ويحكم...المسيح الدّجال بينكم!
--------------------------------------------------------------------------------
مدخل :منذ بدء الثورات العربية كما تقول قناة الجزيرة أو الصحوة الإسلامية كما يحلو لقناة العالم
أن تسميها اضطربت مواعيد النوم والإستيقاظ عندي( أيش دخلكم؟! مدري)... فصار لزاماً عليّ
أن أنتظر حصاد اليوم لكي أستمع لما يقوله عزمي بشارة مثلاً، مع أني لا أؤمن بشي مما يقوله
هؤلاء المحلحلون فكلامهم هو وجهة نظرهم الشخصية للأحداث ... ولكلٍ وجهةٌ هو موليها.
وأنا هذه الأيام منتظر بفارغ الصبر سقوط علي عبدالله صالح لا لشيئ الا لكي أرى ذاك الفاكهاني
ذليلاً وهو يعتذر للدرزي فيصل القاسم وللمشاهدين أو يبعث ولده ليعتذر إذا كان الله قد أخذه!
وأرى نشوة الإنتصار على وجه فيصل القاسم فارداً يديه ( بس دقيقة ... بس دقيقة )
المهم استمرت أيامي تمشي على تلك الوتيرة المملة ... حتى أتى ذلك اليوم المشأوم! إذ بينما كنت
أجوب شوارع المدينة كما هي عادتي الأثيرية في قتل الوقت مررت به كان رجلاً خمسينياً يتحدث
بانفعال وحماسة كبيرة مع تطاير أشياء بيضاء من فمه ؛ لكني لم أتبين ما تكون تلك الأشياء
إقتربت منه وهو يرغي ويزبد ولا أدري كيف جسرت على الوقوف بجانبه قائلاً : السلام عليكم
التفت اليّ بنصف استدارة ورد السلام باقتضاب ثم عاد الى النيل من أحباله الصوتيه
كنت أحملق فيه والعرق يتصبب من جبينه وأصابعه لا تتوقف عن الإرتعاش والشرر يتطاير من
عينيه ، ثم تبين لي بعد وقت ليس بالقليل أن الشخص الذي يتحدث اليه لا يوافقه في آرائه حول
الأحداث... وبعد احتدام النقاش انصرف الآخر غاضباً
قلت في نفسي لما لا أستمع اليه فلا أرى أن عبد الباري عطوان يفوقه بشيئ ؛ فحاولت أن
أستخدم لباقتي المعهودة لكي أستطلع جلية الأمر لكني لم أجد في جعبتي غير " أيش في ياعم"؟
التفت اليّ ولا زال العرق يتصبب من جبينه ، فأخرجت منديلاً وأعطيته إياه لكي يمسح جبينه
فأخذه برعونة "ولكنه لم يشكرني على ذلك"
ثم أخذ يسرد لي أغرب تحليل مر بسمعي حتى الآن ، وكان مما قال:
إن السبب في كل هذه الأحداث هو المسيح الدجال ... قلت له كيف ذلك: فأخذ يبين لي أن المسيح
الدجال ليس بالضرورة أن يكون رجلاً وأنه يحصل المقصود منه بما يفتن الناس في دينهم
ثم شدهت وهو يقول أن القنوات الفضائية هي المسيح الدجال عينه ... فلم أنبس ببنت شفه بينما
استمر هو يستدل هل شاهدت في حياتك كاميرا بعدستين ؟! ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:
_ في وصف الدّجال_ وهو أعور وإن ربكم ليس بأعور ...إذاً فهي بعين واحدة
لم أفق من هول الصدمة بعد ... بينما أخذ هو في الإستنتاجات العميقة: أليس هناك نوع من
الكاميرات يسمى ديجتال ماذا لو أخذنا الياء والتاء تصبح دجال
هول الصدمة كان عليّ قوياً فما زلت مشدوهاً بعد ... بينما هو يقرر أن الحكام قد كفروا بالله
وآمنوا بالدجال إذ يخشون من القنوات عند قمع المظاهرات في شعوبهم ولا يخشون الله
والله أحق أن يخشوه!
كنت أود أن أسأله التوضيح أكثر لكني خشيت أن يقول أن جميل عازر هو المسيح الدجال
لعلمي بالشبه الذي بينهما