت الذي تسهم فيه في بنائه، وهذا ما سبق شرحه في أعداد سابقة من “الصحة والطب”.
ولكن الجديد هنا هو أنه عند عدم توافر لحوم الأسماك أو الإبل أو الغزلان فبإمكان المرء الاعتماد على لحم الأرنب كمخفض للدهن وباني للجسم وخصوصا لليافعين والأطفال، وأبعد من ذلك نجد ان لحم الأرنب مفيد للكبار في السن وذلك بسبب غناه بالبروتين وقلة محتواه من الدهن المشبع وما يميزه أيضا غناه بالحمض الدهني غير المشبع اللينوليئيك المهم لجسم الإنسان.
الوظيفة الغذائية للحم الأرنب:
ان تناول دجاجتين يعادل تناول أرنب واحد، فالبروتين في لحم الأرنب ضعف البروتين في لحم الدجاج.
ولحم الأرنب يحتوي على نسبة بروتين أعلى من نسب البروتين في لحوم بعض الأنواع الأخرى من اللحوم بما في ذلك لحوم بعض الطيور، كما أن قيمة بروتين لحم الأرنب هي أعلى من قيمة بروتين أي لحم آخر يستخدم من أجل التغذية ولحم الأرنب يشبه على الأغلب لحوم الدجاج والرومي.
ولحم الارنب من جانب آخر ذو قيمة غذائية عالية، لأنه يحتوي على الحمض الدهني اللينوليئيك حيث ان وجوده يسهل وجود أسلاف الكاروتين.
وعليه نجد بأن تناول لحم الأرنب مهم للأسرة بحيث انه من اللحوم القليلة الدهن والغنية بالبروتين، بالإضافة إلى ان نوعية الدهن الذي يحتويه مفيدة للجسم وتساعد في عمليات استقلاب الدهون المشبعة في الكبد.
وتناول لحوم الارنب مهم للمرأة الحامل خصوصا في النصف الثاني من الحمل فهي بحاجة إلى غذاء سريع الهضم وغني بالبروتين والمعادن والحديد وفيتامينات “ب” وهذا متوفر في لحم الأرنب لا سيما أن معدة الحامل في النصف الثاني من الحمل تكون قد صغر حجمها نتيجة ضغط الرحم المتمدد، وبالتالي فهي بحاجة لغذاء غني بالمواد الغذائية وسريع وسهل الهضم وهذا كما ذكر متوفر بلحم الأرنب.
وتناول لحوم الأرنب مهم للصغار ايضا على حد سواء لأن ألياف اللحم رفيعة وسهلة وسريعة الهضم، كما نجد ايضا أن لحم الأرنب سهل المضغ مما يسهل على الطفل استساغته وتناوله، بالإضافة لاحتوائه على كمية بروتين ضعف الكمية الموجودة بلحم الدجاج، وهذا مهم للطفل لبناء جهازه العضلي النامي ولبناء هرموناته وأنزيماته علاوة على أن نوعية البروتين الموجود بلحم الأرنب تعد من البروتينات المهمة لجسم الإنسان ولبنائه نظرا لاحتوائها على كمية مهمة من الحموض الأمينية المهمة لجسم الإنسان والتي يحتاجها باستمرار.
ان وجود الفوسفور مع اللينوليئيك في لحم الأرنب مهم لجسم الإنسان في عملية استقلاب الدهون في الكبد وتكوين الدهون الفوسفورية المهمة لنمو الخلايا العصبية ولتكوين الخلايا الدموية. ووجود الحديد في لحم الأرنب بالإضافة للكاليسيوم مهم لجسم الطفل لتكوين العظام والدم.
وتناول لحم الأرنب مهم لليافعين نظرا لاحتوائه على كمية من البروتين تكون مهمة لتكوين العضلات والمحافظة على صلابتها.
ان إعطاء لحم الأرنب وإدخاله بوجبات الكبير في السن مهم، وذلك بسبب سهولة مضغ اللحم وارتفاع محتواه البروتيني ووجود حمض اللينوليئيك، كل هذا يساهم في توفير طلائع فيتامين “أ” للكبير في السن وفي توفير حموض أمينية مهمة للمحافظة على حياة الألياف العضلية الآخذة بالترهل، وبالتالي نجد أن إعطاء لحم الأرنب للكبير في السن وإدخاله بوجباته مهم للمحافظة على صحة الجهاز العضلي والحركي بشكل عام ومنع ترهل العضلات والمحافظة على العظام من ال**ر.
ان سهولة هضم لحم الأرنب تجعله مهما لأن يوجد على مائدة المرضى والناقهين من المرض لا سيما بوجود كمية قليلة من الدهن المشبع ووجود بروتين عال وحمض دهني غير مشبع، لذلك نجده يساهم في زيادة المناعة الجسمية وزيادة مناعة الجسم في مقاومة المرض وفي إعادة تأهيله.
ولحم الأرنب وكغيره من اللحوم جيد للمحافظة على صحة الجهاز الدموي وعلى تعزيز المناعة الجسمية، علاوة على أنه يحتوي على الزنك المهم للجهاز المناعي، وعموما نجد أنه من الضروري التنويع بتناول أنواع اللحوم على خلافها لأن لكل نوع ميزة معينة تفيد الجسم وتفيد أفراد العائلة لذلك يكون على ربة المنزل مهمة الاعتناء بصحة أفراد عائلتها من خلال الأطباق التي تعدها ومن خلال اطلاعها على فوائد الأطباق الغذائية لتستطيع تطبيق مبدأ التنوع في الغذاء والمحافظة على صحة أفراد عائلتها من الإصابة بالأمراض المزمنة أو الحادة.
استهلاك لحم الأرنب
تستهلك لحوم الارانب الاهلية والبرية في معظم بلدان العالم ويستهلك لحم الارنب في أمريكا بما يزيد على 20 مليون كيلوجرام سنويا، وتندرج لحوم الارانب ضمن اللحوم الوردية أو البيضاء حيث تكون أليافها العضلية ناعمة جدا وقابلة للهضم بشكل جيد وبسهولة، وتحتوي هذه اللحوم على كميات قليلة من الدهن ولكنها غنية بالكرياتينين، كما يتصف لحم الارنب الداجن بطعم حلو ومميز بع** لحم الارنب البري الذي يميل طعمه للمالح، ويفضل استهلاك لحوم الارانب عندما تكون بعمر 6-9 أشهر إذ تكون لحومها في هذه السن طرية وسهلة الهضم، وهذه ناحية هامة ينبغي الانتباه إليها عند استهلاك لحم الأرنب.
ونظرا لغني لحم الأرنب بالحمض الدهني غير المشبع اللينوليئيك يفسر لنا تلون دهن البطن باللون الأصفر بسبب ذلك وخصوصا في لحوم الأرانب التي جمدت وخزنت لفترات طويلة، وعلماً بأن لحم الأرنب يحتوي على دهن أكثر نوعا من لحوم طيور اناث الدجاج ومع كل هذا ينصح بإعطائه للمرضى وللناقهين من المرض.
تكوين لحم الأرنب:
يتركب لحم الارنب من 21% بروتين و74.1 إلى 8.5% دهن و5% سكريات و5.1% رماد، ويحتوي لحم الارنب على الفوسفور والمنجنيز والكالسيوم وعلى الحديد وفيتامين ب1 وب2 وسي وحمض النيكوتينيك.
وعلى سبيل المثال أوضح متوسط الاحتياج اليومي للفرد البالغ يوميا من البروتين 70 جراماً ومن الكالسيوم 8.0 جرام ومن الحديد 12 ملج ومن الفوسفور 750 ملج ومن اليود 1.0 ملجرام ومن فيتامين ألف 5000 وحدة دولية ومن فيتامين “ب” 2 ملج ومن فيتامين ي 75 ملج ومن الريبوفلافين 3 ملج ومن حمض النيكوتينيك 20 ملج ومن فيتامين “د” 400 وحدة دولية وهذا يمكن مقارنته بما يحتويه لحم الأرنب ومعرفة النسبة المئوية التي يوفرها من بعض المواد الغذائية التي يحتاجها الفرد يوميا