theredrose
| موضوع: حيثُ لا منفى .. 31/3/2011, 15:38 | |
| حيثُ لا منفى ..
--------------------------------------------------------------------------------
.. . الكتابة كفعلٍ هيَ اغتصابٌ لفكرةٍ أغوتِ الحروفَ لارتكابها خلسة .. وكردِّ فعلٍ هيَ تمرّدُ حرفِ الـ (ياء) على الـ (الألف) لانتزاعِ صدارةِ الأبجديّة ..! .. الكتابةُ عن أشياء لا تمتلكَ لها/منها رصيداً كافياً لتداولها في بورصة كلامكَ الصباحي هوَ أمرٌ كفيلٌ أن يؤلّبَ عليكَ آلافَ الظنون .. ولن يُنقذكَ الحذرُ الذي يعتري السطور وكأنّك تسيرُ في حقلِ ألغامٍ ولا تملكُ كتلوكاً يُساعدك على العبورِ .. ذلكَ ما قد يراهُ الآخرون نوعاً منَ المُزاودة أو نوعاً منَ التطرّف لغايةٍ في نفسِ الكلماتِ تُريدُ قضائها .. ولكن في كلتا الحالتين ستفشل بإقناع الآخرين بالعكس ..!
حقيقة .. الأمر عندي لا يتعدّى الهواية/الغواية ليس إلّا , فليسَ لديَّ فكرةً لتشريحها كجُثّةٍ على طاولةِ الظنونِ تلك .. رُبّما تكمنُ مُشكلتي - كما الكثيرين - في سوء التفكير بأنفسنا حضاريّاً مقارنةً بالآخرين كما يقول ذلكَ الليبرالي المُتمسّك "بفزّورة" الحريات والتعايش المُشترك بطريقة الفيديو كليب..! أو رُبّما نتيجة الإحباط وسيطرة الأشياء الفارغة على الحقائق كما ردّ مُعلّقاً صديقي المُتشدّد الذي يُنادي بالخلافة ليسَ كموضة عصريّة تمنح الـ(mbc) جنسية تركية بالتزكية .! إلّا أنّ المشكلة الأكبر - حتى وإنْ كانَ لي رأياً آخر - تكمنُ في أُحاديّتنا الضدّية التي تجعل كلّ واحد يرى في رأيه/فكرته الحل الوحيد الناجع لكلِّ مشاكلِ العالم بما فيها الخروجُ المُبكّر/المُفاجئ للمنتخب السعودي من نهائيات آسيا , ويرى آراء وانجازاتِ الآخرين - حتّى الفيسبوكيّة - عديمة النفع , هذهِ الأحاديّة تجعلنا إنِ اتفقنا مرّة بالمُصادفة فإنّنا سنختلفُ مرّاتٍ ومرّات وهذه الخلافات تضعنا في صنفِ المجتمعات الخدميّة بالمجان ..!
خبرٌ عاجل .. يخطرُ لي كثيراً ما المغزى من تلازمِ الكلمتين , وهل غيابُ إحداهما يُلغي معنى الأخرى ..!؟ رُبّما تلاصقهما يُعطي نوعاً منَ الأهمية لما سيُلقى على أسماعنا/أنظارنا من نفايات , تلكَ الأهمية رغمَ سرياليتها إلّا أنّها مُشبعة ديمقراطياً بشكلٍ كافي ليجعلَ ما بينَ آدابِ المهنة واحترافِ الفتنة , وما بينَ حياديّةِ البعض وتهويلِ البعضِ الآخر , وما بينَ تطبيلٍ ظاهرٍ وإسفافٍ سافرٍ غاياتٌ شتّى قد تُمكننا مُستقبلاً من رؤيةِ الكوافيرة المُتسلّطة أو إحدى نظيراتها شاهدةٌ على عصرٍ ذُلَّ فيهِ بطلها/طبلها وهوَ بنظرها عزيز ..!
