بارك الله فيكم جميعاً وجزاكم الرحمن كل خير وجعل صحيح ما تكتبونه أو تنقلونه في موازين حسناتكم وغفر لكم كل ما هو غير صحيح كتبتموه ورفعه عنكم ..
وبعــــــد ..
فإن من فضل الله علينا ونعمته أن سخر لنا من الأدوات الشخصية ما يسهل به التواصل فيما بيننا وأصبح العالم بذلك قريةً صغيرة والتي منها:
(الإنترنت والجوالات) وغيرها ..
وقد كان هناك عرض شهر من الرسائل مجانا من قبل شركة الإتصالات السعودية.. إضافةً إلى الإنترنت المجاني والمفتوح ..
وأثق أن الجميع وصلته كمية ليست بالهينه عن طريق هذه الوسيلتين من
رسائل (حملات الإستغفار)
ورسائل (الصلاة على الحبيب وإحصاء الحسنات)
وهنا بيان بتوفيق الله أقدمه لكم حتى تكونوا على بينةٍ من أمركم تجاهها ويكون لكم فيه توضيح بحكم مثل هذه الرسائل..
وقبل أن تقرأونها...
متى (نتحقق من صدق الرسالة) قبل أن نبثها.؟! كيف تنصر الأمة وتكشف الغمّة، ونحن لانزال نرتع في مستنقع البدعة ولانتحقق من نشر فحوى هذه الرسائل...!
(حملات الإستغفار)
[إذا قرأت بين قول ربنا في الحديث القدسي: "ياعبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم"، وبين قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} وأنه أتى بالفعل المضارع {يَسْتَغْفِرُونَ} الدال على الاستمرار، عرفت أننا بحاجة للاستغفار كل وقت وحين، وأن حملات الاستغفار التي يروج لها بعضهم إنما هي مجانفة لهدي الوحيين، وفتح لباب -قدلايغلق- من أبواب البدع في باب الأذكار.ج.تدبر]
**كثيرا ما تصلنا رسائل غريبة عجيبة حول عد الحسنات وجمعها وضربها ..!
فنقرأمثلا : قل كذا تحصل على كذا حسنة وإذا كررتها عشر مرات فإنك تحصل على كذا مضروبا في كذا أي كذا حسنة..
أحيانا يصل بهم العدد إلى المليون والملايين من الحسنات..
والأدهى والأمرّ والأشد مرارة .. أني قرأت مرة موضوعا عنوانه (( امسح ذنوبك في دقيقة ))وداخله بعض الأذكار الشرعية ..
ترى هل الأمر بهذه السهولة ؟؟
وهل يحق لنا أن نعد ونحسب على ربنــا ؟؟؟
وهل العبرة بكثرة العمل أم بقبوله؟ وما أدرانا أنه مقبول؟ والله عز وجل يقول : {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } ولم يقل عز وجل أكثر عملا!!
ليعلمنا تعالى أن العبرة بالقبول .. فكيف نعد الحسنات بهذا الشكل ونحن لا ندري عن القبول..!
وأدناه فتوى شرعية توضح لنا وتجعلنا نجزم أن أمثال تلك الموضوعات لا تسمن و لاتغني من جوع..
وإليكم الفتوى الخاصة بنشر حملات الاستغفار لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية ..
السؤال:
ما حكم الانشغال بعد الحسنات والسيئات ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم ... حفظه الله ،،
ما حكم الانشغال بتعداد الحسنات والسيئات ؟
كمن يقول .. إذا قرأت كذا فستحصل على ( --- ) من الحسنات ، ثم يبدأ بالجمع وهكذا .. ؟
وجزاكم الله خيراً ..
...
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
هذا مسكين مخذول !
كيف ؟
لأنه انشغل بِِعَدّ الحسنات عما هو أهمّ من العَدّ ، وهو " القَبول " وهذا الأمر هو الذي أهمّ السلف ، فقد كان يَهمّهم القبول أكثر من العدد ، لأن الله يُضاعِف لمن يشاء .
ولذا لما جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ، فقال : لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم . اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . رواه ابن أبي شيبة .
فالعبرة بِقبول العمل لا بِكثرته
قال سبحانه وتعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
ولم يَقُل : أيّكم أكثر عملا !
سُئل الفضيل بن عياض عن قوله تعالى : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ) قال : هو أخلص العمل وأصوبه ، قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا وصوابا ، فالخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة .
وقد يَفوت هذا الإنسان ما يُشترط في قبول العمل من إخلاص ومُتابَعة لاشتغاله بِِعَدّ الحسنات .
والله أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله
قبل الختام تذكروا لاتكونوا سببا في موت السنة وانتشار للبدعه..
بارك الله فيكم جميعاً أيها الأعضاء والزائرين ..
ملاحظةً شديدة أرجو الانتباه لهذا الموضوع وقرأته بتمعنٍ وتبصر .. بارك الله فيكم