خيــــار وفقــــوس!!
--------------------------------------------------------------------------------
أصدر مجلس الأمن الدولي صباح يوم الجمعة الموافق 18مارس 2011م قراراً يسمح بفرض حظر جوي على ليبيا وتوجيه ضربات عسكرية إذا تطلب الأمر ذلك ، وتضاربت الأنباء بشأن فرح الشعب الليبي بهذا القرار وامتعاض البعض، وسيقوم الغرب بتوجيه ضربات جوية ، وانزال بري وبحري على أراضي ليبيا ، وسيطاردون القذافي والمرتزقة بيت بيت ، دار دار زنقة زنقة ، وبعد أن يأسروه يقتلوه هو وأهله ، ويعطوا الشعب الليبي فرصة خمس سنوات لتعديل أوضاعهم الديموقراطية وسيكونون بوصاية مجلس الأمن الذي سيدير الاقتصاد الليبي حتى تشكل حكومة منتخبة من الشعب ، ولن تقف قطر مكتوفة الأيدي فقد أعلنت مساهمتها في الغزو على ليبيا ، وقد اشترطوا أن تسند لقناة الجزيرة إدارة الإعلام الليبي!!
وفي مكان آخر وتحديداً في أحد أقبية البيوت الكبيرة في مدينة بغداد عاصمة العراق تجمع ثلة من تنظيم القاعدة حول شاشة التلفاز لمشاهدة ذلك الخبر في قناة الجزيرة ، وعلى الفور صاح شابين أحدهما ليبي ، والآخر سعودي وكبرا وهللا لانفتاح جبهة لجهاد الكفار في ليبيا ، وما كسر فرحتهم هو طلب أمير تلك المجموعة للشابين بالصمت والهدوء حتى يأتي الأمر بالتحرك من القيادة في (طهران) بما يجب عمله ، فغاب الأمير قليلاً ثم عاد وقال للشابين "أبشرا يا سادة فقد حانت لحظة الشهادة ، لقد جاء الأمر لكما بتنفيذ عمليتين استشهاديتين الأولى في السوق الخضار المركزي في شرق بغداد ، والثاني في سوق السمك غرب بغداد" وعلى الفور اقتادت الجماعة الشابين إلى غرفة التجهيز ، وماهي إلا ساعات تخللها صراخ ألم إلا وجاء الشابين مكممي الأفواه ويلف على الحوض حزام غليظ ، وقال الأمير : إن المتفجرات التي زرعت في الشابين مكثفة بحيث تحدث تدميراً هائلاً يغيض العدى!!!
وفي مكان آخر وبالتحديد في مصر ، إذ تجمع شباب إئتلاف الثورة في شقة الزعيم (وائل غنيم) وقد أبدوا جميعاً بأن الثورة سُرقت منهم من قبل الإخوان وعواجيز مصر ، وشعروا أنهم لبسوا (السلطانية) فقرروا جميعاً أنه في حالة قال الشعب نعم للاستفتاء في يوم السبت الموافق 19مارس 2011م فإنهم سيطلبون من مجلس الأمن التدخل لتوجيه ضربات جوية دقيقة لمواقع الأحزاب التي تؤيد التعديلات الدستورية ، وتسريح الجيش المصري المتخاذل معهم واستبداله باللجان الشعبية التي صمدت صمود الأبطال في موقعة الجمل!!
وفي مكان آخر ، تابع الأخوة في اليمن الشقيق تفاعلات المشهد الليبي بعد قرار مجلس الأمن ، وعلى الفور استجابت الجماهير الغفيرة المعتصمة في ميدان التغيير وطالبت بتوجيه ضربات جوية على المنشآت الحكومية في صنعاء والحديدة وتعز وعدن وأبين ، وقال أحد المتظاهرين للحشود " يا مجلس الأمن إن نظام علي عبدالله صالح باطل ، ويستخدم المرتزقة الأجانب ومنهم من تم إلقاء القبض عليه وكان أغلبهم سعوديين من خريجي قسم اللغة العربية في الجامعات السعودية ، ومن مشجعي نادي النصر ، ومن إداريي نادي التهامي في جازان ، الذين نكلوا بالشعب اليمني مقابل وعود بالتوظيف للجامعيين أو بالفوز ببطولة لنادي النصر أو بناء مقر لنادي التهامي "!!!
إلا أن الرئيس اليمني استخدم دهائه السياسي بشكل يندر في عهده ، إذ هدد الغرب في حال استهداف اليمن بأي مخطط عدواني سيقوم بإحراق مزارع القات في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية !!
وعلى الفور انفضت الاعتصامات في جميع ميادين العاصمة اليمنية والمحافظات الأخرى ، وشوهد أحد قادة الاعتصام وهو يبكي أمام منزله ويقول " لقد مسكنا علي عبدالله صالح من إيدنا إللي توجعنا حسبي الله عليه"!!!