العرب مسرحيات متشابهة
--------------------------------------------------------------------------------
ليس أغبى من الشعوب العربية الا حكوماتها، فنحن أمة لا تفكر بل لا تريد ان تفكر و لا تجيد الا التقليد.
فعلى سبيل المثال عندما تستمع الى تصريحات احدهم في المغرب العربي، اكتفِ بهذا القدر
و اغلق المذياع فما سيقوله احدهم في المشرق ليس الا نسخة مما قاله صاحبنا السابق في المغرب.
وما الاحداث الجارية في الوطن العربي الا نسخ متشابهه من بعضها و لأثبت لك ان الغباء جين وراثي يحمله كل عربي،
استذكر عزيزي العربي تسلسل الاحداث في تونس وما قامت به الحكومة التونسية آن ذاك
ثم قس ذلك على الدول العربية الاخرى.
ستدرك حتما ان ما حدث في تونس حدث في مصر و سيحدث في اليمن. فعندما أزاح إخوتنا التونسيون الأغلال
عن رقابهم و اعلنوا ثورتهم التاريخية ضد العبودية وخرجوا في الميادين، أمطرتهم قوات الحاكم بوابلٍ
من الرصاص الحي و المطاطي و الغاز المسيل للدموع. وحينما ادرك ذلك الحاكم المشؤوم
قلة حيلته وهوانه على الناس، اعتلا منبره و خرج الى الملأ بالوعيد و التهديد تارة و بالوعد و الترغيب تارة
ثم امر بمظاهرات مضادة مؤيدة له، فالهجوم لابد له من هجوم مضاد لإحراز تقدم في المعركة
كما يقول القاموس العسكري. وعندما يأس من كره و فره أشار اليه زبانيته بالدين فأرسل وعّاظه
علهم ان يثنوا الناس عما عزموا عليه من الخروج على الحاكم وقد حوروا الأحاديث عن معانيها
و الآيات عن مقاصدها حتى لبّسوا على الناس امر دينهم. فما كان من الناس الا ان زادوا قوةً الى قوتهم
و عنادا لا يثنيه الا النصر او الشهادة.
وما حدث في مصر ما كان الا نسخة مكررة مما حدث في تونس و ما فعلته الحكومة المصرية
لم يزد عما فعلته الحكومة التونسية بشئ الا بفارق معركة الجمل اللتي حاز بها الرئيس المصري
براءة اختراع من جامعة الدول العربية واللتي يعكف الكتاب على كتابة السيناريوا المناسب لها في هوليود
لتتجسد في فلم من بطولة براد بيت. و ما يحدث في ليبيا يبين لك ان الحكومة تكرر الخطأ نفسه
وتقوم بالعمل ذاته في جميع ادوار المسرحية بفارق خروج القذافي عن النص بقصيدته المشهورة "زنقه زنقه".
الحكومات العربية لا تفكر لا تعتبر و لا تريد ان تبدأ بالتغيير السلمي حتى يصلها الموج
ليجتث جذورها فيقلب عاليها و سافلها. و هذه سنة الحياة
فاذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان تستجيب البقر.