قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى :
"قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ "
الأعراف - 165
أي أفعل ما أشاء وأحكم ما أريد ولي الحكمة والعدل في كل ذلك سبحانه لا إله إلا هو .
وقوله تعالى" وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " الآية عظيمة الشمول والعموم ،
كقوله تعالى إخباراً عن حملة العرش ومن حوله أنهم يقولون
" ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما" .
غافر - 7
وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الصمد " موصولاً بالرواية إلى "
ابن عبد الله البجليرضي الله عنه قال :
"جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ثم صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى راحلته فأطلق عقالها ثم ركبها ثم
نادى : اللهم ارحمنيومحمدا ولا تشرك في رحمتنا أحدا ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " أتقولون هذا أضل أم بعيره ألم تسمعوا ما قال ؟ " قالوا بلى قال " لقد
حظرت الرحمة الواسعة إن الله عز وجل خلقمائة رحمة فأنزل رحمة يتعاطف بها
الخلق جنها وإنسها وبهائمها وأخر عنده تسعا وتسعين رحمةأتقولون هو أضل أم
بعيره ؟ " . رواه أحمد وأبو داود .
وقال أحمد أيضا حدثنا يحيى عن سليمان عن أبي عثمان عن سلمان عن النبي
صلى الله عليهوسلم قال :
" إن لله عز وجل مائة رحمة فمنها رحمة يتراحم بها الخلق وبها تعطف الوحوش
على أولادها وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة " . تفرد بإخراجه مسلم
وقوله " فسأكتبها للذين يتقون "
الأعراف 156
يعني فسأوجب حصول رحمتي منة مني وإحسانا إليهم
كما قال تعالى " كتب ربكم على نفسه الرحمة " وقوله" للذين يتقون "
أي سأجعلها للمتصفينبهذه الصفات وهم أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم
" الذين يتقون " أي الشرك والعظائم من الذنوب قوله " ويؤتون الزكاة " قيل زكاة
النفوس وقيل الأموال ويحتمل أن تكون عامة لهما
فإن الآية مكية" والذين هم بآياتنا يؤمنون " أي يصدقون .