الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
اما بعد
عناصر الخطبه
1- مقدمة
2- الايات مع الشرح والامثله
3- الخاتمة مع مراعاة لم شمل ماقيل
4- حكمة اليوم
فان من ايات الله عزوجل كشف المنافقين وفضحهم وتجليهم لاولى الالباب لا يعرفهم الامن تبصر وتعقل حتى يتعظ المؤمنون ولا ينخدعوا فيمن حولهم وقد يكشفهم الله اما فى اقوالهم واما فى أفعالهم وقد مكث النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينه مع المنافقين احدى عشر سنة وهم مندرجون تحت اسم الاسلام لايعرفون من الاسلام الا اسمه ولا يريدون الا الكيد له ومن عجائب القدر ان هؤلاء لا يظهرون الا والاسلام قوى وعزيز ففى هذه الايام مثلا لا يظهر المنافقين لانه لا حاجة لهم فى التخفى بل من اراد الرقى والتقدم فعليه من كيل الاتهمات للاسلام وللدعاة الى الله وقد جاءت سورة التوبة بعد غزوة تبوك بعد تسع سنين من البعثة ليفضح بها الله عزوجل المنافقين ويوضح صفاتهم وافعالهم ولعلنا نذكر منها البعض هنا حتى يتقى المؤمن هذه الصفات ويتفقد أحواله واقواله وجدير بالذكر هنا اننا لا نريد بذلك ان نفتح المجال لكي يتهم السلم اخيه بل ليتفقد نفسه اولا وليحذر من الذين يكيدون للاسلام ليل نهار .
1- قال تعالى (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر و جاهد فى سبيل الله لا يستون عند الله ) فى هذه الآيه يحدثنا الله عزوجل عمن قلبوا ميزان الاسلام فجعلو نافلتهم اهم من فريضتهم او اهم من الايمان كله ان سقاية الحاج وعمارة المسجد من اعمال الخير ولكنها لا تستوى بحال مع الايمان ومع الجهاد فهو ذروة سنام الاسلام وانظروا الى ختام الايه العظيمة فيقول تعالى والله لا يهدى القوم الظالمين اى انهم ظلموا انفسهم وظلموا دينهم بقلبهم لحقائق الدين او لفطرة اللهالتى فطرهم عليها.
2- قال تعالى ( قل ان كان اباؤكم و ابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة لا تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين )
فى هذه الايه العظيمة مسائل عدة اولها ان الله لم ينكر حب المسلمين لها ولم يطلب منهم التخلى عنها بل انكر عليهم حبها اكثر من حب الله ورسوله
وحب الجهاد فى سبيله وهذه هى الطامة الكبري عندما يقدم المسلم مرضات نفسه عن مرضات الله عزوجل
والثانيه ان المسلم مطالب بامتلاكها لانه لو لم يطلب منه امتلاكها لما امر بعدم المبالغة فى حبها
والثالثة ان المسلم محب لله ولرسوه وللجهاد ولكن عند التعارض مع امور الدنيا فماذا يقدم وماذا يؤخر .
والمحصلة النهائية أن المسلم مطلوب منه ان يمتلك الدنيا ولكن فى يديه وليست فى قلبه
3- قال تعالى ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون .)
ان المسلم لا يستطيع ان يوقفه شئ فى الدنيا ما دامت فيه روح تنبض وعروق تجرى فيها الدماء وقلب مملؤ بالايمان فاذا تعسر فى طريقه صاح باعلى صوته قل لنا يصيبنا الا ما كتب الله لنا ان بعض الناس يتخذون من هذا شعار للتخاذل والقعود ولكنه ذكر فى معرض الجهاد اى معرض الجد والقوة والغلبة والنصر وهذا ما لابد ان يتفقد عنه ذهن المؤمن اى لا يتسع فكره الا للفهم الصحيح للنص فى ياق ما نزل فيه النص .
4- قال تعالى ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا مكن فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ؛ فلما آتاهم من فضله بخلو به وتولو وهم معرضون )
هذه ايه عظيمة توضح خبايا النفس فمن منا قد عاهد الله عهدا ثم نكص فيه الم يخش على نفسه من ان يؤصل ذلك فى نفسه نفاقا لا يقدر على درؤه ويظل الانسان يسوف فى فعل الخيرات آن بعد آن حتى يمر الأوان وهو لا يزال على ذلك الهوان وانظروا الى قوله تعالى ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب .
5- قال تعالى ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون )
تحذرنا الآيه من أن نكون مع الذين تخلفوا عن ركب الاسلام حيثما دار وترك السبق للآخرين ولسان حاله يقول قلوبنا معكم والله يرعاكم
اذا ناداه احد لينينقذه من النار قال كيف استطيع ان اخوض النار وقد كان يكفيه ان يدعو الناس لانقاذ هذا من النار او ان يمد اليه شئ لينقذه ولكنه ينتظر حتى يموت من امامه بل ينصرف ولا يشيع جنازته حتى ذلك لا يفعله وانظر الى الايه التى تليها قال تعالى لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا باموالهم وانفسهم واولئك لهم الخيرات واولئك هم المفلحون
6- قال تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤؤف رحيم )
هذه ايه توضح مدع عظمة هذا الدين فهو دين رحمة ودين عدل ومدى حب الرسول لنا وانه صلى الله عليه وسلم عزيز عليه ما نفعل من المعاصى حريص علينا يأخذ بحجزنا عن النار وانه رءوف بنا رحيم يرجو لنا الخير ومن آثار رحمته انه عندما امر المسلمين بالحج فقام اليه صحابى وقال أفى كل عام فسكت وعندما كرر السؤال قال صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم فصدق جبريل حين قال له صدق من سماك الرءوف الرحيم
حكمة اليوم
سوابق الهمم لا تخرق أسوار القدر.
يقول اين زروق تدور مع القدر حيث دار حسبما دلت عليه العقول والنقول فقد قال الله تعالى (وكان الله على كل شئ مقتدرا) وانواع الهمم ثلاثة الهمم القواصر وهى لتى تقتضى العزم والحزم من غير فعل ولا انفعال والهمم المتوسطة وهى التى توجب مع العزم فعلا ومع الحزم كمالا سواء وقع بانفعال ام لا والهمم السوابق وهى قوى النفس الفعالة فى الوجود
قلت والحاصل ان الهمم والعزائم لا تغير من قدر الله الا بالقدر نفسه وقد يكون الدعاء من القدر وقال تعالى ( وما هم بضارين به من احد الا باذن الله )وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام مسلم
(كل شئ بقدر حتى العجز والكيس)
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين