وأعود من حيث انتهت أحلامي ... في ذات البدء أكرّر بحّة أهدابي .. وأواري ما بين الأصداء انتمائي ... أكابر على خيبةٍ اعترت عمق الضمير الّذي كان ذات عاطفة ... وأمارس إيحاءات الذاكرة من حيث البدء .... فالبدء كان .... ( كلمة ) ...
وإلى البقيّة ... حين كنت أسمعه ينشد (( حديثك سجّادةٌ فارسيّة )) .... أطاول صدى الكلمات لأنتقل بها إلى حيث يتجرّد الواقع عن أرضه ... ويتجرّد القلب عن نبضه منقّلاً العمر ما بين أعطاف الحروف إلـى ........ ؟
على حين غرّة ... تغلغل الشوق في عمق الآه بيني وبيني ... وارتجلتني الأنوثة حرفاً نصف أبجديّ يبعثه العمق الصادي إلى شفةٍ يابسة ... وأخرى عضّها الندم ....
من حيث كان الألم فاصلةً بين طقوس الذكريات الجرداء ...
عاد الشوق من جديد... يتغلغل ما بين أسناني ولثة قلبٍ مهترئٍ أكلته رياح الشرق ذات حنين
فبات يعبث بأشباح الخريف في مرآة نفسي ... ويدور حول نفسه في دائرةٍ شبه شفّافة ... مركزها صرختي الأولى ومحيطها رصيف عشقٍ يلمّ الأوراق المتساقطة حول صحوةٍ ساقطة
حين اجتاحني الهذيان سيّدتي .. كنتُ أستودع جهلي في زوايا حانتي العتيقة .. بين قائمين وشبكة عنكبوتٍ عجوزٍ خانه النظر ... فما عاد يتقن فنّ نسج القصص ......
محطّةٌ أخرى ... وليلةٌ كانت هادئة ... في حلق الفرجة كنت أحاول صوغ ذات العمر بجنون هنديٍّ أحمر فخانتني اللغة ... وتلوّنت الأشياء في ناظريّ الهرمين حتّى غدا الهنديّ أزرق ..
أجهضني الوجد حتّى احتكّت أظافر الوجد بحبال صوتي المبحوح ..
مارست شلل الأطفال على قلمٍ أجمر في وجنتي البللوريّة ... فكانت الضحكة تتوارى بين وجهين ... لعملةٍ واحدة ....
سربلني القهر ... وتلبّستني الخيبة ... ووصولي المتأخّر ما زال يشحن عاطفتي بالإحباط المحتجز بين جفنيّ الجريحين ... ونزفٍ أباحته دموعي المسبيّة ...
وأنا هناااااك ... ما زلت أعتصر الأيّام الحبلى بمشروع بسمةٍ مؤجّلة .. وقد طال المخاض
ما زلت أستأثر النقطة ... وأخشى أنّها النهاية ...
وأرى امتداد البوح ما بين النقطة وبداية السطر خطّاً يشبه الأفق في زقزقة الآمال تحت ليل عاشقين .... فكنتِ بلا نقاط ....
إليك سيّدتي .... بحجم الخيبة الّتي خلّفتِها في عروقي بعدك ....
من عمق أنفاسي .....
بقايا جذرٍ قطعه امتدادك المتواصل داخلي .....
( وأقبّل الكفّ الّتي تغتالُ ) ....
.
.