حيثُ لا منفى .. نيرون ذلكَ الأحمق الذي أورثَ السعيرَ للعالم لا يزل حاضراً بإرثه الحارق , رُبّما لو كانَ أورثَ لكنتهُ اللاتينيّة لكانَ العالمُ أجمل ..! لكنّ العالم مليءٌ بالمُتسابقينَ اللذينَ يسعى كلَّ واحدٍ منهم ليصبحَ نيروناً أشدُّ إحراقاً منَ الآخر .. نيروناً يُشفي غليلَ جنونهِ بنفثِ دخانِ نرجيلتهُ العامرة بأحلامِ البُسطاء .. ولكنِ الأقدارِ وسخريّتها لا تقفُ على الحياد دوماً , فكما لكلِّ زمانٍ دولةٌ ونيرونٌ فإنّ لكلّ حقٍّ غضبٌ وثائرون .. حيثُ تتجذّرُ الإرادة ويتوحّدُ المصير وتضيقُ بالأرضِ المنافي ولا عزاءَ للذينَ اعتقدوا ويعتقدونَ أنّ لهم في"غباغبو" أُسوةُ حسنة ..!
حذر.. لستُ بصددِ إبداءِ النصائح ولعبِ دور المُرشد العارف ليسَ لأنّي أُريدُ جملاً مقابل نُصحي , لا أبداً .. فأنا أعلمُ تماماً مقدار انخفاض القابلية وارتفاع مستوى السُخط لو فعلت , كما أنّني لستُ بالعارفِ أصلاً ..! أولاً : أنا أتحدّثُ عن الخوف الرابضُ فينا بصفتهِ المُرافقُ الرسميُّ لكلِّ فكرةٍ/خطوةٍ تلوحُ بالأفق .. الخوفُ الذي لا بُدَّ من استحضارِ شيئاً منه في كلّ حين لنكون متوازنين نفسيّاً مع مفاجآتٍ الخيبة المُحتملة .. الخوفُ الذي يُصبحُ معهُ سهولةُ التخلّي عنِ الخطوة/الفكرة واستبدالها بأفكارٍ جاهزةٍ - مُنتهيةُ الصلاحيّة - حلّاً مُريحاً لعجزنا .. وهذا ما يجعلنا وسطاً فائقَ الخصوبة لأفكارٍ أخرى تأتي "اقتباساً" لتنمو بخوفنا/عجزنا بلا أدنى حرج ..!
ثانياً : الكلّ يعلم أنّ إسطبلات التاريخ عوّدتنا على استعدادها الدائم لإطلاقِ أحصنةَ الرهانِ الجديد في الميادين والساحات والشاشات لتثبتَ علوّ شررِ حوافرها ..! لكن هُنا تحديداً ليسَ الذي يتزوجُ أُمّي مؤهلاً بالقدرِ الكافي لأن يُصبحَ عمّي .. فالمسألةَ ليستْ فكرة يتمّ اختزالها برمزٌ تاريخيٌّ أنيق إنّما هيَ منهجٌ وقضيّةٌ يُصارعانِ ضرباتِ معولٍ قديمٍ/جديدٍ لتفتيتهما .. ضرباتٌ بدأها كبيرهم يوماً وما توقّفتْ عندهُ من حينها ..!
هل من بقيّة .. ما عجزت عنهُ خرافاتُ المنابر وغواياتُ المؤتمرات جسّدتهُ وحدةُ الظلمِ والحرمان .. فمنِ امتلكَ فصاحةَ الغضبِ والوعي ظفرَ وإن لازال يُعاني .. ومن بقيَ يُعاني متلازمةَ استوكهولم فإنّهُ يُمنّي النفس أن تبقى أحجارَ الدومينو وفيّةً لنظرية السقوط وإنْ أعاقها ترنّح أحدهم .!؟ جميعنا يعلم أنّ كلّ المرايا ملوّثة وقذرة - حتّى مرآتي - والنظافةُ واجب .. ولكن لن يُجدي حتّى "الديتول" لتلميعها بدونِ أنْ نُوقنَ حقّاً أنّ النظافة منَ الإيمان ..!
هامش .. الكتابةُ كفعل اغتصاب , وكردِّ فعل تمرّد , والفرق بينهما كما بينَ الأسودِ والأبيضِ .. وأفكارنا/خطواتنا في مجالها كحجرِ نردٍ يتدحرجُ في المقامر ..! .. فيصل
| |
|
ازهار القدس
| موضوع: رد: حيثُ لا منفى .. 31/3/2011, 15:43 | |
| مشكوووووووووووووورة يا رائعة | |
|
theredrose
| موضوع: رد: حيثُ لا منفى .. 2/4/2011, 03:45 | |
| | |
|