اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 في رحاب قوله تعالى: { لا نسألك رزقًا }

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
KLIM

KLIM



في رحاب قوله تعالى: { لا نسألك رزقًا } Empty
مُساهمةموضوع: في رحاب قوله تعالى: { لا نسألك رزقًا }   في رحاب قوله تعالى: { لا نسألك رزقًا } Icon-new-badge18/3/2011, 06:57


خطاب القرآن خطاب صدق وعدل، وإخباره إخبار حق وفصل، إذ هو الجد ليس بالهزل { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } (فصلت:42) { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا } (النساء:82) .

وحديثنا - في مقالنا هذا - يدور حول آية مفتاحية من آيات الكتاب الكريم، وهي قوله جلَّ وعلا: { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى } (طه:132) .

والآية
وإن جاءت خطابًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا إنها خطاب لأمته من
بعده؛ تأمر الأهل خاصة، وولاة الأمور عامة، بأمر مَنْ كان تحت ولايتهم
وعهدهم بالصلاة، إقامة لها ومحافظة عليها .

والشريعة طافحة بالأدلة
الحاثة على الصلاة إقامة وحفظًا، إذ هي عمود الدين ودعامته، فبإقامتها
إقامة الدين، وبالإعراض عنها فلا قائمة له .

غير أن الأمر المهم في
الآية توجيه الخطاب إلى أولياء الأمور بتعهد أبنائهم ومن كان تحت رعايتهم،
بإقامة الصلاة والمحافظة عليها، تهيئة لهم إليها، وتعويدًا عليها، وفي
الحديث الصحيح: ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ) رواه أبو داود .

وروي أن عمر رضي الله عنه كان إذا استيقظ من الليل أيقظ أهله، وقرأ قوله تعالى: { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } .

ولما كانت النفوس ميَّالة إلى طلب الراحة، ومتثاقلة عن أداء ما كُلِّفت به، جاء الأمر الإلهي بالاصطبار على تحمل أداء الصلاة { واصطبر عليها }
والضمير يعود إلى الصلاة، والمعنى: تزود بالصبر للقيام بما كُلِّفت به؛ من
أداء للصلاة، وأمرٍ لأهلك بها، ولا تتثاقل عما كُلِّفت به؛ والاصطبار فيه
معنى الانحباس لأمر مهم، وذي شأن، ومستمر .

وحيث إن الخطاب القرآني
قد يُتبادر منه أن طلب العبادة والتوجه إليها يكون عائقًا أو مانعًا من
تحصيل الرزق، أبان الخطاب أن أمر الرزق موكول إلى رب العباد ومدبر الأرزاق،
فقال: { لا نسألك رزقًا نحن نرزقك } أي: لا نسألك أن ترزق نفسك وإياهم، وتشتغل عن الصلاة بسبب الرزق، بل نحن نتكفل برزقك وإياهم، وقريب من هذا المعنى قوله تعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } (الذاريات:56-58) .

وإياك
- أخي الكريم - أن تفهم من هذا الخطاب القرآني التقاعد عن طلب الرزق، وترك
الأسباب، طلبًا لتحصيل أسباب الحياة؛ فليس ذلك بمراد وهو فهم قاصر لهذه
الآية؛ ويكفيك في هذا المقام قوله تعالى: { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه }
(الملك:15) والآيات المقررة لهذا المعنى ليست قليلة، فلا يلتبس الأمر
عليك؛ فالمحظور إنما الانشغال بأسباب الرزق عن عبادة الله سبحانه، وخاصة
الصلاة، إذ هي أكثر العبادات تكررًا في حياة المسلم، فإذا قام الإنسان
بالأسباب المتاحة فقد حصل المطلوب، أما إن انشغل بالأسباب، وشُغل بتحصيل
الرزق، وترك أو قصَّر فيما كُلِّفه من واجبات فقد وقع فيما هو محظور وممنوع
.

وإذ تقرر هذا، كان معنى الآية: إذا أقمت الصلاة - في نفسك وأهلك
- وعملت بأسباب الرزق الميسرة دون تكلف، أتاك الرزق من حيث لا تحتسب، كما
قال تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب } (الطلاق:2-3) .

وعلى
هذا، فلا عذر اليوم لمن قصَّر في إقام الصلاة في نفسه وأهله، بدعوى طلب
الرزق، وتعدد مطالب الحياة، بحيث تجد أحدهم يلهث صباح مساء لتأمين مطالب
الحياة، غافلاً أو متغافلا عن شؤون أبنائه، ثم تكون النتيجة لا أرضًا قطع
ولا ظهرًا أبقى، ولات ساعة مندم .

وينفع في هذا المقام، أن نذكر بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: ( يا ابن آدم تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسدُّ فقرك، وإن لم تفعل، ملأت صدرك شغلاً، ولم أسدَّ فقرك ) رواه الترمذي و ابن ماجه وغيرهما. وبما رواه ابن مسعود
من جعل الهموم همًا واحداً، همَّ المعاد، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت
به الهموم في أحوال الدنيا لم يبالِ الله في أي أوديتها هلك
) رواه ابن ماجه ، وبما روي أيضًا عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (
من كانت الدنيا همَّه فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم
يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع له أمره، وجعل
غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة
) رواه الترمذي و أحمد وغيرهما .
رضي الله عنه، قال: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم، يقول: (

نخلص
من قراءة هذه الآية الكريمة، أن أمر الأهل بأداء العبادات الشرعية عمومًا،
والصلاة خصوصًا، ومتابعتهم على أدائها، واجب أساس من واجبات الأبوين،
والأب على وجه الأخص؛ وأن هذا الواجب يحتاج إلى صبر ومصابرة ومتابعة وحكمة
أيضًا، ينبغي أن يتحلى بها كل من الأبوين؛ ودلت الآية الكريمة أيضًا على
أنه لا ينبغي للوالدين أن يقصرا في هذا الواجب بحجة تأمين الرزق لأبنائهم،
فإن هذا أمر قد تكفل الله به، لكن مع الأخذ بالأسباب، والسعي في طلبها،
والقيام بكل واجب وفق أهميته، ومكانته في سلم الواجبات الشرعية، والله
أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



في رحاب قوله تعالى: { لا نسألك رزقًا } Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب قوله تعالى: { لا نسألك رزقًا }   في رحاب قوله تعالى: { لا نسألك رزقًا } Icon-new-badge18/3/2011, 06:58

مبدعة يا كلام على التوضيح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
KLIM

KLIM



في رحاب قوله تعالى: { لا نسألك رزقًا } Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب قوله تعالى: { لا نسألك رزقًا }   في رحاب قوله تعالى: { لا نسألك رزقًا } Icon-new-badge24/3/2011, 01:54

الروعة بمروركم اسعدني تواجدكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في رحاب قوله تعالى: { لا نسألك رزقًا }
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في رحاب قوله تعالى: { متى نصر الله }
» في رحاب قوله تعالى: { ولا تكونوا أول كافر به }
» في رحاب قوله تعالى: { ولا تنازعوا فتفشلوا }
» في رحاب قوله تعالى: { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق }
» في رحاب قوله تعالى: { أينما يوجهه لا يأت بخير }

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: منتدى الاسرة :: المنتدى الاسلامي :: القرأن الكريم و تفسيرة-
انتقل الى: