النظام الليبي يرضخ لقرار مجلس الأمن ويوقف إطلاق النار من جانب واحد.. وسيف الإسلام يؤكد عدم الخوف من القرار الدولي.. والساعدي: لن ندخل بنغازي
قطر و الامارات تشاركان .
نعم تغيرت قواعد اللعبة في ليبيا مع دخول المواجهات بين الثوار وكتائب القذافي شهرها الثاني، فبعد طول انتظار اقر مجلس الامن الدولي قرارا يفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ويجيز استخدام القوة ضد نظام العقيد معمر القذافي لمنعه من شن هجمات على المدنيين، حيث دبت الحياة مجددا في قلوب الثوار الذين احتفلوا ابتهاجا في كل أنحاء البلاد.
قرار مجلس الامن لاقى ترحيبا دوليا واسعا باستثناء الصين والمانيا والهند وروسيا والبرازيل، كما رحبت قطر بالقرار حيث نقلت وكالة الانباء القطرية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله «رحبت قطر بالقرار وقد قررت المشاركة في الجهود الدولية الهادفة لحقن الدماء وحماية المدنيين في ليبيا».
في هذا الوقت، اعلن ديبلوماسي في الامم المتحدة ان قطر والامارات العربية المتحدة ستشاركان في عمليات عسكرية مشتركة ضد نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا في اطار مهمة الامم المتحدة.
وقال هذا الديبلوماسي «ستكون هناك مشاركة من قبل قطر والامارات العربية المتحدة. لقد تأكد هذا الامر في مجلس الامن» الدولي.
ولم تمض ساعات قليلة على اعلان القرار في مجلس الامن حتى جاء الرد الليبي على لسان الناطق باسم اللجنة العامة المؤقتة لوزارة الدفاع الليبية حيث اكد ان القرار الدولي سيعرض جميع الملاحة الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر.
بدوره، اكد سيف الإسلام القذافي ان النظام الليبي ليس خائفا من القرار الذي يجيز استخدام القوة ضده، فيما أشار شقيقه الساعدي إلى ان القوات الموالية لوالده لن تدخل بنغازي بل ستتمركز حولها وستتكفل الشرطة ووحدات مكافحة الإرهاب بنزع أسلحة المعارضة في المدينة.
وقال سيف الإسلام في حديث لشبكة «إيه.بي.سي» الأميركية اول من امس مع الصحافية كريستيان أمانبور بعد صدور القرار «نحن في بلدنا ومع شعبنا. ولسنا خائفين» واصفا القرار الدولي بأنه غير عادل لأن ليبيا لم تشهد أي «قصف جوي لأحياء مدنية أو لمظاهرات» على حد زعمه.
وزعم سيف الإسلام أن أي مدني لم يسقط في المعارك بين قوات النظام ومن وصفهم بالميليشيات المسلحة، حتى أنه أضاف ان «الإرهابيين أو المسلحين استسلموا لذلك لم يكن هناك حمام دم».
وقال أيضا ان الناس في بنغازي خائفون من «الميليشيات المسلحة» وان المئات من المواطنين يتصلون بالتلفزيون الليبي ويطلبون من قوات النظام تحريرهم من «الإرهابيين».
واتهم العرب بأنهم يريدون تصفية حسابات مع ليبيا من خلال دعوتهم إلى حظر جوي عليها، وقال ان «المفارقة ان الليبيين سعداء بالولايات المتحدة لأنهم سمعوا أنها ضد الهجمات الجوية ضد ليبيا وهم لا يدعمون الفرنسيين ولا البريطانيين. ويعتبرون ان الأوروبيين والعرب خانوهم».
ولكن لعل أكثر التصريحات واقعية جاءت على لسان وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الذي اكد أن طرابلس قررت وقف إطلاق النار وجميع العمليات العسكرية بشكل فوري التزاما بقرار مجلس الأمن الدولي، أكد الثوار الليبيون، أن هذا القرار من جانب الرئيس الليبي معمر القذافي، لن يغير شيئا بالنسبة لهم.
