أتقوقع خلف قضبان اليأس الكبير
والأمل في دروبي
ليس إلا سراب في سراب
وتحاك من فوق رأسي الغيوم
فتضرب رأسها برأس السماء
فتمطرني بأشجان ٍ وجروح
وأنا والمستحيل
نتصارع في كل لحظة
ومع يقيني بأنه صارعي
أتشبث بعنق القدر
والصد رياح خاطفة
وأنا كغريق في لجة بحر
وكلي تحت الماء
أتنهد حب أتنفسك ِ أنت ِ
في تيه أنا
وقارب نجاتي أنت ِ
وتبعدين
فأتلاوى مع الجزر بيد
ويدي الأخرى تلاوي المد
ومن ثم
أومأ بروحي للشراع
لعله يسعف ضياع النجاة
ولعلني أقاوم هبوب العاصفة
كي أخفف من وقع الإقتلاع
ومن ثم أراجع قرار التشبث
بالموج مدا وجزر
وأطلق زفرات تناشد الشراع
أن يتركني بما أنا فيه
كي أشهقك
تحت الماء
حيث أنا وطيفك
وليس لي فيك ِ من شريك
ولأنني أحبذ الغرق
على أن تقذفني أمواج البعد
أعود أدراجي غريق
لمعرفتي بنفسي جيدا
بأن الموت أحلى بكثير
من لحظة فراق
يا أنثى إفهميني كثيرا
فأنا أفهمك
تغلغلي بحنايا القلب وأسألي النبض
مَن أنت ِ
وهل لغيرك ِ من مكان
وأستفهمي عن ارتجافاته
حينما يلوك الصبر فيلوكه الألم
وتجولي بكلي حتى تشاهدين الأوجاع
وهي َتتسامر فوق موائد حيرتي
وكيف أ ُ صلب حينما أصد منك ِ
ويصلبني الهم على حائط الدموع
المتدفقة من عيوني المسرفة بعشقك
ياه كم أعشقك ِ يأمرأة
وكم يضنيني رفضك
وأعاني إنبثاق ال (لا)
عندما تندلق من ثناياك ِ
وأعلم بأنك تعنين ما فيها من رفض كبير
وأنا أقلب روحي يمينا وشمال
ولوعتي لا يفقهها إلا أنا
وأكف اليأس تطرق أبوابك الموصدة
فتصطدم بأقفال صنعت من فولاذ ٍ شديد
وندائي يرتد لي
ليس من مجيب
فأضرب نفسي بنفسي
لعل الخلاص يستجيب
فأرحل حيث نهاية المطاف
ليقيني بأن الموت بالنسبة لي
هو أجمل حياة