لم تعد استخدامات الإنترنت محصورة بجمع المعلومات والإطلاع على أبرز المواقع الإخبارية فقط، بل تعدتها إلى أن تحتل أهمية كبرى كأحد الأدوات التسويقية الفعالة التي تستخدم عند تفعيل الخطط التسويقية لطرح المنتجات الجديدة في الأسواق، ومع ذلك فان قطاع التسويق الإلكتروني ما يزال في خطواته الأولى، لم ترتق هذه الصناعة أو تقنية التسويق الالكتروني إلى مستوى التوقعات المأمولة في العالم العربي بسبب نقص الوعي بأهمية هذا القطاع لدى بعض الخبراء التسويقيين، حيث إنهم غير واثقين من اختيار الطريقة المناسبة للاستفادة المثلى من تقنية الإنترنت كإحدى الأدوات الرئيسة للاتصالات والترويج.
يتم وضعاستراتيجية التسويق الرقمي، من طريق عناصر التسويق الرقمي وهي تختلف كثيرا عن عناصر التسويق المعروفة ولكن طريقة التعامل والعمل وفق كل عنصر اتخذ منحى جديداً، إذ تظل عناصر التسويق مشتركة بين كلا الأسلوبين وهي المنتج (سلعة، خدمة، فكرة) والتسعير والترويج والتوزيع، وهناك من يضيف (الأفراد) كعنصر خامس، والعمليات كعنصر سادس والدلائل المادية كعنصر سابع، والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه
" كيف ستتغير أو تتأثر هذه العناصر بثورة الإنترنت ودخول العالم إلى الاقتصاد الرقمي كما نلاحظ تجليات ذلك أمام أعيننا الآن؟ " " وكيف ستتأثر وظيفة التسويق بمجملها مع هذه التقلبات التقنية السريعة؟ " يمكن الإجابة على هكذا تساؤل على النحو الآتي:
1- المنتج (سلعة أو خدمة أو فكرة): هو ليس بعيدا عن التأثربالعصر الرقمي، فالفنادق والمقاهي والطائرات وغيرها لم تعد تنتج إذا لم تقدم خدمة الإنترنت لزبائنها، كما أن تصميم المنتجات الحديثة لا ينفك عن التأثر بهذا العصر، فاليوم يجب أن تكون المنتجات متوافقة مع روح العصر الرقمي وقابلة للدخول فيالإنترنت من باب التجارة الإلكترونية أو الإعلان الإلكتروني أو التزود بتقنيةحاسوبية إلكترونية.
2- التسعير: سيتأثر بحقيقة تقول أن الزبون يستطيع معرفة الأسعار المنافسة للمنتجات والخدمات حول العالم من خلال ضغطة زر، لذافإن الأسعار الجيدة في عصر ثورة الاتصال والمعلومات وتحول العالم إلى سوبر ماركت صغير يجب أن تحاكي مستويات الأسعار حول العالم مع وجود «زيادات» طفيفة لتغطيالتكاليف التي قد يتحملها الزبون في حالة الاتصال مع منتجين خارج الحدود مثل النقل والضرائب والضمانات والتأمين والمخاطرة وغيرها، وعليه سيكون من المستبعد أن توضعالأسعار بمزاجية المنتجين أو اعتباطية الوكلاء والموزعين.
3- الترويج: فإن الحاسبات هي ستكون وسيلة الالتقاء والاحتكاك المباشر مع جماهير الزبائن وستتراجع الوسائلالمقروءة وبقية الوسائل مثل المذياع واللوحات الإعلانية وغيرها، وإذا كان عدد مستخدمي الإنترنت لدينا يبلغ النصف مليون إنسان ونحن في بداية استخدام التقنية فما بالكم بعدد الأفراد (مستخدمي هذه الوسيلة) الذين تصل لهم رسالة شركة ما عبر شبكةالإنترنت في الدول التي تعيش في عصر الاقتصاد الرقمي.
4- يخص التوزيع: فالتجارةالإلكترونية تهدد وظيفة التوزيع المادي بقوة وقد ضربت الموزعين والوسطاء بتقنيةرقمية عابرة للقارات تتيح الاتصال المباشر ما بين المنتج والمستهلك عبر الحدودوالمحيطات ومن خلال الجدران، من ناحية أخرى عندما يريد مدير التسويقتصميم قنوات التوزيع فلابد أن يضع الحاسب الآلي من ضمن أولويات منافذ التوزيعالمتاحة.
5- الأفراد: في عصر الثورة الإلكترونية أصبح الوصول إلىالناس وإرضائهم سهلا، ويمكن الوصول إليه على ظهر فأرة وبنقرة زر واحدة، لقد سقطت الحواجز المادية بين المنتجين والناس وأضحى التخاطب مع الزبائن مباشرة أمراً عادياًلا يستلزم الاستعانة بالوسطاء والوكالات المتخصصة والمستشارين.
6- العمليات: إذ أن هناك الكثير من الزبائن يعلمون أن عملية تسليم السلعة أو الخدمة هي جزء من عرضها، فتوفر هذه المنتجات على شبكات الانترنت يعني توفر المعلومات عنها لدى الزبائن "مستخدمي شبكة الانترنت" وبالتالي لها دور كبير في نجاح تسويقها، فإذا لم تتم عملية تسليم ووصول المنتج إلى الزبون بصورة صحيحة، فإن ذلك سيؤدي إلى ضعف العلاقة بين المنتج والزبون.
7- الدلائل المادية: هو العنصر السابع من عناصر المزيج التسويقي، وتعنى هذه بكل ما يحيط الشركات والمنظمات الإنتاجية والخدمية، فهي البيئة الملموسة للشركات والمنظمات التي تحيط بالأفراد العاملين في أثناء القيام بالأنشطة التسويقية مثل تصميم المنتجات وعرضها وتقديم الخدمات وطرق إيصالها للزبون النهائي، نلاحظ هذا في العصر الرقمي أن معظم مواقع الشركات والمنظمات الإنتاجية أو الخدمية تعرض صور متنوعة عن بيئتها الداخلية وأفرادها العاملين ومعداتها وأدواتها، فضلاً عن الديكورات والإنارة وغيرها والتي تحيط بمبانيها وطرق العرض للمنتجات، وان لم تكن شركات أو منظمات، فاليوم هناك صور للسوبر ماركات والمحلات الضخمة والتي نراها في صفحات الانترنت وهي تعرض منتجاتها وطرق تقديم خدماتها لزبائنها في الوقت والزمان المحديين.
موضوع: التسويق الرقمي منذر المهتدي 
17/3/2011, 07:12