في غضون ذلك وعلى وقع ابواق السيارات وأزيز الرصاص ودوي الرشاشات المضادة للطيران راح رجال يتبادلون العناق وآخرون يبكون فرحا وهم يرقصون رافعين علم ليبيا في وسط بنغازي الذي تدفق اليه آلاف الثوار قال أحدهم «بفضل الأمم المتحدة انتهى القذافي».
وفي ساحة المجلس الوطني مقابل البحر، تعانق حسين ومجيد وحولهما شبان يرقصون ويرددون هتافات معادية للزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال مجيد بورحيم الذي يعمل في قطاع النفط «انه أجمل يوم في حياتي. هذا بفضل الغربيين وخصوصا الرئيس (الفرنسي نيكولا) ساركوزي. لن ننسى أبدا ما فعلته فرنسا من اجلنا».
وتابع بورحيم بعد دقائق على تبني قرار الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة ضد قوات القذافي مما يسمح بتوجيه ضربات جوية الى ليبيا «الآن يمكننا القتال حتى آخر رجل وحتى آخر امرأة».
من جهته، أوضح حسين مدني المهندس البالغ من العمر 48 عاما والذي قتل شقيقه في القمع الدموي لتمرد سجن بوسليم قرب طرابلس في 1996 «كنا بحاجة الى منطقة الحظر الجوي لكن يجب قصف البنى التحتية العسكرية في طرابلس وسرت وسبها».
وفي الساحة، تدفقت سيارات بيك آب وأخرى صغيرة وشاحنات وسط اطلاق نار كثيف والعاب نارية بينما وضع أطفال على أسطح السيارات واصطف شبان على شاطئ البحر حيث أطلقت عبوات ديناميت ادى انفجارها الى ارتفاع المياه عدة أمتار. ورفع العلم الفرنسي قرب العلم الليبي.
وفي الساعة الثانية فجرا، لم يكن سكان بنغازي راغبين في النوم وقرروا مواصلة احتفالاتهم التي تشبه تلك التي تجري بعد مباريات كأس العالم. وفي سماء «عاصمة» التمرد أطلقت العاب نارية. ووقف رجل مسن وهو يرفع اشارة النصر بينما هتف شبان «واحد اثنان ثلاثة يحيا ساركوزي». وقال م.سعد (47 عاما) «خرجت الى الشارع بسبب الضجيج». وفي الشارع اعلن له الشباب نبأ قرار الامم المتحدة. وأوضح سعد «لم نعد نشعر بالخوف. سئمنا أجواء الخوف التي سادت 42 عاما. الآن يمكنني ان اسمح لابني يوسف (12 عاما) ان يشارك في القتال ضد جيش القذافي. لم أعد أخشى طيران القذافي ومدفعيته التي قتلت عددا كبيرا من الليبيين الصالحين».
والى جانبه وقف يوسف مبتسما بينما يردد شقيقه الأكبر فرج (17 عاما) الذي ينتمي الى جيل الثورة الرقمية «ديليت (حذف) القذافي».
وقال سعد ان القذافي «ليس لديه سوى مرتزقة ونحن لدينا وطنيون. سنسترد اجدابيا» المدينة التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي والتي تخضع لسيطرة المتمردين لكن تطوقها قوات القذافي بشكل شبه كامل.
واضاف «الآن يجب على شعب طرابلس ان يتمرد».
وعند موقف السيارات حيث علت الأبواق واختلطت بأزيز رصاص الرشاشات قال احمد الذي جاء الى الساحة مع زوجته وأبنائه «علمنا بالنبأ من قناة الحرة» التي تمولها وزارة الخارجية الاميركية.
واضاف مبتسما «انتهى القصف والمعاناة. انتهينا من الحرب. نصرنا كامل والقذافي لم يعد يستطيع النجاة».