فـي مدينـةِ الوهـمِ ضَيعـتُ عُمـري
فابحثي عن شَذايَ قد فّرَ مـن أحشائـي
الشَوقُ يدفَعُنـي عِنـوةً لوقـتِ لقائِهـا
حمد السرى صبح المسيرة سائرٌ نائـي
فَديتُـكِ بـروحٍ مُحبـةٍ ونفـسٍ أبـيـةٍ
فأجبتِ بغدرٍ . هل كانَ هـذا جزائـي ؟
أنشـدتُ للمنفـى قَصـائـدَ غُربـتـي
فأجابني - دَهِشاً - أأنتَ مُهاجرٌ كالجبناءِ
مَررتُ على المَواجـعِ أَمشـي بِسكـونٍ
وحَيرتُها تَصيحُ . ألا تـرى إعيائـي ؟
غَـررَتْ بـي أوهامهُـا ليـتَ حَرفـي
ماتْ . مـاتَ قَبـل أن يَلحـظَ إهدائـي
ما كُنتُ في دُنيا العِشـقِ قَـطَُ خَاضِعـاً
لكِنكِ فَسرتِ الهَيامَ بانكسـارِ الضُعفـاءِ
فَأتيتِ بِلُـؤمٍ لتخَيريننـي بيـنَ الهـوى
أو أن أرعـى عِزتـي و إبـائـي !!؟
فاختـرتُ أن أحـيـا مُنـيـرَ عِــزةٍ
سُحقـاً لهكـذا حُـبٍ يَستبيـحُ حَيائـي
مَن قـالَ إنـي قـد أريـقُ كرامتـي ؟
مَن قالَ إنـي أعـودُ بالنَظَـرِ ورائـي
لو كـانَ حُبـكِ فـي عُروقـي جاريـاً
والله لأقطَعُهـا و مـا قَبلـتُ دِمـائـي
قَسَمـاً لأهُدرهـا و أمضـي شَامِـخـاً
لا لنْ أنوحَ و أنـدُبَ كعـادةِ الشُعـراءِ
قد قَضتْ علـى إيمانـيَّ بكُـلِ امـرأةٍ
و أرسَلتني إلى جَهنَـم ِالدُنيـا بوفائـي